مسؤولية حزب الله عن وقف اطلاق النار..!
✍ماجد الشويلي ||
2024/1129
في ظل مزاعم البعض أن حزب الله قد تخلى عن غزة ، أجد من الضروري التركيز على النقاط الجوهرية التي أدت الى وقف أطلاق النار في لبنان ، وتقبل الحزب لهذه النتيجة،
في ظل ماتعيشه المنطقة والعالم من ارهاصات وتداعيات ،تشي باحداث تحولات كبرى في النظام العالم انطلاقا من تغيير خارطة الشرق الأوسط!
وفي هذا السياق يمكننا أجمال هذه النقاط الجوهرية على النحو الآتي.
أولا:- إن المفاوضات جرت بشكل رسمي مع الدولة اللبنانية على أساس اعتماد القرار الأممي 1701 وماكان لحزب الله أن يمنع أو يعارض الاجراءات الحكومية والدولية،
خاصة وأن القرار آنف الذكر ينطوي على تعزيز سيادة لبنان وتحصين أمنه.
الأمر الذي لطالما طالب به الحزب وقدم التضحيات الجسام لأجله.
لكن مع ذلك تمكن الحزب من توظيف إمكانياته السياسية، وانجازاته الميدانية في المعركة ،لتحسين وتثبيت شروط المفاوض اللبناني (الرسمي)
وهو ماحصل بالفعل ، فالقرار 1701 كان قد صمم لانهاء الحرب وفقا لقدرات وإمكانيات الحزب ولبنان في العام 2006،
أما الآن وقد تضاعفت قدرات حزب الله وإمكانياته العسكرية والسياسية عشرات المرات عما كان عليه وهذا باعتراف الصهاينة أنفسهم فان القرار الأممي الآن
يأمن أكبر قدر من السيادة اللبنانية
والحفاظ على حزب الله ودوره السياسي والأمني والعسكري في لبنان،
خاصة وأن الدولة اللبنانية واعتمادا على معطيات الصراع في الميدان والدبلماسية النشطة ، نجحت نجاحا باهرا بمنع استصدار قرار آخر من مجلس الأمن مشوبا بالرضوخ الى الارادة الامريكية والاسرائيلية
لتحميل الدولة اللبنانية اكلافا وأعباء مرهقة
ثانيا:- من ينظر بعمق الى العمليات النوعية التي استهدف بها حزب الله العمق الصهيوني إبان اجراء المفاوضات ، يدرك أن الحزب كان يصر على اخضاع العدو الصهيوني للارادة الدولية ،وارغامه على القبول بتطبيق القرار 1701 بوصفه منجزا تأريخيا لحزب الله
يصعب على الكيان الغاصب بعده التفكير او التلويح باجتياح لبنان والحديث عن الشرق الاوسط الجديد.
وهذا المكسب بحد ذاته يعد تحولا
كبيرا في موازين القوى لصالح محور المقاومة في عموم المنطقة
هذا إن لم نقل على الصعيد العالمي
ثالثا:- تمكنت إيران وببراعة من توظيف تلويحاتها وتهديداتها بالرد على الكيان الصهيوني خلال الجهد الدبلماسي ،
والضغط على الولايات المتحدة
لصياغة سيناريو نهائي لانهاء الحرب
على لبنان وغزة بالتوالي
وهذا ما لمسناه من خلال تصريح قيادات حماس ووزير الخارجية الصهيوني.
مما يفيد بأن إيران قد تتنازل عن حقها بالرد على اسرائيل في حال أنهت الأخيرة حربها على غزة ودخلت في صفقة شاملة لاطلاق سراح الرهائن وفقا لشروط حماس.
والا فان على اسرائيل ستتلقى ضربة ايرانية
لم تخطر ببالها.
رابعا:- من خلال ماتقدم بات احجام الجمهورية الاسلامية عن الرد على اسرائيل يشكل ضمانة لرضوخ الصهاينة وقبولهم بانهاء الحرب على غزة
خامسا:- إن معطيات وحيثيات تطبيقات القرار 1701 ستتيح لحزب الله تعزيز قدراته السياسية والعسكرية والأمنية بشكل أكبر، مع ضمان تدفق الاسلحة من المحور بشكل جيد.
وهذا مايفسر لنا تحريك جبهة النصرة وفصائل ارهابية عديدة في ريف ادلب وغيرها
في محاولة لقطع طريق امداد حزب الله بالاسلحة والذخائر