سقوط النظام السوري الأسباب والتداعيات..!
حسام الحاج حسين ||
مدير مركز الذاكرة الفيلية
منذ اندلاع ثورات الربيع العربي قبل ١٣ عاماً، بدأت الاضطرابات في سوريا، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين الشعب وحكومة بشار الأسد. أتاحت هذه التطورات فرصاً لبعض الدول المتربصة بالنظام السوري مثل أمريكا وتركيا وإسرائيل للاستفادة من الأحتجاجات للأستثمار السياسي لأهدافهم .
منذ السنوات الأولى للصراع، حاولت أمريكا زيادة نفوذها في البلاد من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المناطق الكردية في سوريا. بحجة محاربة الأرهاب واجتثاث التنظيمات التكفيرية . وقد سمح هذا الإجراء للولايات المتحدة بالتأثير على التطورات في سوريا والعمل لصالح مصالحها.
كما انضمت تركيا نادي الاعبين على مصير هذا البلد من خلال دعم نوع من معارضي بشار الأسد وإرسال قواتها العسكرية إلى سوريا ايضا بحجة اجتثاث التنظيمات الأرهابية التي تصنفها وعلى راسها حزب العمال الكردستاني .
ومن خلال الاستثمار في المعارضة المسلحة، تمكن أردوغان من الاستيلاء على أجزاء من سوريا تحت ظل الأمر الواقع . كما يضاف الى قائمة الدول الطامعة إسرائيل والتي كانت هجماتها على حزب الله وإضعاف قوتها العسكرية ومنعها من مساعدة النظام مستقبلا وقد تسببت هذه العوامل في عدم قدرة الحكومة السورية على السيطرة على كامل أراضيها،
كما تسببت في أن يكون للمعارضة المسلحة رؤوس جسور مهمة على الحدود التركية تتدفق من خلالها جميع انواع الدعم .
كما كانت للعقوبات الاقتصادية الواسعة من قبل الغرب تسببت في فوضى اقتصادية في سوريا وواجهت حكومة بشار الأسد صعوبات في دفع رواتب الجنود وتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب.
وأدى هذا الوضع إلى زيادة الفقر وتشريد ملايين الأشخاص وتفاقم السخط العام .
لقد كان سقوط النظام السوري نتيجة لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية.
اطماع إسرائيل وتركيا وأمريكا، وغياب دعم أغلبية الشعب للحكومة، والعقوبات والوضع الاقتصادي السيئ، وعدم وجود القوة المالية الكافية لإدارة الجيش وقوات الأمن، كلها عملت معًا على انهيار النظام في سوريا.
لقد أدت هذه الظروف تدريجياً إلى ماوصلت اليه سوريا اليوم . وفي ظل هذا السقوط والانهيار سارع الجميع الى قضم سوريا وتحويلها الى دويلات في ظل الأمر الواقع .
وتقاسم الأمريكيون والأتراك البلد اما إسرائيل فقد سعت إلى ضم الجولان إلى اراضيها والقضاء على البنية التحتية العسكرية والاقتصادية لسوريا. حتى لاتقوم لها قائمة في المستقبل وتهدف هذه الهجمات إلى تدمير أي قدرة دفاعية في سوريا ممايعني خروج سوريا من الخدمة كدولة قد تشكل خطرا مستقبليا على إسرائيل .
وعلى ضفاف الفرات هناك من يستعد لخوض حرب عرقية للحفاظ على مكتسبات الأمر الواقع وقد لايتمكن حزب الأتحاد الديمقراطي ومخرجاته المدنية ( مجلس سوريا الديمقراطي ) والعسكرية ( وحدات حماية الشعب ) من مواجهت تركيا وادواتها التكفيرية دون غطاء أمريكي مما قد تشعل حربا بين الجانبين ..!