سفن الأحزان إلى أين؟!
مازن الولائي ||
١ رجب الاصب ١٤٤٦هجري
١٣ دي ١٤٠٣
٢٠٢٥/١/٢م
الفرح والحزن، هذين المتضادين! بل المتصارعين على طول طريق طويل، يقسّمان البشرية إلى صنفين ذوي ترف وذوي حزن ودموع! وكثيرا ما تختفي فلسفة عيش هؤلاء فرحين وعيش هؤلاء يقطر الحزن وينحر الاسى قلوبهم، وكأن متعهد الأحزان مال على جهة إسمها “التشيع” وعشاق طريقه،
فنالهم ما نالهم من سفن الاسى التي رابطت عند شطآنهم، التي هي الأخرى تمتلئ كل آن بما يضعها أمام ألف سؤال وسؤال! لماذا نحن على هذه الشاكلة؟!
وبشرية أخرى تغط في نومها متخمة لا تشعر بغير غثيان أنواع الأكل والشرب والملذات!
وذات السؤال يبحر بنا لماذا نحن لنا هذا الضد؟! لتأتي معادلة أكمل الخلق والبحث عنهم، ليبرز لنا القرآن الكريم يخرج لنا حل الاحجية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب ٣٣ .
يخبرنا عن صفوة من البشر مطهرين لا يرتكبون المعاصي والآثام، ويفترض تلك الراحة والفرح والسرور يكون حصة لهم لأنهم الكمال الإنساني والروحي ومن يستحقون تلك المزايا أن كنا نرى تلك الحياة الباذخة مزايا تليق بهم!
لكن المشهد يحتاج نظرة فلسفية لها القدرة على التمييز والثبات إذا ما انعكس المشهد، وصرنا نرى مثل كوكبة الطاهرين ومن شهد القرآن بهم طريقهم طريق القتل في سبيل الله تعالى، ودعائهم وتوسلهم هو الموت بطرق التقطيع والاشلاء 《 وقتلا في سبيلك فوفق لنا 》.
ويكفي في النظر إلى وفود مثل أبي عبد الله الحسين عليه السلام لله مقطع الاشلاء وممزق الجسد، لعبت على صدره الشريف حوافر خيول المترفين والفاسدين! ورفاقه خير الأصحاب على ذات المنحر والقتل، بل ولم يتخلف منهم معصوم إلا وسلك ذات طريق الفناء في سبيل الله تعالى عن قصد وعلم وعن دراية وتعقل، وهكذا من علت رتبتهم في فهم فلسفة العترة المطهرة والأنبياء والمرسلين الذين هجروا كل تلك المزايا التي يتكالب عليها طلاب الدنيا!
《 مثل أهل الدنيا (2) – الإمام علي (عليه السلام): إياك أن تغتر بما ترى من إخلاد أهلها إليها وتكالبهم عليها، فإنهم كلاب عاوية، وسباع ضارية، يهر بعضها على بعض، يأكل عزيزها ذليلها، ويقهر كبيرها صغيرها، نعم معقلة، وأخرى مهملة، قد أضلت عقولها وركبت مجهولها 》 الأنوار البحار: 73 / 123 / 111.
لأجل ذلك ترى العلماء والشهداء ومن عرف سر جمال الموت على تلك الشاكلة، والعيش في دنيا تنحّت عن المعصومين عليهم السلام وتنكرت لهم مع ما هم عليه، كما عرف كل فقهاء وعرفاء ومجاهدي هذه الأمة الشيعية التي تستفيق كل آن على شهيد يهز نياطها خشية الغفلة أو النوم أو ترك الواجب،
يقول: أمامنا الخُميني العظيم “أقتلونا أكثر فأن شعبنا يعي أكثر” ولهذا ترى قائمة عام ٢٠٢٤م كانت كبيرة وطويلة ومتنوعة ومؤلمة لقلوب مراجعنا والى قائد سفينة الصراع الاستكباري الإسلامي الولي الخامنائي المفدى، لهذا علينا أن نعرف خيار الحزن ليس خيارا سيئا ولا ظالما لكنه كالدواء المر الذي يتجرعه المريض بغية الشفاء من العلل..
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر قادم ..
قناة التكرام..
https://t.me/mazinalwlaay