الخميس - 28 مارس 2024

من الذي سينزل ترامب عن الشجرة ؟؟!

منذ 5 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024

من خارج المؤسسة السياسية اتى سمسار العقارات وادخل نفسه في لعبة معقدة للغاية ، وتربع على عرش الدولة التي ترسم السياسة والاقتصاد بعمق ودقة ، لا يفقه من السياسة شيئا ولا يدرك الابعاد المختلفة للقرارات التي يتخذها ، محدود الافق ، تحولت الولايات المتحده في عهده الى مدعاة للسخرية والتهكم في مختلف المحافل.
لترامب يعود الفضل الاكبر فهو من كشف الوجه الحقيقي لامريكا من خلال صراحته ووضوحه ، وهو من اخرج طبيعة العلاقات الامريكية السعودية الى العلن ، فالرجل لا يعرف اللف والدوران ، وهي سمة حسنة ، لكنها في السياسة ، كارثة لا تحمد عقباها وخصوصا لبلد مثل امريكا
وقد اضطرت الادارة الامريكية مرارا الى انزال ترامب من الشجرة عندما يتهور ويتحدث بما لا يفقه ، لكن بعض الاشجار التي يتسلقها ترامب يصعب النزول منها خصوصا ان كان الثمن هو اراقة ماء وجه امريكا وزوال هيبتها بين الدول والشعوب.
كان من الواضح ان ترامب يعتقد بأن من سبقه لم يبذلوا الجهد الكافي لاضعاف ايران وارغامها على الخضوع ، ولذلك افترض بأنه بعقوباته التي لم تجد اذانا صاغية سيتمكن من اخضاع ايران ، هل كان ترامب ساذجا ام انه لا يقرأ التاريخ ؟؟ فايران منذ عام 1979 وهي تخضع لحصار وعقوبات بصورة شبه مستمرة ، وهو ما جعل منها بلدا مكتفيا ذاتيا ومتكيفا مع مختلف الضغوط المالية والاقتصادية ، فما هو الجديد الذي يمكن ان يفعله ترامب ، اعلن بأنه بعد يوم 5/11/2018 ستكون الصادرات الايرانية من النفط صفر ، وبينما كان قادة العالم يتهامسون ساخرين من تصريحاته ، كان الوقت يمضي وهو عاجز عن تطبيق هذا الشرط ، حتى اضطر اخيرا ليستثني ثمانية دول من هذه العقوبات حفاظا على ماء وجهه ، خدعة مفضوحة فاغلب الدول التي استثناها ترامب لم تكن لتطبق هذه العقوبات وهي قد اعلنت استمرارها في شراء النفط الايراني ، ومع هذا الاستثناء ستكون ايران قادرة على تصدير ما لا يقل عن مليوني برميل نفط يوميا وباسعار اعلى لان سعر النفط لا شك انه سيرتفع مع هذه العقوبات ، وبذلك لن يكون هناك اي تأثير هام لهذه العقوبات وبذلك ايضا يكون ترامب قد خسر فعليا هذه الجولة ، اما عن باقي محاور هذه العقوبات فلن يكون تأثيرها مهما مقارنة بتأثير القطاع النفطي.
هل ستتمكن الادارة الامريكية من انزال ترامب من الشجرة ، ولو تمكنت هذه المرة بثمن كبير جدا فكيف ستتمكن من انزاله في المرة القادمة.
وعندما يستنفذ ترامب كل اوراقه الاقتصادية ، هل سيتسلق في المرة القادمة شجرة الحرب ، ويهدد ايران بضربة عسكرية ، وكيف سينزلونه من تلك الشجرة ، فكل المعطيات السياسية والعسكرية تجعل امريكا في وضع لا يسمح لها بخوض حرب عسكرية مفتوحة .
نشفق كثيرا على مستشاري ترامب متسلق الاشجار واعضاء ادارته ايضا ، فهو يشبه طفلا مشاكسا يتسلق الاشجار ثم يطلب من الاخرين انزاله.