الخميس - 13 فيراير 2025

أزمة مستحقات مقاولي البصرة: تداعيات اقتصادية وحلول مقترحة..!

منذ شهر واحد
الخميس - 13 فيراير 2025

عامر جاسم العيداني ||

 

تواجه محافظة البصرة أزمة حادة تهدد المشهد التنموي والاقتصادي فيها، حيث لوّح اتحاد مقاولي البصرة بالتظاهر بسبب تأخر دفع مستحقاتهم المالية وتجاهل فروقات سعر الدولار ، ان هذه الأزمة تحمل انعكاسات خطيرة على المشاريع الحالية والمستقبلية، مما يضع مستقبل التنمية في المحافظة على المحك.

ان التأخر في دفع المستحقات أدى إلى شلل شبه كامل في قدرة المقاولين على دفع أجور العمال وتأمين المواد الأساسية وهذا الواقع أسفر عن توقف العمل في بعض المشاريع الجارية، مما أثر بشكل مباشر على الخدمات الأساسية التي تعتمد عليها فضلاً عن ذلك قد يلجأ بعض المقاولين إلى استخدام مواد أقل جودة للضغط على التكاليف، مما قد يؤثر على جودة المشاريع ويزيد من استياء السكان المحليين، الذين باتوا يعانون من تعطيل الخدمات وتراجع مستويات التنمية.

أما على مستوى المشاريع المستقبلية، فإن هذه الأزمة تؤدي إلى فقدان الثقة بين المقاولين والحكومة وان تأخر السداد وتقلب سعر الصرف يجعل المقاولين أكثر تردداً في التقدم لعقود جديدة، مما ينعكس سلباً على جودة العروض المقدمة في وقت تزداد فيه تكاليف المشاريع بفعل التضخم وضعف القوة الشرائية ، كما أن التوقف عن العمل يعطل الخطط التنموية الكبرى مما يهدد الجهود المبذولة لتحسين البنية التحتية وتطوير الاقتصاد المحلي.

للتعامل مع هذه الأزمة يجب على الحكومة الإسراع في صرف مستحقات المقاولين فوراً لتجنب المزيد من التصعيد، مع وضع آلية عادلة لتعويض فروقات سعر الصرف وينبغي أيضاً إعادة جدولة المشاريع وتحديد الأولويات بشكل أكثر دقة لضمان استمرارية العمل مع إعادة توزيع الميزانية المتاحة.

ومن الضروري التفكير في حلول استراتيجية مثل إنشاء صندوق طوارئ مالي لدعم المشاريع في أوقات الأزمات، وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتخفيف الأعباء المالية عن الدولة والشفافية ضرورية من جانب الحكومة الاتحادية في إدارة أموال المشاريع وتوضيح أسباب التأخير، مع تعزيز التنسيق بين وزارة المالية والحكومات المحلية يمكن أن تكون مفتاحاً لتجاوز هذه الأزمة.

في حال استمرار الأزمة دون معالجة جذرية، فإن التظاهرات المرتقبة ستزيد من الضغط على الحكومة مما قد يؤدي إلى اضطرابات إضافية تؤثر سلباً على بيئة الاستثمار والتنمية في البصرة وان الحل السريع والفعال هو السبيل الوحيد للحفاظ على الاستقرار ودفع عجلة التنمية في المحافظة.