ما اكثر العبر وما اقل الاعتبار..!
✍📜 الشيخ الدكتور عبد الرضا البهادلي ||
١٢ / ١ / ٢٠٢٥
📍بعد انتشار فايروس كورونا قلت ان الناس سوف ترجع الى الله تعالى ، واذا بهم بعد زواله او ضعفه ازدادوا بعدا عن الله تعالى ….
📍فلماذا لا يعتبر الانسان ويرجع الى الله تعالى بعد البلاء ويصبح صالحا ….
📍السبب في عدم الاعتبار هو بسبب موت الله في الانسان ،فعندما يموت الله في قلب الانسان يشعر بالله فقط في حال المصيبة وبعضهم حتى في المصيبة لا يشعر بالله وهؤلاء قد وصلوا إلى مرحلة لا ينفع معها حتى اي علاج….
📍وعلاجه من يمكن علاجه من الغفلة واحياء الله في قلب الانسان بما يلي ….
🖍١. يجب ان يدرك هذا الانسان ان الله ميت في قلبه ، وهذا بحد ذاته يحتاج الى توفيق عظيم ، فليس كل انسان يدرك ذلك ، بل لعله يرى نفسه من الصالحين .فالكثير من الناس يرى نفسه على خير ويحسن صنعا ….
احد المؤمنين من الاصدقاء من اصحاب الوعي يقول لي قبل ٣٠ عاما كنت ارى نفسي من افضل الناس لاني مجاهد عارضت نظام البعثي ومهاجر وتركت الاهل من اجل ديني وووو والى آخره …….
ولكن عندما صحبت عبدا صالحا وعالما ربانيا في هجرتي الى مدينة قم المقدسة ، اخذت في مراجعة النفس وانظر الى قلبي فإذا هو ظلمات بعضها فوق بعض مملوءة من العقد والامراض ، ومنذ ذلك الوقت والى اليوم وانا في جهاد مع هذه النفس الامارة التي تريد مني معصية الله بكل شيء ….
لذلك علينا عدم الغرور والعجب بأنفسنا فقد نكون على ضلال مبين ونحن نتصور اننا نحسن صنعا كما قال تعالى وهو اصدق القائلين : افانبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا……
🖍٢. العلاج……
على كل واحد فينا ان يعرض نفسه وسلوكه وفكره على القرآن الكريم وسنة وسير النبي الاكرم صلى الله عليه وآله واهل البيت عليهم السلام ، وافضل ما يمكن في زماننا البحث عن الصالحين والدعاء الى الله بالتوفيق لصحبتهم فهم يختصرون لك الطريق نحو التخلية من الاثام حتى تتكامل بالفضائل…..
ثم التوبة والندم والاستغفار والبكاء في محضر الله تعالى. والتوبة ليست اللفظية انما هي العملية كما وردت عن امير المؤمنين عليه السلام……
عن محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين عليه السلام ان قائلا قال بحضرته: أستغفر الله، فقال: ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار. الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان:
أولها الندم على ما مضى.
والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا.
والثالث أن تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عز وجل أملس ليس عليك تبعة.
والرابع ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدى حقها .
والخامس ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم .وينشو بينهما لحم جديد.
والسادس ان تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول: أستغفر الله…..
📍٣. واذا عرف الله صدق العبد بالتوبة وانه يريد التوبة اخذ بيده وتاب عليه وجعله يتقلب في رحمة الله ثم ينقلب الى اهله مسرورا …..
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين…
🤲الهي خذ بأيدينا الى قربك ورضاك ولا تكلنا الى أنفسنا طرفة عين ابدا يا ارحم الراحمين بحق محمد وال محمد صلواتك عليهم اجمعين…..