الخميس - 13 فيراير 2025
منذ شهر واحد
الخميس - 13 فيراير 2025

أمين السكافي( صيدا -لبنان) ||

طرح موضوع سلاح المقاومة على طاولة التجاذبات الداخلية وطبعا بأوامر خارجية ليس جديدا ،فمنذ إغتيال الشهيد رفيق الحريري بدأ الكلام عن موضوع السلاح وحصريته في يد الدولة ،

والحديث عن إستراتيجية دفاعية تتناغم بها المقاومة مع المؤسسة العسكرية وبدأت حناجر السياديين المستلزمين للخارج بالحديث عن تطبيق القرار ١٥٥٩ وعن نزع سلاح المقاومة،

وكأن كل شيء كان معد سلفا وجاهز لبدأ الحملة على المقاومة وسلاحها حتى من قبل تنفيذ عملية الإغتيال وفق خطة وخارطة طريق موضوعة سلفا لتغيير وجه المنطقة ،و إزالة أي خطر يتهدد الكيان أو المصالح الأميركية في المنطقة ،ولندخل إلى ما أصطلح على تسميته الشرق الأوسط الجديد مهما تكلف من دماء ودمار في المنطقة .

دعاة نزع سلاح المقاومين ينقسمون إلى قسمين خارجي وداخلي أما الخارجي فهم حلفاء الكيان الذين يريدون له أمرين تعود عليهم في الفترات الأولى من وجوده، الأمر الأول هو تأمين أمان وسلامة الكيان وإزالة أي تهديد له وهذا لا يكون إلا بتقليم أظافر المقاومة،

وأما الأمر الثاني فهو العمل لإعادة الحرية لجيش الكيان بأن يعربد كما يشاء ومتى شاء فوق الأراضي اللبنانية والسورية وأضف عليهم قطاع غزة،

وهذا لا يكون إلا بإلغاء من يعرفون بالمقاومين الذين يدافعون عن أرضهم وبلادهم وناسهم مهما كلفهم ذلك من دماء وشهداء، بالمختصر الكيان وحلفاؤه يريدون بالمسيرة السياسية والعسكرية والأمنية بأن تعود لما قبل حزيران ١٩٨٢ يوم دخل الإسرائيلي لبنان وساهم مساهمة كبيرة في خلق وإنضاج المقاومة .

طبعا لا نستطيع أن نقارن بين الأصوات الشاذة من الخارج والداخل فأصوات الداخل ما هي إلا صدى للصوت الآتي من الخارج والمطالب بنزع السلاح،

أنا أستطيع أن أرى الإسرائيلي وحلفاؤه وسعيهم الدوؤب لتأمين إستمرارية الكيان وتفوقه على غالبية محيطه وكأنه الآمر الناهي في المنطقة ،

أما بالنسبة لصغار الداخل الذين لا هم لهم إلا ترديد الصوت الآتي من البعيد، دون أن يعوا حجم الخطر الذي قد يتأتى عن تنفيذ رغبات وأوامر أسيادهم ،

كيف لمدعي السيادة والكرامة الوطنية أن يطالبوا بنزع السلاح الذي أجبر العدو على الإنسحاب ومنعه منذ العام ألفين وحتى ٢٠٢٤ عن ضرب أو أستهداف لبنان إلا في ما ندر خوفا من رد المقاومة ،لا أعلم أحدا في العالم لديه ورقة نفوذ قوية ويسعى لتمزيقها إلا صغار العقل من سياسيي لبنان .

الآن دعونا نتكلم بصراحة طالما الكيان قائم على حدودنا فلتنسوا فكرة نزع السلاح، فنحن ولبنان عامة والجنوبيون خاصة هم من عانوا من وجود هذا الكائن البشع والمجرم بجوارهم وذاقوا منه الأمرين ،

فنحن لسنا مستعدين فقط لإرضاء غبائكم وإستزلامكم للخارج لأن نتخلى عن مقاومة أتت لنا بالأمن والأمان والحماية والكرامة الوطنية ،هذا الكيان الذي علمتنا التجارب معه أنه لا يفقه سوى لغة القوة،

وليس أسطوانتكم المشروخة بأن قوة لبنان في ضعفه وأن القرارات الدولية تحمي لبنان، فلمن يسأل وهذا رأيي طبعا فأنا أرى أن زوال الكيان من الوجود هو الطريقة الوحيدة لنتكلم بعدها عن السلاح، فبوجود هذا الكيان نحن بحاجة لأن نكون أقوياء فكل طلقة رصاص وصولا إلى منظومة الصواريخ كلها لها قيمة وضرورة .

إلى شركائنا في الوطن والذين يطالبون بإيجاد حل لمسألة السلاح عن سوء نية أو بحسن نية نقول لهم : أنه كما لكم رأيكم في المسائل الحساسة فنحن لنا رأينا أيضا ونحن بكوننا من جيران هذا الجار المتعطش للدم عانينا الكثير من إستباحته لكل القيم والأعراف،

ونحن أعلم منكم بأهمية وجود السلاح في أيدي رجال الله لأنهم أثبتوا وعلى مرور ٤٢عاما أنهم الدواء لهذا الداء ،فنحن نعلن ونصر على بقاء سلاح المقاومة والحفاظ عليه وتطوره كي يكون على أهبة الاستعداد حين تحين ساعته .

أعزائي ما نمر به وما مررنا به سابقا من فتن داخلية وعدوان إسرائيلي لا زال المحرك لها موجودا، ويتابع عمله كي يصل إلى النتيجة المرجوة وهي ضرب هيبة ومصداقية المقاومة ،ليصلوا للهدف المرجوا من كل ما حصل منذ العام ٢٠٠٥ وهو القضاء على فكرة المقاومة ،

وليس المقاومة كجسد بل فكرة المقاومة التي أستطاعت إعادة الثقة لشعوب المنطقة بنفسها ،وفي ذات الوقت هدم وزعزعة هيبة الردع لدى الكيان بنفسه وإفقاد مستوطنيه الثقة بمؤسساتهم العسكرية والأمنية،

ولكن ومهما حصل وسيحصل ف الله متم نوره ولو كره الكارهون فهذه المسيرة التي تحظى بالعناية الإلهية منذ أنطلقت لن تترك وشأنها لأنها تمثل عدالة الله على أرضه .