الخميس - 13 فيراير 2025

الإمام علي (ع) ميزان العدل والمساواة…!

منذ 4 أسابيع
الخميس - 13 فيراير 2025

كندي الزهيري ||

 

يستطيع أحد من الماضي والحاضر والمستقبل ، مهما كانت له من علمية ، وأن كان في أعلى درجاتها ، أن يصل إلى مرحلة معرفة الإمام علي عليه السلام ،

قبل الحديث عنه ، علينا جميعًا أن نعترف أن (مهما قلنا بحق الإمام علي عليه السلام ، وبحثنا في شخصيته ، وحاولنا فك شفرة وجودة ، لن نفلح مطلقًا) ،

كيف لنا ذلك ، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ” يا علي، ما عرف الله إلا أنا وأنت، وما عرفني إلا الله وأنت، وما عرفك إلا الله وأنا” [مختصر بصائر الدرجات: ١٢٥، تأويل الآيات الظاهرة: ١ / ١٣٩ / ١٨ وص ٢٢١ / ١٥، مشارق أنوار اليقين: ١١٢.] … إن معرفة الإمام ( عليه السلام) ،

لا تدركها عقولنا ، ولا تتحملها مطلقًا… الإمام علي عليه السلام ، يمتاز بما نعرفه عن طريق وما ورد الينا من الكتب ، من بعض صفاته ( العدل والمساواة والحكمة والفهم العميق للدين والحياة ، شجاع وقوي روحيًا ، إضافة إلى أنه امتاز بالرحمة والمغفرة والعفو والسماحة ، والتوحيد والأيمان ) به يعرف المؤمن وفيه يعرف المنافق ..

الجميع يقرأ الإمام من زاوية اهتماماته وبحثه ، والجميع اتفق على أن هذه الشخصية القيادية في الإسلام ، كان ولا زالت تلعب دور محوري في حركة الأمة الإسلامية بشكل خاص ، والإنسانية بشكل عام . الفلاسفة كانوا اشد الباحثين في شخصية ودراسة الأمام علي عليه السلام ، حيث قالوا فيه : فولتير (1694-1778): وصف الإمام علي بأنه “شجاع، حكيم، وسياسي عبقري”.

أما جون ويليام درابر (1811-1882): وصف الإمام علي بأنه “رجل دولة، فيلسوف، وشاعر”. كما وصف إيرنست رينان (1823-1892): وصف الإمام علي بأنه “شخصية رائعة، حكيمة، وشجاعة”. وقال غوستاف لوبون (1841-1917): الإمام علي بأنه “قائد عسكري عبقري، وسياسي حكيم”.

أما الفلاسفة الأمريكيون كان لهم دور في محاولة وصف الإمام علي عليه السلام ؛ حيث قال جورج سارتون (1884-1956): أن الإمام علي “شخصية مهمة في تاريخ العلوم والفلسفة”. ويليام مونتغمري واط (1909-2006): وصف الإمام علي بأنه “شجاع، حكيم، وسياسي رائع”. أما الفلاسفة المعاصرون مثل هنري كوربان (1903-1978): وصف الإمام علي بأنه “رمز للفلسفة الإسلامية”… و روجر غارودي (1913-2012): وصف الإمام علي بأنه “شخصية رائعة، حكيمة، وشجاعة”. أما محمد إقبال. (1877-1938): وصف الإمام علي بأنه “شخصية محورية في الإسلام”.

[ تاريخ الفلسفة الإسلامية لجورج سارتون. “الإسلام والفلسفة” لهنري كوربان. “حياة الإمام علي” لروجر غارودي. “تاريخ العلوم والفلسفة في الإسلام” لويليام مونتغمري واط. “التراث الإسلامي” لمحمد إقبال ] .

أما علماء الغرب قد أبدو إعجابهم الغير عادي في مسيرة البحث عن معرفة للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، بعض أقوالهم ؛

إيرنست رينان : “الإمام علي هو شخصية رائعة، حكيمة، وشجاعة.” (تاريخ الفلسفة الإسلامية)… أما غوستاف لوبون: “الإمام علي هو قائد عسكري عبقري، وسياسي حكيم.” (تاريخ الحضارة العربية).. ووصف جورج سارتون : “الإمام علي هو شخصية مهمة في تاريخ العلوم والفلسفة.” (تاريخ الفلسفة الإسلامية).

أما المؤرخون كان لهم كلمة بحق الامام علي عليه السلام ؛ قال إدوارد جيبون : “الإمام علي هو رجل شجاع، حكيم، وسياسي رائع.” (تاريخ الإمبراطورية الرومانية). أما توماس كارلايل : “الإمام علي هو شخصية محورية في الإسلام.” (تاريخ الفلسفة الإسلامية) .ويليام مونتغمري واط : “الإمام علي هو شجاع، حكيم، وسياسي عبقري.” (تاريخ العلوم والفلسفة في الإسلام)

كذلك الأدباء والشعراء ، كان يتسابقون لذكر الإمام علي عليه السلام ، حيث قال جون كيتس : “الإمام علي هو شاعر وكاتب رائع.” (رسائل إلى الأصدقاء). و ألفرد لورد تينيون : “الإمام علي هو شخصية رائعة في الأدب العربي.” (تاريخ الأدب العربي) وغيرهم الكثير .

أما الباحثون المعاصرون كان لهم نصيب في ذكر الإمام علي عليه السلام؛ . هنري كوربان : “الإمام علي هو رمز للفلسفة الإسلامية.” (تاريخ الفلسفة الإسلامية)
و قال روجر غارودي : “الإمام علي هو شخصية رائعة، حكيمة، وشجاعة.” (حياة الإمام علي) واضاف محمد اركون: “الإمام علي هو شخصية محورية في الإسلام.” (تاريخ الفلسفة الإسلامية) .

أما رسول (الله صلى الله عليه وآله وسلم) ، ذكر الإمام علي عليه السلام ، وبين منزلته بمواقف مختلفة ، في كل مناسبة يظهر رسول الله (ص) وصف من أوصاف الإمام علي عليه السلام… الوصف الشخصي مثل “علي مني وأنا من علي.” (رواه البخاري) و علي حازم هذه الأمة. (رواه مسلم) و علي أبو هذه الأمة.”(رواه ابن ماجه).

أما الوصف الديني ، فقال رسول الله (ص) أن “علي مع الحق والحق مع علي.” (رواه الترمذي) وقال “علي حامل لواء الحق.” (رواه ابن ماجه) ، ووصف رسول الله (ص) أن “علي فاروق هذه الأمة.” (رواه البخاري).

أما الوصف الأخلاقي قال (ص) “علي أكمل الناس خلقًا.” (رواه ابن ماجه) وفي الشجاعة “علي أشجع الناس.” (رواه البخاري) وأكمل قوله (ص) “علي أوثق الناس.” (رواه مسلم) …أما الوصف السياسي ؛ قال رسول الله (ص) أن “علي خليفتي فيكم.” (رواه ابن ماجه)

ثم قال “وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.” ( المصحّح لمسند أبي يعلى : رجاله رجال الصحيح)
وقال (ص) “علي من أهل بيتي.” (رواه البخاري) .
أما الوصف الروحي قال رسول الله (ص) ؛
“علي من أهل الجنة.” (رواه البخاري)
و “علي من أهل الكرامة.” (رواه مسلم)
و “علي من أهل الفضل.” (رواه ابن ماجه).

ومن هنا يتضح أن شخصية الإمام علي عليه السلام ، لا يمكن أن نعرفها حق معرفتها ، وأن أدركنا فرضًا ، معرفة الإمام (ع) يعني أننا نسير إلى معرفة النبي محمد (صل الله عليه وآله وسلم) ، لكون الإمام علي باب مدينة علم رسول الله (ص) ،

ومن هنا سنصل إلى معرفة الله عز وجل . لذا ؛ حاول أتباع الشيطان ، تحريف حقيقة الإمام (ع) ، وأخفاء دوره ، لكي لا يتسنى لأحد العمل بعمله ، حاولوا مساواة الإمام (ع) بالآخرين ، وأنزاله إلى أدنا المراتب ، وسلب فضائله وألقابه ، لأشخاص لا يعرفون الناقة من الجمل ،

ولا زال الشيطان وجنوده ، يعملون على إخفاء حقيقة الإمام (ع) ، ومحاولة أبعاد الناس وقتل كل صوت ، يرفع ذكر الإمام علي (ع) وعلمه ، بهدف تعريف الناس بالأمام (ع) ، هذا الصوت يمثل خطر ،

مما يوجب على الشياطين ضرورة أسكاته. أن ابعاد الناس عن الأمام علي (ع) ، يمثل دوام بقاء سلطة الظلم والجهل و الظلام ، والاستعباد والإذلال . أن الإمام علي (ع) مازال مظلوم و مغيب ، ولا زال الجهل يطبر بهامة الإمام (ع) ، ويحرق قلبه الشريف .

ومن هنا علينا أن نعلم أن كنا نريد الحرية والعدل والمساواة والكرامة علينا أن نوالي الإمام علي(ع) ، وأن رضينا بالظلم والذل فإننا نوالي الشيطان وجنوده…