الخميس - 13 فيراير 2025

زيارة دولة رئيس الوزراء العراقي إلى بريطانيا: نقاط قوة وآفاق مستقبلية..!

منذ 4 أسابيع
الخميس - 13 فيراير 2025

د. هيثم الخزعلي ||

 

تمثل زيارة دولة رئيس الوزراء ” محمد شياع السوداني” إلى بريطانيا خطوة دبلوماسية مهمة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مختلف المجالات. هذه الزيارة براينا تحقق امرين استراتيجيين مهمين :-

١- تسهيل عملية انسحاب القوات الدولية من العراق.
حيث أن بناء شراكات اقتصادية وتفاهمات مع دول مهمة في التحالف الدولي كل على حدة، تزيل من هواجس هذه الدول حول مصالحها ومستقبل علاقاتها مع العراق، بعد انتهاء مهمة التحالف الدولي فيه.

٢- تظهر توازن الدور الدبلوماسي والسياسي العراقي في المنطقة والعالم، وانفتاحه على جميع الدول على اساس المصالح المشتركة، وطبقا لمسار “الدبلوماسية المنتجة” وتعزز دور العراق كشريك دولي فعال.

اما أبرز الجوانب التي يمكن التباحث بشأنها و يمكن أن تسهم في نجاح هذه الزيارة وتحقيق أهدافها:

1. تعزيز التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب

يلعب التعاون الأمني بين العراق وبريطانيا دورًا حيويًا في مواجهة التحديات الأمنية، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب. حيث تعد بريطانيا شريكًا بارزًا في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ويُتوقع أن تركز المباحثات على تعزيز قدرات العراق في هذا المجال من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتطوير برامج تدريب القوات العراقية، من الجانب البريطاني. بمعزل عن انتهاء مهمة التحالف الدولي، وتعزيز جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية.

2. جذب الاستثمارات الاقتصادية وتعزيز عملية التنمية.

تمثل الزيارة فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي، خاصة أن بريطانيا تُعد من الدول المتقدمة التي تمتلك خبرات واسعة في مجالات الاستثمار والتنمية. و العراق يسعى لتنويع اقتصاده وتحسين البنية التحتية،و يمكن أن يستفيد من الاستثمارات البريطانية في قطاعات مثل الطاقةو الزراعة والنقل. وقد تسهم الزيارة في توقيع اتفاقيات اقتصادية جديدة تفتح المجال أمام الشركات البريطانية للاستثمار في العراق، ومن المقرر آن يتم زيادة الصادرات البريطانية للعراق ب(٣ ،١٢) مليار يورو اي ما يقارب( ١٤،٩) مليار دولار، ونتمنى ان تركز الصادرات على “السلع الاستثمارية ” مثل المصانع والالات والمكائن المنتجة التي تدخل في إنتاج سلع وخدمات أخرى، وتجنب استيراد السلع الاستهلاكية.

3. تطوير التعليم والتدريب

التعليم من المجالات التي يمكن أن تشهد تعاونًا مثمرًا بين البلدين. حيث أن بريطانيا معروفة بجودة نظامها التعليمي وبرامجها الأكاديمية المتقدمة، مما يجعلها شريكًا مثاليًا لتطوير قطاع التعليم في العراق. و يمكن أن تُثمر الزيارة عن إطلاق برامج تدريبية للكوادر العراقية، وزيادة عدد المنح الدراسية، وتوسيع الشراكات بين الجامعات العراقيةو البريطانية، بما يسهم لتطوير راس المال البشري العراقي.

4. تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية

تعكس هذه الزيارة رغبة العراق في بناء علاقات دبلوماسية متوازنة مع القوى الكبرى، ومنها بريطانيا. حيث تُعد هذه الزيارة فرصة لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مثل استقرار المنطقة، التحديات الأمنية، والأزمات الإنسانية، وهذا يعزز دور العراق كدولة فاعلة ومسؤولة في الساحة الدولية .

5. التعاون في مجالات الطاقة والبيئة

يُعتبر قطاع الطاقة من أهم محاور التعاون بين العراق وبريطانيا. ومع تصاعد الاهتمام العالمي بالطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، حيث يمكن أن يستفيد العراق من تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، وتعزيز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية. كما يُمكن للعراق الاستفادة من الخبرات البريطانية في هذا المجال لتنويع مصادر الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة، ومن المرجح ان تعود شركة Bb للعمل في العراق، بعقود تتجاوز عقود شركة (توتال الفرنسية ) التي تبلغ ٢٣مليار دولار.

6. الملف الإنساني وإعادة الإعمار

تُعد بريطانيا من الدول الداعمة لجهود الإغاثة وإعادة الإعمار في العراق، خاصة في المناطق المتضررة من الصراعات. ويمكن أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز هذا الدعم، من خلال إطلاق مبادرات جديدة لتحسين الأوضاع الإنسانية، وتوفير الموارد اللازمة لإعادة إعمار البنية التحتية المتضررة، وجذب الاستثمارات لمشاريع الأعمار.

7. تعزيز صورة العراق دوليًا

تُعد هذه الزيارة خطوة لتعزيز صورة العراق كدولة تسعى للتعاون الدولي والتطوير الداخلي. الحوار مع بريطانيا كقوة عالمية يعكس التزام الحكومة العراقية بتحقيق الاستقرار والتقدم، بما يعزز من مكانة العراق على الساحة الدولية،واول انعكاسات هذه الزيارة هو “استقبال الملك تشارلز شخصيا لدولة الرئيس محمد شياع السوداني في قصر برمنغهام، كاستثناء من البروتوكول” وتعزيز مكانة جواز السفر العراقي، بتغيير درجة قبوله بريطانيا، وتسهيل سفر العراقيين لبريطانيا .

ختامًا

تأتي زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى بريطانيا كجزء من جهود العراق لتعزيز علاقاته الخارجية وتحقيق أهدافه الاستراتيجية. والتعاون مع بريطانيا يمثل فرصة للعراق لتحقيق تقدم ملموس في المجالات الأمنية والاقتصادية والتنموية. من خلال تعزيز الشراكة بين البلدين، ويمكن لهذه الزيارة أن تكون نقطة انطلاق نحو علاقة متوازنة مع الدول الغربية تنبئ بمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للعراق.

١٤-١-٢٠٢٥