الخميس - 13 فيراير 2025

الخط الرسالي منذ عقود وحتى اللحظة لم يكن خط إحتواء لأحد من مكونات الأمة الإسلامية..!

منذ 4 أسابيع
الخميس - 13 فيراير 2025

يحيى أحمد صالح ||

بسم الله الرحمن الرحيم
١٧ رجب الأصب ١٤٤٦ هجرية ١٧ يناير ٢٠٢٥

وقبل أن أبيِّن دافع عنونتي لمقالي هذا بهذا العنوان لابد من وقفات على العنوان للتذكير بأن الخط الرسالي لم ولن يكون تحرُك قواه في ضل مفردات واقع الأُمة التي عايشها وتعاطى معها من قبلنا ونعايشها ونتعاطى معها حتى اللحظة تحرُك مَوْسِمِي أو تحرُك إنفعالي ويزول بزوال مَوْسِمِه أو مسَبِبات إنفعالاته.

كما أنه لم يكن بمشروعه الديني الرسالي تحرُك للسعي إلى إحتوى أي طرف من مكونات أمتِنا الإسلامية من ذوي المشاريع الدينية فضلاً أن يسعى لإحتوى الأطراف التي لا مشروع ديني إسلامي محمدي لها سوى كانت قوى في خارطة مكونات س او ص من اوطان الأُمة أو كانت قوى في خارطة مكونات الأُمة الحاكمة.

وهنا الدليل على حريِّة الإختيار التي يؤمن بها مكون الخط الرسالي منذ عهد قائد الثورة الإسلامية بإيران الإمام الخميني رضوان الله عليه ومن بعده سماحة السيد الإمام علي خامنئي حفظه الله إلى ظهور المقاومة الإسلامية بلبنان وفصائل المقاومة بفلسطين إلى دعم ومساندة قوى المقاومة من دولة سوريا إلى الإسهام القوي والفعَّال الذي تقدم به قائد حركة أنصار الله الشهيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.

معززاً بذلك الخط الرسالي في حملة من مساراته المهمة جداً ومن بعده سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله الذي نقل المشروع المعزز للخط الرسالي نقلة جيدة إلى ظهور الحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية بالعراق الآتية والمتبلورة من جذور لقوى إسلامية تجديدية كان ابرز محركيها السيد الشهيد الصدر رضوان الله عليه.

كل هذا الحراك الرسالي في موقفه من مفردات واقع الأمة وقضاياها المصيرية والمركزية التي تأتي في مقدمتها قضية فلسطين والصراع مع المحتل الصهيوني في حقيقة الأمر تتباين في جملة من المسائل الفكرية ولكنها توحدت بالموقف الرسالي تجاه قضايا الأُمة وفي مقدمتها قضية فلسطين ومقاومة المحتل حتى إستقلال الشعب هناك وتحرير المقدسات وكل فلسطين.

وهذا دليل آخر على أن الخط الرسالي لا يسعى إلى الإحتوى للآخرين في خارطة مكونات الأُمة إنما يسعى وينادي إلى بقية مكونات أُمتنا وحتى على مستوى الأفراد من اهل الفكر والتنظير وغيرهم أن كونوا حاضرين ومشاركين في نصرة قضايا الأُمة وفي مقدمتها نصرة قضية فلسطين بالمعايير الرسالية بمعايير نبي الأمة ورسولها صلى الله عليه وآله وسلم الذي تدينون بدينه عقيدة وشريعة وأخلاقاً وآداباً وعلوماً.

أن كونوا حاضرين ومشاركين بما يناسبكم ولا يُفرَض على أحد إسلوب ووسيلة محددة إنما بشرط أن يكون حضوراً ومشاركات بالمعايير الرسالية لخاتم الانبياء رسول رحمة الله إلى العالمين صلى الله عليه وآله وسلم وهي معايير تتحكم في إختيارها مواقف الواجب الديني والأخلاقي والإنساني من حقائق واقع أُمتنا الخطيرة والناشئة من عوارض أعترضت وجود أُمتنا وسببت لها الكثير من الكوارث وتهدد أمنها السيادي سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً بالكثير من المخاطر التي تطال المستقبل القريب والبعيد لأجيال الأُمة الذي سيجدون انفسهم.

حينها إن لم تعالج مكونات الأُمة الإختلالات التي تعاني منها والإنزلاقات التي وقعت فيها ستواجه ركام هائل من العوائق للنهوض بواجباتها ومسؤلياتها التي ستسأل عنها يوم القيامة كما سيسأل مكونات الأمة في وقتنا الحاضر ومكوناتها في مراحل من قبل مكوناتها اليوم .

إن النظر من بعض مكونات الأُمة إلى التحرك الرسالي الذي يتميز اليوم بإظهاره مكونات محور المقاومة في مختلف مجالات الحياة وفي مقدمة ذلك في مجال الدفاع عن قضايا الاُمة من المخاطر التي تهددها وتحدق بها على أن التقرب منه والإسهام فيه والمشاركة معه لا يعني كما يفهم البعض سوى التسليم بالإحتوى كما يفهم هذا البعض لكل من يقترب منه ويسهم فيه ويشارك معه له نظر قاصر وموقف خاطئ وحالة انانية مرضية وتكبر.

بل وجهل وغفلة إن حملنا أصحاب الموقف هذا من الخط الرسالي على السلامة ولم نبحث بشكل دقيق عن إحتمالية التورط الواعي والعمدي مع أعداء الأُمة كما هو حاصل لدى بعض مكونات الأُمة وبشكل واضح معلوم للقاصي والداني .

إن البعض من مكونات أُمتنا والذي أجده لم يزل له القدرة على أن يحضر ويقترب ويسهم ويشارك في الدفاع عن قضايا الأُمة وفي مقدمتها قضية فلسطين وبمعايير عقيدة الأُمة وفقهها العظيم المستقيم وثقافتها الإيمانية لابد أن يتخلصون من التهوب من المواقف المطلوبه منهم على خلفية فهمهم أن المواقف المطلوبة منهم شرعاً ستسبب لهم الإحتوى الذي يخافون منه وهو تخوف مَرَضِي على خلفية الكِبْر في النفوس والأنانية المَرَضِيِة والغفلة عن المواقف وعواقبها في الدنيا والآخرها والجهل بها.

وعليه لابد على كل المتخوفين من الإحتوى الذي يقذف به الشياطين إلى قلوبهم وذهنياتهم سوى كانوا أفراداً أو جماعات منظمة أو دولاً أن يدركوا ويعوا ويعلموا ويفهموا أن إعاقتهم عن القرب والإسهام والمشاركة في الدفاع عن فلسطين ضد الكيان الصهيوني العدواني الإجرامي ولوبياته المحركة لمعظم دول الغرب لمشاركة الكيان في عدوانيته وهمجيته وتوحشه ليست إلا إعاقة مصدرها الشياطين ولا صحة لِمَا يعتقدون من مواقف الإحتوى.

إذ أن كل الاوطان التي نهض فيها التحرك الرسالي الجهادي الإيماني الشمولي لم يزل في شعوبها من هم متأخرين عن الحراك الرسالي بصورتيه النظرية والعملية ولو لا الخطر الصهيوني وجملة من التهديدات لوجود الأُمة وهويتها لَمَا حمل مكون الخط الرسالي مسؤلية الدفاع عن قضايا الأُمة وقدموا التضحيات العزيزة والعظيمة في سبيل ذلك ولتوجهوا إلى إستكمال مشروع الخط الرسالي وإستمراره والنهوض به في واقع حياة شعوبهم في بلدانهم حتى يستغرق كل أبناء شعوبهم المسلمة بالتثقيف المستمر وبالمؤسسات التي تستوعب المشروع واستمراره وتستوعب المنخرطين فيه وتطلعاتهم إلى الحياة التي أرادها لهم الخالق عز وجل وتستوعب تبعات الجهاد بكل أشكاله في كل ميادين العمل والإنتاج والعمل الدؤوب في سبيل توسيع دائرة حماته ومناصريه وجماهيره داخل كل وطن .