الخميس - 13 فيراير 2025

جواهر عَلَويَّةٌ: مَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلى مَضَضِ التَّعْليمِ بَقِيَ في ذُلِّ الْجَهْلِ..!

منذ 3 أسابيع
الخميس - 13 فيراير 2025

السيد بلال وهبي ـ لبنان ||


📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: “مَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلى مَضَضِ التَّعْليمِ بَقِيَ في ذُلِّ الْجَهْلِ”

معادلة مهمة تعبر عن قانون طبيعي واجتماعي، حيث إن الصبر هو السبيل الوحيد لاكتساب العلم والمعرفة، من يرفض تحمُّل صعوبات التّعَلُّم، سيبقى أسير جهله،

والجهل يؤدي إلى الذُّل والخضوع والهَوان على الناس، سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي، وتُلخّص العلاقة بين الصبر وطلب العلم وأثرهما على حياة الإنسان، فالعلم رأس الفضائل، والناس يتفاضلون بالعلوم والعقول، لا بالأموال والأصول، و “مَعرِفَةُ العِلمِ دِينٌ يُدانُ بِهِ ، بِهِ يَكسِبُ الإنسانُ الطّاعَةَ في حَياتِهِ، وجَميلَ الاُحدُوثَةِ بَعدَ وَفاتِهِ”

كما يقول الإمام أمير المؤمنين (ع): ” العِلمُ قائدٌ، والعَمَلُ سائقٌ” والعلم مصباح العقل، وخير دليل للإنسان، وأفضل هداية له، وأشرف الأحساب، وهو جمال لا يخفى، وحجاب من الآفات، يرفع الوضيع من الناس، وتركه يَضع الرفيع منهم.

وقال الإمام عَلِيٌ (ع): “كَفى‏ بِالعِلْمِ شَرَفاً أن يَدَّعِيَهُ مَن لا يُحسِنُهُ، ويَفرَحَ بِهِ إذا نُسِبَ إلَيهِ، وكَفى‏ بِالجَهلِ ذَمّاً يَبرَأُ مِنهُ مَن هُوَ فيهِ”.

العلم مفتاح الكرامة الكبرى، والجهل ذُلٌ وهَوان، وقَيد يقيِّد حرية الإنسان، والأمة المتعلمة قائدة، والأمة الجاهلة مُستعبَدة، مسلوبة الإرادة، منهوبة الثروات، لذلك، فإن تحمُّل مشاقّ التَّعَلُّم ليس خياراً بل ضرورة للحفاظ على كرامة الإنسان، وتهذيب نفسه وتزكيتها، وزيادة معارفه، وتنمية فهمه لمحيطه، وتطوير مهاراته، والمساهمة في بناء مجتمع متطوِّر متقدم.

إن طلب العلم لا يقتصر على اكتساب معلومات ومعارف، بل هو رحلة طويلة شاقة لا أمَدَ لها، رحلة تحتاج إلى جُهد وعمل دؤوب، والجهل ليس نقصاً في المعرفة وحسب، بل هو نقص في الكرامة الإنسان، وحالة من العجز تعوِّق الإنسان عن تحقيق أهدافه وكرامته.
وهنا فوائد جليلة نستنبطها من هذه الجوهرة الكريمة:

أولاً: الصبر أساس النجاح، وهو عامل حاسم في تحقيق الأهداف علمية كانت أم عملية، فبدونه يصعب تجاوز العقبات.

ثانياً: إن الإمام (ع) يربط بين العلم والكرامة، فالعلم يحفظ كرامة الإنسان، بينما يؤدي الجهل إلى المَذلة والتبعية.

ثالثاً: يبين الإمام (ع) أهمية الاجتهاد الشخصي، فالنجاح في التعلُّم يتطلَّب اجتهاداً شخصياً ومثابرة مستمرَّة، وهو درس يطبق في كل مجالات الحياة.

رابعاً: يبين الإمام (ع) أن طلب العلم ضرورة للنهوض والتَّقدُّم والتَّطوِّر والنُّمُوّ، وهو لا يفيد طالب العلم وحسب بل يفيد مجتمعه وأمته، أما الجهل فإنه لا يضر الفرد فقط، بل يمتد أثره إلى المجتمع ككل، مما يجعل طلب العلم أولوية للنهوض بالجماعات والشعوب والأمم.

خامساً: يكشف الإمام (ع) عن التوازن بين المتعة والتعب، فالحياة ليست خالية من المشاق، لكن تحمُّل الصعوبات في سبيل هدف سامٍ يجعل من المشقة متعة لما يعقبها من عِزِّ وكرامة.

وعليه: فمن المهم العمل على نشر الوعي بأهمية طلب العلم في بيئتنا ومجتمعنا كوسيلة لتحرير الإنسان من قيود الجهل والذُّل، وتعزيز ثقافة الصبر على طلب العلم، وتوفير بيئة تعليمية تشجع أجيالنا على الإجتهاد، والمثابرة، وتحمُّل الصعوبات، والاستفادة من القدوات الصالحة، وإبراز قصص العلماء والمفكرين الذين تحمَّلوا مَشاقَّ التَّعلُّم ليكونوا مصدر إلهام لكل طالب علم.

فجر يوم الإثنين الواقع في: 20/1/2025 الساعة (05:33)