الخميس - 13 فيراير 2025
منذ 3 أسابيع
الخميس - 13 فيراير 2025

قاسم الغراوي ||
كاتب وصحفي
مركز انكيدو للدراسات

بعد 15 شهرًا من الإبادة الجماعية، أعلن في الدوحة ان اتفاق وقف اطلاق النار دخل حيز التنفيذ رسميا بتاريخ 19 شهر كانون الثاني عام 2025 والتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في غزة، على أن يشمل، إلى جانب وقف إطلاق النار، عودة النازحين شمالًا، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، فضلًا عن تبادل للأسرى سيشمل مئات من الأسرى الفلسطينيين أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات، وألفًا ممن اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر.

استبق ترامب إعلان أطراف الاتفاق عنه، ليسارع بالأمس إلى نسب الفضل لنفسه، قائلًا في منشور إن «اتفاق وقف إطلاق النار الملحمي لم يكن ليتحقق لولا انتصارنا التاريخي [في الانتخابات الرئاسية] في تشرين الثاني»، مضيفًا أن إدارته تنوي «البناء على زخم هذا الاتفاق لتوسيع اتفاقيات أبراهام التاريخية».

في المقابل، سعت إدارة جو بايدن لتضخيم مساهمتها في التوصل للاتفاق. إذ قال بايدن في مؤتمر صحفي بالأمس إن الاتفاق لم يكن «نتيجة للضغوط الشديدة التي تعرضت لها حماس والمعادلة الإقليمية المتغيرة بعد وقف إطلاق النار في لبنان وإضعاف إيران فحسب، بل أيضًا نتيجة للدبلوماسية الأميركية العنيدة والمضنية».

إن نتنياهو ظل على مدى شهور خائفًا من انسحاب أقصى اليمين من حكومته، ممثلًا ببتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، إلا أن الأيام القليلة كشفت أن خوفه من ترامب كان أكبر. هذا ما كررهرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت بالقول إن نتنياهو «خائف من ترامب». وربما هناك وعودا من ترامب لنتنياهو تخص مستقبله السياسي او حول بناء المستوطنات وربما يخطط لجر حكام العرب للتطبيع مع الكيان الصهيوني .

كل كل شيء واضحًا منذ بداية الحرب من أنها حرب أمريكية بقدر ما هي إسرائيلية، وأن إدارة بايدن هي من مدّت في عمر الحرب لتبلغ 15 شهرًا، وأنها كانت قادرة على إنهائها في أية لحظة باتصال واحد؛ حقيقة لم تعد تخفى على كثيرين حتى في الولايات المتحدة.

الأهم من ذلك هو أنه رغم محاولات بايدن تمييع دور الإبادة في خسارة الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية، ألا أن كثيرًا من الأمريكيين يدركون أن إدارتهم وفّرت كل غطاء ممكن للحرب.

وما بين تبجح ترامب ومكابرة بايدن، يتنازع الطرفان على نسب الفضل إليهما، ويغيّبان سببًا جوهريًا هو صمود المقاومة في غزة وتمكنها من إفشال أهداف الحرب، رغم الدعم اللامحدود والضوء الأخضر والوقت المفتوح اللذين قدمتهما الولايات المتحدة لـ«إسرائيل»، وباعتراف الكثير من الإسرائيليين أنفسهم.

هذا ما يظهره ما رشح من تفاصيل للاتفاق في مرحلته الأولى حتى الآن. إذ كرّس ثلاثة مما اعتبرتها حماس خطوطًا حمراء منذ بداية التفاوض على الصفقة، وهي وقف إطلاق النار بشكل واضح بدلًا من «التهدئة» التي تفتح الباب لاستكمال الحرب لاحقًا، وعودة النازحين إلى شمال القطاع، والانسحاب الكامل منه، بما سيشمل «محور فيلادلفيا» جنوبًا، الذي شن نتنياهو عملية واسعة في رفح لاحتلاله، واعتبره «مقدسًا»، بل قدمهعلى أنه «حاجة إسرائيل الأمنية الأبدية»، لكنه سرعان ما تراجع عن المطالبة بالسيطرة عليه تحت ضغط ترامب، كما قال المحلل العسكري لهآرتس عاموس هرئيل.

مسؤولون ومعلقون إسرائيليون كثر كانوا واضحين في اعترافهم بالفشل في تحقيق أهداف الحرب. إذ قال ضابط كبير في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال إن «كل ما فعلناه في الحرب سيذهب سدى».

وصرح مسؤول شعبة العمليات الأسبق في الموساد عوديد عيليم بالقول: «يجب أن نعترف بصدق أننا لم نحقق الهدف المركزي من الحرب وهو القضاء على القدرات العسكرية لحماس. صحيح أن لدينا انجازات ولكنها جزئية. علينا أن لا نوهم أنفسنا، فغالبية الغزيين مؤيدون لحماس».

فيما قال المحلل العسكري للقناة 13 تسيفي يحزقيلي إن «حماس نجحت في منع إسرائيل من السيطرة على غزة.. وإسرائيل فشلت في تحقيق أهداف الحرب ولم تغير الواقع في المنطقة».

غزة صمدت وانتصرت ..
انتصرت بالشهداء وبكل التضحيات ورغم كل الجراح ..انتصرت رغم نزيف الدم وتدمير البنى التحتية ..انتصرت لانها على حق وقدمت ملحمة الصمود من اجل هذا النصر .

كان لبنان واليمن والعراق وايران الاقرب الى نبضات قلبك يواسيك ويشرع في كل ليلة يدك معاقل العدوان في ارضكِ المحتلة ، فكان لقصة الصمود والصبر والتضحيات عنوان النصر المعبد بدماء الشهداء .