الخميس - 13 فيراير 2025

هل يستطيع ترامب فرض السلام عبر القوة ؟!

منذ 3 أسابيع
الخميس - 13 فيراير 2025

عدنان جواد ||

ادى ترامب اليمين الدستورية كرئيس (47) للولايات المتحدة الامريكية وذلك في مقر الكونغرس(الكابتول) لبرودة الطقس، ومن الملاحظ على خطابة انه يتكلم وكانه في حملة انتخابية وليس رئيسا للولايات المتحدة الامريكية بصورة فعلية،

فمثلاً قوله: بانه سوف يجعل امريكا امة عظيمة بعد الانهيار واعظم واقوى دولة على وجه الارض، وهناك الكثير من التناقضات فمرة يشكر اصحاب البشرة السوداء ومن اصول اسيوية وافريقية ولاتينية لانهم شاركوا في الانتخابات وانتخبوه،

ومن باب اخر يشن حملة عليهم من خلال ابعاد المهجرين ويصفهم بالمجرمين، ولا نريد الخوض في فقرات خطابه المتعلق بالحدود مع المكسيك والتعرفة الجمركية على السلع الخارجية، وخليج بنما ، والتنقيب عن النفط والغاز في امريكا، وانسحاب امريكا من اتفاق باريس للمناخ، وانهاء زواج المثلية وغيرها، ولكن ما يهمنا كيف سيفرض السلام من خلال منطق القوة في الشرق الاوسط؟!

قال في خطابه انه يريد ان يكون صانع سلام بدل الحروب، وقد كرر في خطابه بانه سوف ينهي الحرب الاوكرانية الروسية خلال(24)ساعة، تلك الحرب التي دامت اكثر من ثلاثة سنوات بدعم من الغرب والولايات المتحدة الامريكية لأوكرانيا بالسلاح والمال، فقد يحصل على تسوية للصراع بالضغط على الطرفين روسيا واوكرانيا ولكن ليس بهذه السهولة والسرعة ،

ربما يتطلب الامر شهور، واما في الشرق الاوسط فمن بوادر فرض السلام عبر القوة هو وقف الحرب في غزة، وتبادل الرهائن بين حماس واسرائيل، فعلى مدى سنة كاملة لم تستطع حكومة بايدن الضغط على نتن ياهو بالموافقة على ايقاف الحرب وتبادل الرهائن، لكن ترامب هدد بان ابواب جهنم سوف تفتح في الشرق الاوسط اذا لم يطلق سراح الرهائن ويتوقف اطلاق النار في غزة قبل موعد تنصيبه، مما اجبر الطرفين القبول بالصفقة،

واما الصفقات الاخرى في الشرق الاوسط، فهو سوف يسعى بالضغط على السعودية والبحرين والكويت والامارات وقطر بدفع الاموال له كما دفعوا في ولايته السابقة، للقضاء على التضخم والمشكلات الاقتصادية في امريكا نفسها، فلا حماية بدون دفع اموال كما يقول، والضغط على تلك الدول بالإسراع بإعادة العلاقات مع اسرائيل، وتمديد اتفاقية ابراهيمة المبنية على رؤية دينية والتعاون الاقتصادي وترك صفحة الحرب والصراع الى الابد،

والصفقة الثانية مع ايران باتفاق جديد معها للحد من برنامجها النووي وامكانية صنعها سلاح نووي، وانه سوف يهددها بضرب تلك المفاعلات وبمساعدة اسرائيل، ولكن هل يستطيع فعل ذلك؟! ربما يأمر بتشديد الحصار الاقتصادي على ايران.

معروف عن الرجل انه رجل اعمال وهو يبحث عن الربح وليس الخسارة وهو يعلم ان اي حرب تجلب خسائر كبيرة ورفض شعبي، خاصة وان الحروب وادواتها واسلحتها تغيرت، فهذه اليمن وجماعة انصار الله الحوثيون التي كانت ينظر لها بانها دولة ضعيفة، وان رجالها لا يجيدون غير الزراعة والصيد واستخدام البندقية (الكلاشنكوف)لكن اثبتت التجارب وخلال تصديهم للتحالف بقيادة السعودية وطوال سنوات لم تستطع السعودية وحلفائها فرض شروطها عليهم، فهم طوروا اسلحتهم فاصبحوا يمتلكون صواريخ فرط صوتيه ومسيرات تصل الى تل ابيب من دون ان تكشفها منظومات الدفاع الجوية الاسرائيلية والامريكية،

فقد وازنوا الرعب واحرقوا البارجات والسفن الحربية الامريكية والبريطانية،

وحركة حماس التي هزمت دولة نووية ومدعومة من الدول الغربية وعلى راسها امريكا، وماذا سيفعل في سوريا بعد ان اصبحت بيد هيئة تحرير الشام المدعومة من تركيا والمصنفة منظمة ارهابية وقائدها الجولاني مطلوب للقوانين الامريكية، وهي تهدد حليفها الكوردي في شرق الفرات، فهل سيتصادم مع حليفه التركي؟!

والتساؤل الاهم ماذا سيكون موقف الدولة العميقة وشركات صناعة الحروب في الولايات المتحدة الامريكية نفسها، فتلك الشركات والدولة العميقة تنفذ سياساتها في العالم ، بمختلف الطرق ولا يهمها الدمار والدماء، ولا تعترف بقرارات الرئيس وهي من تسير الدولة، وهي من اغتالت جون كنيدي لأنه خالف سياساتها وتوجيهاتها، وترامب سوف يرفع السرية عن دوافع اغتياله في الايام القادمة، فهل يستطيع الوقوف بوجهها ،

ام هي مجرد دعايات واكاذيب،

وهل ستتخلى الصهيونية ولوبيها عن حلم الشرق الاوسط الكبير من الفرات الى النيل، وتسمح بوجود دولة فلسطينية على ارضها، وعندها ينتهي الصراع، هذا الامر لا يمكن تصوره نتيجة عقلية الهيمنة والتسلط لدى قادة اسرائيل، وان وقف اطلاق النار سوف لن يصمد طويلا، لانهم بمجرد تسلم اسراهم سيعيدون الحرب والاستهداف للفلسطينيين في غزة ،

سيضغطون على ترك حماس للسلطة في غزة والا سوف تعود الحرب مرة اخرى، لذلك فترامب لا يستطيع التغريد خارج صرب اللوبي الصهيوني، وقوته قد يستخدمها ضد الدول العربية لكن اسرائيل خط احمر، وهو اراد ايقاف الحرب من اجل فترة التنصيب واعادة الاسرى لأهلهم في اسرائيل وليس للإبادة والقتل الجماعي.