الخميس - 13 فيراير 2025

الجولاني يطالب بالأسد فهل ستسجيب موسكو؟!

منذ أسبوعين
الخميس - 13 فيراير 2025

إنتصار الماهود ||

 

روسيا تطلب وسوريا تستمع، لكن من سينفذ شروط الآخر أولا؟!

مباحثات شبه سرية جرت بين الكرملين ودمشق للتباحث حول ملفات وصفها نائب وزير الخارجية الروسي بأنها ملفات حيوية ومهمة.

سوريا المتخوفة من روسيا التي كانت تدعم نظام الأسد تحاول ان ترسم خارطة طريق جديدة للعلاقات بينهما وتطالب روسيا بإثبات حسن نيتها عبر دعمها والمساهمة في إعادة إعمارها وايضا طلبت بأن تسلمها موسكو بشار الأسد لتورطه بجرائم وإنتهاكات بحق شعبه.

روسيا من جانبها طرحت أهم ملف للتباحث لديها وهو قاعدة حميميم وطرطوس واللتان تعتبران بوابة روسيا نحو البحر الأبيض المتوسط وقارة أفريقيا.

السؤال الاهم هل ستضحي روسيا ببشار الأسد مقابل هاتين القاعدتين المهمتين أم أنها ستتمسك به ولن تسلمه؟.
بصراحة ان سيناريو المساومة بين سوريا وروسيا غير قائم إطلاقا بل هي مفاوضات تمهيدية لحلحة أمور أهم من بشار الأسد وهي قدرة وقابلية الإدارة السورية الجديدة في التعامل بتوازن مع الدول الكبرى.

من الناحية الجيوسياسية والأستراتيجية تعتبر قاعدة حميميم هي حجر الزاوية في الوجود العسكري في سوريا والشرق الأوسط وتمثل اهمية قصوى لموسكو من حيث النفوذ العسكري والسياسي والمشكلة ان التفاوض بخصوص هذه الورقة هو بيد لاعب غير معترف به دوليا عند الأغلبية( الجولاني زعيم جبخة تحرير الشام)

النفوذ البحري والجوي في المتوسط الذي توفره قاعدة حميميم ضروري لحماية مصالحها في المنطقة و روسيا لا تفاوض على قضايا أمنها القومي ولم تتنازل عن نفوذها حتى في أزمات أكبر من هذه فهل ستسلم القاعدة بهذه السهولة لشخص مثل الجولاني.

روسيا متأكدة أن الجولاني ليس ورقة مساومة حقيقية، فهي لا تراه كطرف شرعي مناسب للتفاوض معه بل هو زعيم مليشيا إرهابية وتعتبر بشار الأسد حليفا شرعيا إستراتيجيا لموسكو وبالطبع لن تضحي به بهذه السهولة لأن بديله ليس مضمون الولاء.

الأقرب للواقع هو إستمرار روسيا في دعم الإدارة السورية الجديدة مع محاولات من قبلها لتحقيق تسوية سياسية تضمن مصالحها بألا تتضرر وستحاول فرض ضغوط على دمشق لإيجاد ترتيبات أمنية في الشمال السوري لكن دون مساس بوحودها العسكري

كما لا أستبعد أن تقوم بتحركات إستخباراتية لإضعاف نفوذ الجولاني دون الحاجة الى ضربه بشكل مباشر

ستحاول موسكو تحجيم دور تركيا في الشمال السوري من أجل ضبط إيقاع الفصائل المسلحة كيلا تشعل فتيل أزمة يؤدي الى عدم إستقرار ربما يحرجها أو يتلاعب بمصالحها في سوريا