الخميس - 13 فيراير 2025

جفاف مياه العراق..الخطر القادم..!

منذ أسبوعين
الخميس - 13 فيراير 2025

نعيم الخفاجي ||

‏العالم بأسره يعاني من أزمة المياه، وذلك بسبب الاحتباس الحراري والاختلاف الكبير في درجات الحرارة، تسبب الاحتباس في ارتفاع حرارة الارض، وخلق مصاعب ومشاكل خطيرة تهدد البشرية، حسب بيانات المؤسسات الخاصة بالمناخ، المرتبطة في الأمم المتحدة، أن عام ٢٠٤٠، يكون عام جفاف كبير، يضرب دول الشرق الاوسط، والعراق أكثر البلدان تضررا.

يفترض في ساسة القوى السياسية العراقية، تنصب جهودهم، في إيجاد افضل السبل، للتصدي لظاهرة الجفاف والذي وصفته الدوائر التابعة للأمم المتحدة في الجفاف المرعب، من المؤسف ان هذا الموضوع،

أيضا يخضع لمتاجرة القوى السياسية العراقية، لتصفية حساباتها، على سبيل المثال، السياسي العراقي السني الشيخ مشعان الجبوري كتب تغريدة في حسابه على منصة x هذا نصها( ‎الجفاف المرعب 2040: العراق يواجه كارثة مائية حتمية!، تحذيرات معهد الموارد العالمية تؤكد أن العراق قد يعاني جفافًا كاملًا وبيئة سامة بحلول 2040.

هذا ليس مجرد توقع، بل خطر واقعي يهدد وجودنا!، ماذا يجب أن نفعل، ١، لا مجال للتأجيل: يجب على الحكومة تنفيذ خطة طوارئ فورية لترشيد المياه ووقف الهدر،٢ حلول مستدامة: دراسة مشاريع كتحلية مياه الخليج بالتوازي مع تطوير كفاءة الزراعة وتحديث البنية التحتية،٣، تحرك دبلوماسي: فرض ضغوط دولية على تركيا وإيران لاحترام حقوق العراق المائية وفق الاتفاقيات الدولية.

تذكروا:بلاد الرافدين، التي عُرفت يومًا بـأرض السواد، قد تتحول إلى صحراء قاحلة إن لم نتحرك الآن!، إنقاذ مياه العراق ليس خيارًا، بل ضرورة وطنية!).

امشعان الجبوري حذر ولم يقدم أي مقترح، وهو سياسي ولديه تجربة عملية في الزراعة، وعاش في عدة دول….إلخ.

الذي يحذر الشعب وساسة العراق من خطر الجفاف، عليه بالقليل، أن يطرح رأي في كيفية عدم تبديد مياه العراق، قضية إلقاء اللوم على دول منبع نهري دجلة والفرات، لا يوجد حلول للمشكلة، انا شخصيا عشت بالعراق والخليج وزرت دول عربية، وعشت في أوروبا ما يقارب ٣١ سنة، لم أشاهد في مملكة الدنمارك، أن الشعب الدنماركي يفرط في لتر مياه واحد، تصوروا، السلطات الدنماركية، عملت شبكة مجاري بكل المدن وفي الطرق العامة، هذه الخطوط لجمع مياه الأمطار فقط وليس للمياه الثقيلة، شبكة المجاري تصب في بحيرات مخصصة لتجميع مياه الأمطار، للاستفادة منها للشرب، مياه الأمطار صالحة للشرب ولا تحتاج عملية تحلية،

مثل ما يتم تحلية مياه البحر، والتي تكلف أموالا باهظة، نعم هذه هي عقليات قادة دول اوروبا، يستفيدون من كل قطرة من مياههم، وليس مثل قادة الدول العربية، مثل العراق ومصر وسوريا والسودان ولبنان، غالبية مياههم تصب في الخليج والبحر الأبيض المتوسط.

سبق إلى المغترب العراقي والحاصل على الجنسية الدنماركية الأستاذ السيد فراس الحصونة، ان اعد بحث ماجستير في جامعة كوبنهاكن اسم البحث( أزمة المياه بالعراق) هذه الدراسة تمت بعام ٢٠٠٦، عندما كانت القوات الدنماركية ضمن قوات الاحتلال للعراق، بسبب حماقات وحروب صدام الجرذ العبثية، وتطرق لقضية شح المياه ووضع مقترحات حلول، من مقترحات الحلول، اقترح في قطع نهري دجلة والفرات، من خلال إقامة سد بشمال قضاء القرنة وسد اخربغربها، وعمل قناتين واحدة غرب شط العرب تأخذ المياه العذبة من القرنة إلى ساحة سعد وإلى أبي الخصيب إلى الفاو،قناة شرق شط العرب، من شرق القرنة بمحاذاة شط العرب إلى الشلامجة لحدود ايران، ويتم حجز المياه في الاهوار، عندها يكون لدى العراق فائض مائي يمكن بيعه او إعطائه للخليج وايران.

بل حتى السيد الخطيب الحسيني حجة الإسلام والمسلمين الأستاذ عدنان الحلو، اخذ بحث الماجستير للسيد فراس الحصونة، وسلمه إلى نائب رئيس الجمهورية العراقية بوقتها، العجيب السلطات الدنماركية قدمت شكر وتقدير إلى السيد فراس الحصونة، والسلطات العراقية لم ترسل على صاحب البحث للحديث معه ومناقشة بحثه الذي نال إعجاب عمادة جامعة كوبنهاكن، وكتبت عنه الصحف الدنماركية.

بعد كتابة شيخ مشعان تغريدته، قرأت الكثير من التعليقات، تكشف وضعية الحالة المعرفية لدى أبناء البيئة المجتمعية العراقية، بعض التعليقات مضحك، وخاصة تعليق المعلقة الست اسيل، كتبت هههههه التعليق التالي، ( ‏‎١- مراقبة محلات غسيل السيارات، ومنع استخدام ماء الإسالة لغسل السيارات منزليا

٢- استخدام السيارات الحوضية لغسل الارصفة والشوارع، يمنع غسلها من قبل أصحاب المنازل
لازم صوندة ويرشرش بالشارع

٣- استخدام الري بالتنقيط، وايقاف الري السيحي

٤- حل مشكلة الكهرباء للتوقف عن استخدام المبردات).

ههههههههه ، هذه السيدة معرفتها متواضعة للاسف، اقولها وبألم مياهنا التي تذهب للخليج تكفي للعراق بحيث لم تبقي ولا اي صحراء بالعراق دون أن يصلها مياه، ويكون أيضا لدينا نصف المياه تكون فائض، لكن بشرط سد نهر الفرات غرب مدينة القرنة، وسد نهر دجلة في شمال قضاء القرنة، نقرأ مقالات كثيرة لكتاب عراقيين يقولون أن ‏‎ملف المياة أصبح من أكبر الملفات التي تواجه الحكومات القادمة، بظل تصحر الأرض وتلوث البيئة، وعدم توفر مياه إلى الزراعة، ووجود ملايين الخريجين العاطلين عن العمل، عجيب امر ساسة العراق، ‏‎لماذا تحصل كارثة بالعراق جراء الجفاف المتوقع بسبب تناقص الموارد المائية ؟

لماذا لا تقوم الحكومة ببناء سدود لخزن المياه على نهري دجلة والفرات وروافدهما من خلال بناء عدد من السدود كما تفعل تركيا، بدلا من ان تصب هذه المياه في شط العرب ومن ثم تدخل الخليج العربي هدرا.

في هذا الموسم الشتوي، في محافظة واسط على سبيل المثال، دوريات الشرطة والجيش تطارد الفلاحين وتصادر مضخاتهم وتفرض عليهم غرامات باهظة، بسبب أن الفلاح المسكين يشغل مضخته مدة ساعة أو ساعتين لسحب المياه من دجلة او من نهر الغراف، رغم أن ٩٥% من مياهنا تذهب للخليج، ولمن يريد أن يتأكد من صدق كلامي يذهب إلى البصرة ويقف على شط العرب في العشار او في الهارثة أو في منطقة الكرمة ويرى في عيونه كميات المياه المتدفقة إلى الخليج، أكبر بدعة رأيتها بالعراق الحديث، بدعة الحصة المائية، اخي المسؤول انت تعرف المياه ذاهبة للخليج، وماعندك سدود لتخزين المياه، لك بالقليل إسمح للفلاحين بتشغيل مضخاتهم ولو بالاسبوع يومين ليكن يوم الجمعة والسبت دون بدعة الحصة المائية.

يفترض بالحكومة الحالية والحكومات العراقية القادمة يوزعون على الفلاحين انظمة ري حديثة (مرشات) وبشكل مجاني، العراق رصد مبلغ ٣٠ مليار دولار لمد أنبوب من نفط البصرة إلى العقبة في الاردن، كان يفترض بالقليل مد أنابيب لنقل المياه الصالحة، من قضاء الدير شمال مدينة البصرة إلى صحاري الزبير وصحاري غرب الناصرية والسماوة والنجف والديوانية، وكل طول هذه الخطوط لاتزيد عن ٤٠٠ كيلو متر، بدل استنزاف المياه الجوفية، والتي هي ملك للأجيال القادمة، رغم كلفة مد أنابيب المياه رخيصة، تخيلوا معي، لو يتم شبكة أنابيب لنقل المياه من شمال شط العرب إلى الصحاري في المناطق الجنوبية والفرات الاوسط، ويتم فتح فتحات في الانابيب في وسط الصحاري،

وما شاء الله لدينا الكثير من سراق البترول يجيدون طرق ثقب أنابيب البترول، بدل ثقب الانوب الذي ينقل المياه، يتم فتح فتحات بشكل نظامية، ويتم تزويد اصحاب مشاريع الزراعة في بادية السماوة والنجف وكربلاء، فتح فتحات في الصحاري الذي مزروعة، تفيد بزيادة الخزين المائي للمياه الجوفية، لكن للأسف السلطة والقرار بالعراق بيد ساسة لانعرف اسباب اهمالهم بتبديد مياه العراق، ربما هناك دول عظمى تهددهم،

نقولها وبمراره، يا أيها الساسة المبجلون، ‏‎انتم تحكمون العراق وتمثلون أكثر من ٤٤مليون او ٤٥ مليون مواطن عراقي، وتقع عليكم مسؤولية كبيرة، في توفير العيش الكريم لمواطنيكم، وواجبكم الإنساني والاخلاقي والوطني والديني، تعملون على إخراج العراق من كل الصراعات القومية والمذهبية المستدامة،

ولولا هذا الصراع لما رأينا ظاهرة الجولانية بين أبناء شركائنا بالوطن، واجب الساسة البحث عن طرق بعدم تبديد ثروة العراق المائية، ليس من المعقول، العالم يحذر من أزمة شحة المياه، ونحن نخزن المياه وفق طرق السومريين والبابليين البدائية، لولا الخلافات المذهبية والقومية لما حكمنا البعثيين الاراذل، ولما عصف بنا إرهاب شركائنا بالوطن عشرين عاما، على الساسة الاستفادة من أموال البترول والذي شارف على انتهاء أهميته بالعالم، في دعم قطاع الزراعة والصناعة، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
30/1/2025