الخميس - 13 فيراير 2025

شهداء المقاومة وقادتها..عنوان النصر..!

منذ أسبوعين
الخميس - 13 فيراير 2025

سمير السعد ||

 

في كل معركة تخوضها الشعوب الحرة ضد الظلم والاستبداد، يكون للشهداء مقامٌ سامٍ، فهم من رسموا بدمائهم الطاهرة ملامح الطريق نحو الحرية، وهم الشعلة التي لا تنطفئ، بل تزداد توهجًا مع كل قطرة دم تُسفك في سبيل الحق.

ظنّ الاحتلال يومًا أن اغتيال القادة سيُخمد نار المقاومة، لكنه لم يدرك أن الفكرة لا تُقتل، وأن من يُستشهد على هذا الدرب يُخلّف وراءه آلافًا يحملون الراية، أكثر بأسًا، وأشد عزيمة.

فالمقاومة ليست مجرد أفراد، بل هي عقيدةٌ متجذرةٌ في القلوب، وإيمانٌ لا يتزعزع بأن النصر آتٍ لا محالة، مهما طالت التضحيات وعظُمت التحديات.

لقد خسر العدو رهانه حين راهن على كسر إرادة المقاومين، وها هو اليوم يتخبط في قلقٍ ورعبٍ دائم، يدرك جيدًا أن لكل جريمة يرتكبها ثمنًا، وأن دماء الشهداء لا تذهب سدى، بل تتحول إلى وقود يُشعل معركة التحرير، وإلى عاصفةٍ تقتلع الاحتلال من جذوره.

إن كل قائد يرتقي شهيدًا، يترك خلفه إرثًا من التضحية يُلهم الأجيال القادمة، ويزيد جذوة المقاومة اشتعالًا في القلوب.

فالشهادة ليست نهاية الطريق، بل هي بداية مرحلة جديدة من الصمود والتحدي، يُجدد فيها الأحرار عهدهم بأن الراية لن تسقط، وأن المقاومة ستبقى مستمرة حتى يتحقق النصر، وترتفع رايات الحرية فوق كل شبرٍ من الأرض الطاهرة.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والخزي والعار لكل من ظن أن إرادة الشعوب تُكسر.
إن معركة الحرية ليست خيارًا، بل هي قدرٌ تفرضه سنن التاريخ، فمنذ فجر الإنسانية لم يستطع احتلالٌ أن يدوم، ولم يُسجَّل في صفحات الزمن أن ظلمًا استمر بلا نهاية.

والمقاومة، التي تحملها الأجيال جيلاً بعد جيل، ليست مجرد رد فعل عابر، بل هي واجب مقدّس ومسؤولية وطنية وأخلاقية، تفرضها الدماء التي سالت، والأحلام التي لم تكتمل، والحقوق التي لا تزال تُغتصب.

يرحل القادة، لكنّ أثرهم يبقى خالدًا، يُنير الدرب لمن يأتي بعدهم، ويؤكد أن المسيرة لن تتوقف برحيل رجلٍ أو قائد، بل ستشتد وتتعاظم حتى يزول الاحتلال وينقشع ظلامه.

كل قطرة دمٍ زكية تسيل، ليست إلا بذرةً تُنبت مقاومًا جديدًا، أكثر تصميمًا، وأشد إيمانًا بأن الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء لن تكون إلا حرةً عزيزةً كريمة.

إن زمن الهزائم ولى، وزمن الاستسلام انتهى، وهذه الدماء الطاهرة ترسم بوضوح ملامح المستقبل القادم، حيث لا مكان للغزاة ولا موطئ قدمٍ للمحتلين.

كل شهيدٍ يرتقي إنما يُقرّب لحظة الانتصار، ويُسطّر بدمه الطاهر فصلاً جديدًا في ملحمة الصمود والتحدي، حتى يأتي اليوم الذي يُرفع فيه الظلم، وتُشرق شمس الحرية على أرضٍ تحررت بعزيمة أبطالها، وصمود رجالها، ووفاء أجيالها للعهد المقدس.

عهدٌ ووعدٌ، بأن الراية لن تسقط، والمقاومة ستبقى مستمرة، حتى يتحقق النصر المبين، وتُكتب لفلسطين وغزة وحزب الله فجر الحرية والإنتصار الأكيد.