لماذا نذوب في الامام الخميني (قدس)؟!
جمعة العطواني ||
السبت 1/ 2/ 2025
كنا نعيش في مجتمعات تحكمها انظمة طاغوتية مستبدة ولازالت، وفي مجتمعات فيها رجالات دين يكفروننا ويكفرون بمذهبنا، فاننا في نظرهم(روافض)، فنحن نعادي ائمة الجور من بني امية وبني العباس الذي محقوا الدين محقا، واتخذوا دين الله(لعبا وهزوا)، وائمتنا علمونا بان لا نداهن ظالما على ظلمه.
كانت كل الانظمة التي نرزح تحت حكمها تنظر الينا باننا رجعيون، وعشنا مع مجتمع دينه دين السلطان ويجب طاعة السلطان(وعليك ان تسمع وتطيع الامير وان ضرب ظهرك واخذ مالك).
لم نحلم في يوم يصبح لاتباع اهل البيت عليهم السلام دولة ينزل فيه الفقه والاحكام من بطون الكتب الى الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي، فنحن اقلية في مجتمعاتنا الاسلامية.
يقول الامام الخامنئي(ان الاشكالية التي واجهت حاكمية الاسلام في زمن الغيبة، ووضعت عليها بعض الاستفهامات، اوالتشكيك تكمن في انه خلال العقود او القرون السالفة من حياة شيعة اهل البيت انهم لا توجد لديهم دولة او حكومة كونهم اقلية داخل المجتمعات، لذلك لم يتطرقوا في فقههم للاجابة عن سؤال: كيف ينبغي للمجتمع المسلم ان يعيش، بل اجابوا عن سؤال كيف ينبغي للفرد ان يعيش؟
وهذا عيب كبير، فان قيل كيف ينبغي للفرد ان يعيش فان الاجابة عنه في الفقه الشيعي واضحة الى حد كبير .
فاحكام الصلاة واضحة واحكام الصوم واضحة والزكاة والخمس والحج والمعاملات واضحة، والشخص الذي يعمل بهذه الاحكام يكون مسلما.
اما كيف ينبغي للمجتمع ان يعيش؟ وكيف هو النظام الاقتصادي للمجتمع؟ وهل للحكومة دور في الانشطة الاقتصادية للمجتمع ام لا؟ هل للقطاع الخاص وللشعب دور في استثمارات المجتمع ام لا؟ وهل للحكومة حق الرقابة على انشطة القطاع الخاص؟.
كانت التقية وتحاشي الطغاة سمة ملاصقة لنا لندفع عنا القتل والتعذيب وغياهب السجون، كان مذهبنا لا وجود له في المناهج الدراسية للدول العربية، حتى وان كان المجتمع الشيعي يشكل اغلبية في هذه الدولة.
كنا نحلم بدولة تحافظ على القدر المتيقن من حقوق المذهب، وفيها حاكم يحمل شيئا من كرامة يدافع بها عن اصول المذهب.
من هنا بزغ نور الثورة، واي ثورة ؟
ثورة يحمل لواءها مرجع عظيم، راسه متوج بعمامة الرسول الاعظم، لا تاخذه في الحق لومة لائم، مرجع يريد ان يكسر اصنام جاهلية القرن العشرين، مرجع يحمل ثوابت الاسلام ونهج امير المؤمنين عليه السلام في روحه وقلبه، مرجع واثق من قضيته مؤمن بمشروعه، متمسك بمدرسة اهل البيت عليهم السلام، وكما يقول محمد حسنين هيكل: ان الامام الخميني رصاصة انطلقت من القرن السابع الميلادي لتستقر في قلب القرن العشرين.
هذا الرجل الالهي العظيم حول النظرية الاسلامية الى نظام سياسي، وهذا النظام السياسي تحول الى مشروع امة، ناهض الاستكبار بكل مسمياته، فتحول اتباع اهل البيت من امة مسحوقة الى امة عزيزة كريمة مقاومة، تستحضر المعنى الحقيقي لثورة سيد الشهداء، ترجم لطم الخدود وضرب الظهور على ابي عبدالله الى ضرب الاعداء ولطم وجوههم.
كيف لا نحب الامام الخميني وقد اعز بثورته الاسلام واهله واذل النفاق واهله، كيف لا نذوب في الامام الخميني وقد اصبح شيعة علي اليوم قادة محور المقاومة، في وقت تخلت اغلب المذاهب الاسلامية وجميع الانظمة العربية عن الدين وعن الدفاع عن كرامة المسلمين .
كيف لا نذوب في الامام الخميني وقد تحولت الامة الشيعية الى قدرات هائلة تصنع ارقى انواع الاسلحة لتدك بها قلب العدو.
يكفي الامام الخميني فخرا انه رفع غبار قرون من الذل والهوان ومن التبعية لهذا المعسكراو ذاك ليشكل معسكرا اسلاميا قائما بذاته ؟.
كيف لا نذوب في الامام الخميني وقد حول التوحيد من بعده النظري والانطلاق بقول لا اله الا الله الى توحيد عملي برفض طاعة المستكبرين والمستبدين وقتلة المسلمين.
انه الامام الخميني، وكفى به فخرا ان يكون قائدا للمسلمين، وكفى بنا عزا ان نذوب به وفي منهجه الذي استوحاه من نهج جده امير المؤمنين عليه السلام.
وللحديث بقية.