النزول الذي أدى إلى الصعود..!
علي جاسب الموسوي ||
١/٢/٢٠٢٥
الجزء الاول/ الطائرة التي حملت الحلم الكبير
هكذا عاد الخميني العظيم قدس سره .. في فجر الأول من فبراير عام 1979، حطت طائرة الخطوط الجوية الفرنسية في مطار مهرآباد بطهران، وعلى متنها رجل تجاوز كونه شخصا ليصبح أمة تمشي على الأرض ..
الإمام الخميني، بعد أربعة عشر عاماً من النفي والاغتراب، يعود ليحمل في خطواته ثورةً لا تشبه الثورات، دولةً قبل أن تكون دولة، مشروعاً إلهياً لا يرضى بأنصاف الحلول ..
لم يكن هذا النزول مجرد هبوط جسدي على أرض المطار، بل كان نزولًا حضارياً وسياسياً وعقائدياً، حيث لامست قدماه تراب الوطن، فاهتزت عروش الطغاة، وارتفع الأذان من مآذن المستضعفين.
كانت تلك الطائرة أشبه بسفينة نوح، تقلّ منجيات الأمة نحو عهد جديد، فلم يكن اختيار فرنسا منفىً عبثياً، ولا كان رجوع الإمام في طائرة غربية محض صدفة، بل كانت رسالة بأن هذا المشروع لا يعرف القيود، وأنه قادم من قلب العالم ليهزّه بأكمله.
…يتبع