عوامل التغيير في ثورة الامام الخميني..!
✍📜 الشيخ الدكتور عبد الرضا البهادلي ||
٢/ ٢ / ٢٠٢٥
📍ونحن على أعتاب الذكرى ٤٦ لانتصار الثورة الاسلامية المباركة بقيادة العالم الرباني الفقيه الامام الخميني رضوان الله عليه نتعرض الى اهم العوامل التي كانت وراء التغيير الاجتماعي والسياسي في المجتمع الايراني وتحول هذا البلد من بلد يعيش ضياع الهوية الى بلد يعلن عن هويته الاسلامية وانتمائه الى مدرسة اهل البيت عليهم السلام،ومن بلد تابع بكله الى امريكا والغرب واسرائيل الى بلد بالضد من هذه المعسكر بل يقاتله ويعلن العداء له بشكل صريح …..
📍فما هذه العوامل التي ادت الى انتصار ثورة الامام الخميني رضوان الله عليه وانهت حقبة الحكم الشاهنشاهي المستبد والظالم الذي جثم على شعب ايران المسلم طوال .
📍اقول مستعينا بالله تعالى : إن الامام الخميني رضوان الله بالاضافة انه من الفقهاء الكبار ومن اساطين العلم ومراجع التقليد ، فهو من علماء الاخلاق بل من أكابر العرفاء وان لم يصرح بذلك وهذا ديدن العرفاء الشامخين ، ولكن ما كتبه من كتب في الاخلاق والعرفان والاشعار العرفانية دليل على ذلك ….
📍ولاجل ذلك يدرك الامام الخميني ان عملية التغيير الاجتماعي لأي مجتمع نحو الافضل والاحسن والاكمل لا تتم الا عبر عدة عوامل والا فلا يمكن التغيير الاجتماعي الواعي بل ان ما تقوم به الشعوب بازاء حكامهم الظالمين انما هي انقلابات وسرعان ما تتحول هذه الثورات والانقلابات الى فاسدين بسبب المال والسلطة وهكذا يصبح احدهم يلعن من سبقه وكل ما جاءت امة لعنت اختها….
📍وعلى كل حال فعوامل انتصار الثورة الاسلامية في ايران ترتكز على ثلاثة اشياء اساسية….
📍العامل الأول:وجود القائد الرباني الذي لم تكن غايته السلطة والتمتع بامتيازاتها بل اداء واجبه الشرعي بازاء الامة وانقاذها من ضلالها وفسادها وظلمها وجهلها. وهكذا كان الامام الخميني رضوان الله عليه فهو الانسان العالم العارف بالله المربي الصادق الذي اثبت بعد اسقاط الشاه انه الانسان الزاهد في حطام الدنيا ولم تشغله ولم يستثمرها لمصالحه او لابنائه ،ولذلك كان تأثير الامام في الامة شيئا غير مسبوق فمن شيعه اكثر من الذين استقبلوه من مطار مهر آباد . وهكذا ادرك عظمة الامام الخميني السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه فقال ذوبوا في الخميني كما ذاب في الاسلام……
📍العامل الثاني: وجود النخبة الواعية والصالحة المخلصة الذين هم صورة مصغرة عن القائد في اخلاقه وفكره ، فالقائد قد لا يستطيع الوصول لكل افراد الامة فلا بد من وجود نخبة صالحة محيطة به ولذلك استطاع الامام الخميني طوال سنوات من بناء هذه النخبة ، وهم كلهم على قدر من العلم والاخلاق والفكر كامثال بهشتي ومطهري والقائد الخامنئي وغيرهم العشرات ،فكان هؤلاء الحلقة بين القائد والامة والمجتمع …..
📍العامل الثالث : وهو اهم العوامل وبه نجاح او فشل التغيير الاجتماعي وهو تغيير الامة لواقعها ونفسها انطلاقا من قوله تعالى: لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. والتغيير هنا تغيير الفكر السلوك والاخلاق والتوكل والاعتماد على الله تعالى ، وهذا التغيير يحتاج الى تفاعل الامة والقاعدة مع عملية التغيير ، وعي الامة في موضوع التغيير ، اخلاص الامة في التغيير ، بذل الامة وعطائها في التغيير . لذلك الامة ارادت وتفاعلت واخلصت وقدمت القرابين من اجل مشروع التغيير الذي جاء به الامام الخميني رضوان الله عليه وانتصرت واسقط الشاه .
📍ولا زالت هذه الامة والجماعة الصالحة وبعد ٤٦ عاما على انتصار الثورة ثابتة على مبادئها وقيمها التي ثارت من اجلها وقدمت خيرة ابنائها وقادتها من اجل مشروع الاسلام والتغيير رغم كل المؤامرات الكونية عليها من اجل اسقاط هذا المشروع الاسلامي الذي جدد الاسلام واعاد العزة والكرامة للامة…..
🤲الهي حتى ظهور قائم آل محمد صلوات الله عليه ليملأ الأرض قسطا وعدلا احفظ هذه الدولة حصنا للاسلام المحمدي الاصيل وقيادتها الصالحة ، ومن ارادها بسوء فارده ومن كادها فكده…..