هل انطلت اللعبة على محور المقاومة؟!
الباحث والاكاديمي صلاح الاركوازي ||
عندما أستشعر الكيان الغاصب وداعميه في محور الشر الخطر المُحدق بهذا الكيان والخسائر المادية والمعنوية، وأحست بأن الحرب على عدةِ جبهات باتَ يُثقلُ كاهل هذا الكيان وداعميه ،
فمحور المقاومة و{{ وفق مبدء وحدة الساحة}} كانوا يقاتلون هذا العدو من محاور وجبهات تماس مباشر ( من لبنان وغزة) ومن جبهات بعيدة المتمثلة بالعراق واليمن، وفي كثير من الاحيان كانت الحرب سجال وعلى مسافة الصفر، فضلا عن ان الصواريخ ومسيرات المقاومة وصلت الى عمق هذا الكيان لا بل والى أكثر الاماكن تحصيناً وسريةً وأهمية لهذا الكيان ،
نعم هذا الكيان وداعميه قد أستشعروا بخطر الاستمرار بالقتالِ على عدة جبهات ، فلجأوا الى خطة خبيثة بان يكون أسلوبهم في لبنان أسلوب التدمير الشامل( الارض المحروقة) للبنى التحتية وايقاع أكبر الخسائر في صفوف المدنيين العُزل فضلاً عن أستهداف قيادات الخط الاول ، عسى ان هذا الاسلوب سبباً لثني محور المقاومة والرضوخ للمطالب الصهيونية،
ولكن بعد فشل هذا الاسلوب وازدياد التلاحم والتأصر بين جماهير المقاومة ومقاتليه ، لجأ هذا العدو الى أسلوب خبيث وطريقة شيطانية بان يقبل بشروط حزب الله وأيقاف مؤقت لاطلاق النار على اكثر الجبهات سخونة واكثرها خسائر لهذا الكيان ،كي يتفرغ الى غزة وكذلك البدء بتنفيذ خطةِ بأسقاط الحكومة في سوريا ،
وبالفعل فقد استطاع محور الشر بان يلعب هذه اللعبة بشيطانيةِ كما هو معهود عليه ويضرب محور المقاومة بالصميمِ وذلك باسقاطه الحكومه السورية وقطع الشريان الرئيسي والمحور الرابط بين محور المقاومة في لبنان وغزة وبقية دول المحور،
نعم هذه اللعبة على ما اظن بانها قد انطلت بشكل او بأخر على محور المقاومة ، لسبب بان الاسلوب الهمجي والضربات المؤلمة وسقوط عشرات الالاف من المدنيين بين شهيد وجريح وتدمير معظم البيوت والمنازل لجماهير المقاومه قد فرضت نوعاً من الضغط على المقاومة من أجلِ القبول بوقف اطلاق النار المؤقت في جنوب لبنان ، وهي تعلمُ جيداً بأن هذا العدو وداعميه سوف لن يحترموا تواقيعهم وعهودهم وكلماتهم( لا عهد لمن لا وفاء له )،
ولكنهم كانوا بحاجة الى فترة اعادة التنظيم والحساباتِ وأخذ الانفاس كي يعيدوا الحسابات للمرحلة القادمة( والتي أتوقعها بأن سوف تكون مصيرية وستكون فيها ضربات قاضية وشرارة الحرب سوف تأخذ بعداً أفقياً وعمودياً أكثر دماراً وتدميراً ) والتي هي قادمة لا محالة ، حيث ان هذا العدو لن يقبل بالخسائر( ويريد أعادة ماء الوجه وهيبته ) التي مني بها عسكرياً ومادياً ومعنوياً وبسببها فُرضت شروط المقاومة عليها بقوة السلاح لان مثل هذا العدو لا يفهم الا لغة القوة والسلاح والرد بالمثل ( موازنة الرعب ).
وبالتالي كان لهذه الضربات ورد المقاومة ايضا تاثيراً كبيرا في الساحه السياسية ( داخل الكيان الغاصب ) ، حيث راينا وسمعنا العديد من الاستقالات والانشقاقات والدعوات لمحاكمة والقصاص من حكومه نتن ياهو وهذا ايضا فرض واقعاً جديداً على حكومة اليمين المتطرف نتن ياهو وزبانيته بان يلجأالى تكتيك القبول بوقف اطلاق النار من اجل ترميم ما تبقى من الساحة الداخلية الجماهيرية من خلال السعي لاطلاق سراح الرهائن والاسرى الموجودين في غزة وكي يعطوا ايضاً فرصة راحةِ لجنوده المنهكين المهزومين المصدومين ( فقد كثرت عبارة نقاتل أشباحاً وعلى لسان الضباط وجنود النخبة ) الذي بدا يتعب وفقد فعاليتة وقدرته على المواجهات،
فخوفاً من الهزيمة الكبرى قَبِل هذا الكيان بالهزيمة الصغرى على أمل ان يُعيد الكرة مرة اخرى في غزه وجنوب لبنان وفي العراق ويمن ، ولكن ليعلم هذا العدو وداعميه بان محور المقاومه وجماهيره يعلمون جيداً النوايا الخبيثة والشيطانية لهم وأن أصابعهم لم ولن تنزل من على زناد أسلحتهم وأن عدتم عُدنا .