تأريخ مُشرف وحاضر ومُستقبل مُخزي..!
الباحث والاكاديمي صلاح الاركوازي ||
كم كانت فرحتنا كبيرة عند سقوط النظام وأستلام مقاليد الحكم من قبل أشخاص ومجاميع مجاهدة ضحت وقدمت الكثير، ولكن هذه الفرحة لم تدم عندما أصبح همهم بطونهم وجيوبهم وأن القرار والحكم بيد اللجان الاقتصادية لهذه الاحزاب ،
فمبدأ الربح والخسارة والمشاريع والكسب الحرام السريع اصبح ديدن ( متعمميها وأفنديها) ،
معظم الاحزاب والشخصيات التي كانت مجاهدة في يوم من الايام ((واتذكر قول احد الاخوة كنا على مائدة غذاء في منزلي في السليمانيه ايام المعارضه في التسعينيات فقال هذا الشخص وهو اليوم يتزعم أكبر فصيل شيعي لديه جناح سياسي وعسكري قال كلمته باننا عندما نستلم الحكم سوف يأكل العراقيين الطعام بملاعق من ذهب)) ،
قالها وهو ممتلئ ثقة وصدقاً وانا قد صدقته في حينها ، لانه كان مجاهداً نزيهاً شريفاً (الشرف هنا لا اقصد به من الجانب الاخلاقي بل من الجانب المهني . شرف المهنة) همه أسقاط النظام وأسعادِ هذا الشعب (( اكرر {كان} بصيغه الماضي)) لكن تفاجأنا بان هذا الشخص والعشرات غيره من الذين لهم باع طويل في الجهاد وقسم منهم قدموا عوائلهم وأهليهم شهداء ، فوجئنا بانهم باعوا أخرتهم بدنياهم وخسروا الدارين من اجل مال حرام وكرسي زائل ،
نعم هؤلاء حتى تبرأوا من اخوتهم بالجهاد ( والدليل العدي منال انشقاقات داخل احزابهم بسبب الدكتاتورية وحب السلطة والتسلط والظهور )
نعم فهؤلاءِ هم من كانوا يتكلمون سابقاً بصدق وعفوية عن الامام الحسين (فعندما كانوا يقولون يا ليتنا كنا معكم كنت تحس بمصداقيتهم) ومظلومية الشيعه والشعب العراقي لكنهم اليوم هم من يظلمون شيعه امير المؤمنين والشعب العراقي (وباتوا لا يقولون يا ليتنا كنا معكم واِن قالوها فهي مجرد قلقة لسان وذر الرمادِ في العيون)،
نتفاجأ اليوم بان العراق اصبحت من الدول الرائدة في تعاطي وتجارة المخدرات والمشروبات الكحولية ، الملاهي والمراقص منتشرة وصالات القمار تُدّارُ (او تحت حماية) من قبل أحزاب متنفذة قبال أستحصال نسب من هذا المال الحرام ،
الادهى من ذلك والاعظم والتي لن يغفر لهم بان الساقطات هن يسيطرن على بعض اماكن وقرارات الحكم فاي ترفيع واي مشروع واي أمر متوقف ومستعصي تستطيع هذه الساقطة بمكالمة واحدة ان تستحصل الموافقة من المسؤول الكبير والمعني ومن أعلى المستويات (عم هنالك مازال قلة من الشرفاء والحسينيين) سوى كان في الحزب او في الدولة ،
نعم أصبح العراق بلد تديره مثل هذه النماذج ضباط الشرطة والمرور والجيش يضربون وفي وضع النهار باحذية نساء عشيقات المسؤولين من سياسيين والبرلمانيين ووزراء والطامة الكبرى بان هذا الضابط او المنتسب يسجن ،او اي شرطي او اي رجل امن عندما يتعرض لموكب مسؤول مخالف ومستهر هو أو افراد عائلتة وحمايته فانه يتعرض لعقوبةِ السجن والطرد ….. ان لم يقتل؟.
اليوم هذا هو حال عراقنا الجريح الذي لم يتوقف نزيف دمائه لا بيد الطاغية المخلوع ولا بيد من كنا نحسبهم منقذين ومخلصين ولكن الى الله المشتكى… فسيطوووول وقوفم أمام محكمة العدل الالهي والتأريخ أيضا سوف لن يرحمكم .