الخميس - 13 فيراير 2025

الثورة الاسلامية من الخميني للخامنئي..!

منذ أسبوع واحد
الخميس - 13 فيراير 2025

✍ ماجد الشويلي ||
2025/2/3


اعتدنا في الذكرى السنوية لنجاح الثورة الاسلامية المباركة من كل عام ، أن نركز في كتاباتنا على الثورة وخصائصها وميزاتها، وقائدها العظيم الامام الخميني (رض)وما تمتع به خصال وملاكات شخصية فريدة.

ورغم أني كتبت في احدى المناسبات السابقة لهذه الذكرى عن الشعب الايراني المجيد الذي فجر هذه الثورة وحافظ عليها،

وتحمل ماتحمل من المعاناة والضغوط السياسية والاقتصادية لاجل بقائها، والحيلولة دون أن يمسها السوء او تتراجع لاسمح الله.

الا أنني اليوم بصدد الحديث عن الامام الخامنئي(أعزه الله) بوصفه قائد الثورة وربان سفينتها في خضم بحر تتلاطم فيه امواج المحن والتحديات قد لايكون لها مثيل ولم تمر حتى على الامام الخميني (رض)

فرغم أن تفجير الثورة وضمانة نجاحها كان يمثل منجزا استثنائيا لعلماء الحوزة العلمية ورجال الدين الا ان الحفاظ عليها لايقل أهمية وصعوبة عن انجاحها إن لم يكن أكثر أهمية.

فالامام الخامنئي تبوأ مركز قيادة هذه الثورة في وقت كان من الصعب جدا على الذهنية الشيعية العامة والايرانية على وجه الخصوص أن تهضم فكرة خلافة الامام الخميني وأن ياتي شخص يتحلى بماتحلى به من الكاريزما والقدرات القيادية!!.

تولى الامام الخامنئي القيادة في وقت غير فيه العالم المستكبر ستراتيجيته في التعاطي مع ايران من الحرب الصلبة الى الحرب الناعمة بخصائصها الفجائية .

واصبح الرهان على تقويض تجربة الحكم الاسلامي من الداخل وليس من الخارج.
تصدى القائد الخامنئي للمسؤولية في الوقت الذي اختلت فيها موازين القوى العالمية واحكمت امريكا (العدو اللدود لايران) قبضتها الاحادية على العالم.

انبرى للمسؤولية وكان عليه ان يجسد اهداف الثورة على ارض الواقع في ظل عالم منحاز لامريكا بشكل مطبق تقريبا.

ولم يكن بوسعه تقديم اي عذر أو حجة لعدم تجسيد تلك المبادئ فقد انتهت الحرب
وعاشت ايران بسلام.

كان عليه ان يتقدم بالثورة على اكثر من مسار

.مسار باتجاه بناء النظام السياسي الاسلامي

ومسار آخر باتجاه تحقيق الخدمات للمواطنين ثم المثابرة نحو تحقيق الرفاهية

كان عليه ان يبذل اقصى مابوسعة من اجل الحفاظ على هوية الثورة الاسلامية ويمنع من تراجعها قيد انملة.

في زمن الامام الخميني كان اعداء الثورة في الداخل يجاهرون بعدائهم للثورة واحيانا يشهرون السلاح عليها

اما في زمن الامام الخامنئي فان اعداء الثورة في الداخل تمكنوا من التسلل الى مواقع مهمة بالدولة مستفيدين من اجواء التسامح التي تعيشها البلاد واريحية النظام الديمقراطي عندهم.

الامام الخامنئي كان عليه ان يترقى في المراتب العلمية وفقا للعرف الحوزوي
بالدرجة التي كان عليه يرتقي بالمجتمع والثورة واضعا نصب عينية مشروع الحضارة الاسلامية

كان لابد لهذا القائد الفذ ان لاينسى فلسطين وان يستمر في دعم حركات التحرر على الصعيد العالمي

كان لابد له ان يحرز اكبر قدر من الحنكة مع التيارات السياسية الصاعدة في البلد مع ماتحمل من تباينات بعضها خطرة للغاية

طور المؤسسة العسكرية واشرف على تقليص الفجوة بينها وبين الحرس.
وجه لامتلاك ناصية العلم والقدرة الذاتية على التسلح باحدث ماتم التوصل اليه من اسلحة في العالم.

فجر ثورة قرآنية في البلد واحدث انتفاضة ثقافية كبرى فيها .

تواصل مع طلبة الجامعات ،
وتكلم معهم بلغتهم متفهما لحاجاتهم الروحية والمادية

تواصل مع النساء وتكلم عن شؤون الاسرة،

قابل زعماء العالم وتحدث معهم في شؤون النظام العالمي.

تواصل مع الادباء والشعراء.

اكد على تعظيم دور العلماء والمرجعية الدينية في النجف الاشرف تحديدا

هذا وغيره الكثير الكثير من مزايا هذا القائد الاستثنائي هما من حفظ الثورة الاسلامية
فهو ثورة متجددة.