البعثيون الصداميون: سايكوباثية سياسية وتبرير ممنهج للإجرام
د. عامر الطائي ||
تُظهر الشخصيات التي تتبنى الأيديولوجيات العنيفة، مثل البعثيين الصداميين، أنماطًا نفسية معقدة تتراوح بين اضطرابات الشخصية السايكوباثية والنرجسية، مما يجعلها عاجزة عن إدراك الحق والعدالة وفقًا لمعايير أخلاقية سليمة.
فهؤلاء لا يرون الجرائم والانتهاكات كأفعال مدانة، بل يبررونها ويجدون لها مسوغات فكرية وأيديولوجية.
الشخصية البعثية الصدامية تتسم بانعدام التعاطف، تقديس العنف، الميول السادية، والتبرير الإجرامي، مما يعكس اضطرابًا إدراكيًا يجعلهم منفصلين عن الواقع.
إن استمرارهم في الدفاع عن جرائم البعث الصدامي رغم وضوحها ناتج عن خلل معرفي ونفسي، حيث يعيشون في حالة إنكار دائم، ويتعرضون لغسل دماغ طويل المدى يجعلهم غير قادرين على التفكير النقدي أو الاعتراف بالحقيقة.
كما أن العلاقة بين البعثيين الصداميين وتنظيم داعش تتضح من خلال اعتمادهم على العنف المنظم، التبرير الأيديولوجي للإبادة، والشخصية الاستبدادية السايكوباثية التي تفتقد إلى الضمير، مما يجعلهم متشابهين في السلوكيات والتوجهات الإجرامية.
إن استمرار بعضهم في الدفاع عن تاريخهم الدموي يعود إلى الخوف من مواجهة الحقيقة، التعلق العاطفي بالماضي، والاضطراب النرجسي الجمعي الذي يجعلهم يقدسون عهد صدام رغم استناده إلى القمع والدماء.
ومن هنا، فإن تحليل هذه الشخصيات من منظور نفسي يكشف أنها ليست مجرد مؤيدين سياسيين، بل تعاني من اضطرابات عقلية تجعلها غير قادرة على رؤية مفاهيم العدالة والإنسانية، مما يجعلها امتدادًا لموروث الإرهاب والاستبداد.
إن هذه الشخصيات البعثية الصدامية ليست مجرد أفراد يعتنقون فكراً سياسياً معيناً، بل هم نتاج بيئة قمعية شكلتهم على العنف كوسيلة للحكم والتعامل مع الآخرين، مما أدى إلى ترسيخ ميولهم السايكوباثية وجعلهم غير قادرين على إدراك القيم الإنسانية الأساسية.
فبدلاً من أن يكونوا قادرين على مواجهة تاريخهم الأسود، نجدهم يعيدون إنتاج نفس الخطاب الاستبدادي، متجاهلين آلاف الجرائم التي ارتكبها نظامهم من إعدامات جماعية، تطهير عرقي، قمع ممنهج، وحروب عبثية دمرت البلاد وأفقرت الشعب.
إن تبريرهم لهذه الجرائم لا ينبع فقط من جهل أو تعصب أيديولوجي، بل هو امتداد لخلل نفسي يجعلهم يعيشون في حالة إنكار دائم. فهم لا يستطيعون الفصل بين شخصياتهم وبين النظام الذي ينتمون إليه، مما يجعل أي نقد لصدام حسين أو حزب البعث بمثابة تهديد مباشر لهويتهم النفسية.
ولذلك، فهم يواجهون النقد بالتطرف في الدفاع عن الماضي، حتى لو كان ذلك يعني تبرير أبشع الجرائم أو حتى الانحياز لتيارات إرهابية كداعش التي خرجت من نفس التربة العنيفة التي صنعها البعث الصدامي.
إن إعادة تأهيل هذه العقليات شبه مستحيل، لأن الشخصيات السايكوباثية لا تمتلك إحساساً بالذنب أو مراجعة الذات، بل تستمر في إنكار الواقع وإعادة إنتاج خطابها العدواني.
لذا، فإن الحل الحقيقي لا يكمن في محاولة إقناعهم، بل في بناء مجتمع يرسخ قيم العدالة والإنسانية، ويعمل على تفكيك إرث البعث الصدامي فكرياً وثقافياً، حتى لا تتكرر مآسي الماضي مرة أخرى.