عظيم ما نراه في الوجود..سرنا في أنفسنا..!
هشام عبد القادر ||
اقرب صديق للإنسان هي نفسه التي بين جنبيه واكبر عدوا للإنسان نفسه التي بين جنبيه.
ما بين جنبينا هو القلب محل الصراع الدائر بين الحق والباطل.
فاليكن قلبنا دائرة مركزية لوجودنا يدور الإنسان بكامل وجوده الظاهر والباطن حول دائرة القلب الذي لا يكون في وعائه سوى كلمة الحق وهي العليا.
ولا يكون إمام قلبه إلا من هم أولى به من نفسه.
يشرق القلب بنوريشع ويصعد إلى سموات وجوده ومن مكنون قلبه وعاء يفيض نوره على دولة نفسه الظاهره والباطنة.
دولة واحدة لا تتمزق ولا تتشتت.
دولة صراطها القلب إلى سدرة منتهى العقل.
شعار الدولة المحبة والمودة والغاية الوصول إلى سدرة منتهى الحقيقة بوسيلة الروح فاتحة وجود الإنسان وخاتمة وجوده.
إننا نفترق عن كل من حولنا ولكن لا نفترق عن انفسنا وفي انفسنا سر وجودنا.
أنفسنا حديث الإمام علي عليه السلام من عرف نفسه فقد عرف ربه.
هم في انفسنا قانون الجذب ونظرية التكامل ونظرية المعرفة ونتيجة المعادلات الوجودية.
التي تتكون من عناصر التكوين الأربعة النورانية والهوائية والمائية والترابية.
وتشمل كمال دولة الإنسان الظاهرة والباطنة.
الظاهرة بالملك والباطنة بالملكوت.
الظاهرة بالهيكل الاسم المحمدي والباطنة بالولاية العلوية.
والمكنونة بالروح أم الكتاب أولها البسملة سفينةنجاة الوجود الإنساني.
هي الأولى وهي الأخرى. هي العليا وهي الفاتحة والخاتمة.
هي الرجعة إنا لله وإنا إليه راجعون.
أنتم فينا ونحن بكم نحيى وإليكم نرجع.
وأنتم الوصل والغاية والحقيقة وباب الوصول إلى حق اليقين.
شريعة وطريقة وحقيقة وعلم وعين وحق اليقين منكم بدأنا وإليكم ننتهي. نهاية ليس لها نهاية وبداية ليس لها بداية.
نهاية ما لا نهاية وبداية ليس مثلها بداية.
عين ميم وميم عين. صاد واو وواو صاد.
با ها وهاء با.
الف ها وها الف.
با نون ونون با.
هويه الهوية الأحدية السرمدية ها وبها وبه.
بالف لام ها. طه ويا سين وحا ميم بمكنون ها
طهرنا قلوبنا لكم وإليكم.
واهتدينا بقلب الذات.
فأنفسنا مسلمة مؤمنة ميقنة عارفة واصلة إن شاء الله ومستقرة وابدية البقاء وشاهدة إلى قرة العين.
فالعين عينكم نشرب منها المزن الصافي لنزرع شجرة المحبة اصلها في القلب وفرعها بسموات العقل تثمر بثمار طيبة تؤتي أكلها كل حين.
ومزن سحابة النور تنزل على لوح القلب المكنون.
لتنبت شجرة طوبى. ونخلع نعلي الهواء، ونكسر الأصنام.
ونسمع منادي من قريب نلبي دعوة الداعي في الحاضر والبادي.
يوم يسمعون الصيحة بالحق ذالك يوم الخروج ويوم المشاهدة ويوم الشهود ويوم الدين ويوم النعمة ويوم الكمال والتمام تشرق قلوبنا بنور النور.
وتسقط دولة النفس الأمارة بالسوء وتقوم دولة النفس المطمئنة.
يرونه بعيدا ونراه قريبا
والحمد لله رب العالمين