الثبات و الكلمة..!
أمين السكافي ـ صيدا ـ لبنان ||
المشاهد التي تأتينا من غزة المنتصرة رغم الموت والدمار والألم تشرح القلب، وتجعلنا نفرح بالإنتصار الكبير الذي تم تحقيقه في غزة بثنائية الشعب أولا والمقاومة ،فالحشود المهيبة من الشعب التي تتقاطر من كل حدب وصوب لتأكيد المؤكد وهو الثبات على خط المقاومة ،
بفرح رغم الجراح وإحتضان مقاتلي المقاومة المتواجدين في الساحات بأعداد كبيرة وتنظيم يفرض هيبته من لباس وعتاد وكأن الخمسة عشرة شهرا كانت نزهة لرجال الله، يحمل رسائل عديدة أهمها للداخل الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين.
أن نحن معكم ولن نخذلكم ولا زلنا هنا رغم الشهادة.
يبادلهم الغزاويين التحية بأحسن منها بإظهار المحبة للمقاومة والهتاف الصادر من القلب وليس الحناجر ،بأننا معكم ولكم ومنكم وما الخمسين ألف شهيد إلا دفعة على الحساب في طريقكم للتحرير والإنتصار .
أما الرسالة الثانية فهي للخارج خاصة الكيان ومعه الحلفاء أن المقاومة ما تزال على العهد والوعد ، وأنها بكامل جهوزيتها وتواجدها وإنضباطها وحاضرة لإكمال ما بدأت به رغم بعض الجراح ، وأن العدو لم يستطع سحقها بل خرجت من بين الركام كطائر الفينيق محلقة في سماء العز والمجد .
تصرخ على الغزاويين أن تضحياتهم أمانة هي مسؤولة عنهم وأنها لن تذهب سدى بل ستؤسس لمرحلة جديدة من الصمود والتصدي حتى الإنتصار ،وأنها ثابته مؤمنه بوعد الله أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم لإستكمال الطريق ولو طال الزمان .
نأتي إلى لبنان فنرى الإختلاف الكبير بكيفية إستثمار الإنتصار وهذا لأن الإنقسام اللبناني مستعد أن يمحق النصر ويحوله إلى هزيمة فقط لأجل النكايات السياسية ،وهذا ليس غريبا على فريق إما جبنه يدفعه للتنازل وإما تحالفه مع حلفاء الكيان ،
هذا جزء من اللبنانيين أما الجزء الآخر وهم من من المفروض أن يكونوا حلفاء المقاومة من بيئتها الداخلية ومن خارجها، فكأنما أشعر أن لدى بعضهم بعض التخاذل والتراجع ومحاولة مسايرة أعداء المقاومة بدعوى العيش المشترك،
رغم تاريخهم وحاضرهم المعاد للمقاومة وسلاحها لا أعلم لماذا هذه الروح الإنهزامية فغزة خرجت ورغم الدمار والخمسين ألفا من الشهداء تحتفي بالمقاومة وصمودها مع إن العدو أستطاع الدخول إلى غالبية قطاع غزة،
ومع ذلك فهم يحتفلون بالنصر والمقاومة والصمود والتصدي بينما نحن فقد ثبت رجال الله في مواقعهم رغم القصف والدمار وغياب العظماء ولم يسمحوا للعدو بالدخول إلى أرض الوطن إلا بضعة أمتار هنا وهناك وذلك لدواع تكتيكية وإستراتيجية ونحن هنا لا زلنا نتكلم عن الجيش الذي لا يقهر وحلفاءه .
ماذا تريدون لتقتنعوا بأننا أنتصرنا وأننا كبدنا العدو الخسائر الجسام ،وأن رجالنا صمدوا وثبتوا ولم يتركوا تراب الوطن لمحتل يدوسه بقذارته، وترانا نساير من هم أعدائنا حتى وصل بنا الأمر أن بتنا نتنكر لأبطال إنطلاقة المقاومة بشقيها اليساري والإسلامي ،
بدعوى المساكنة مع شركاء الوطن أنا لا أقول إذهبوا للحرب الأهلية بل القول أن أفتخروا بشهدائكم وقادتكم وبطولات أبنائكم ولا تسمحوا بتجاوز التاريخ ، ولا تكونوا كأهل الكوفة مع الإمام الحسين بل كونوا كأصحاب الحسين وكما كان يردد سيدكم وسيدي بأننا لو قطعنا ونشرنا ويفعل بنا ذلك ألف مرة.
ما تركناك يا حسين ،وحسين هنا هو الفكرة المتجددة منذ ألف وأربعمائة عام من الثورة على الباطل والوقوف في وجه الظلم والجور وتقديم النفس والأهل والأصحاب على مذبح الحرية والكرامة والكبرياء ،
كونوا كالحر بن يزيد الرياحي وأحسنوا الأختيار والثبات على الحق ووهب النفس لأجل هذه المسيرة المباركة الطاهرة المؤيدة من الله بعنايته ونصره ،فالموقف يبنى على كلمة وما أدراك ما الكلمة هذه الكلمة أستشهد لأجلها سبط النبي فإنتبهوا لكلامكم .