الثلاثاء - 25 مارس 2025

إيران والولايات المتحدة وفك الأشتباك..!

الثلاثاء - 25 مارس 2025

حسام الحاج حسين ||
مدير مركز الذاكرة الفيلية .

تحتفظ ذاكرة الثورة الإسلامية في إيران برصيد مؤلم من المواقف الإمريكية اتجاه القوى الثورية التى كانت مناهضة للشاه من محمد مصدق الى الثورة الأسلامية .

رغم الأشكالية التاريخية ففي عام ١٩٩٣ ولدت فكرة ( فك الأشتباك ) مع الولايات المتحدة وكانت من المنتجات الفكرية للرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني .

حين سقط الأتحاد السوفيتي واصبحت الولايات المتحدة القطب الأوحد في العالم قرر الرئيس بوش ان يضع حلا للقضية الفلسطينية .

وأسس لمؤتمر مدريد بحضور جميع الدول ذات العلاقة وارسلت طهران رسائل الى واشنطن لرغبتها بالحضور وقال الرئيس رفسنجاني في وقتها ( لا نمانع ان نجلس خلف الوفد الفلسطيني ونقبل بكل ما يقبلون ) لكن واشنطن رفضت حضور طهران وكانت هذه المواجهة الأولى في ظل مناخ ( فك الأشتباك ) .

في عهد الرئيس كلينتون الديمقراطي صنعت الولايات المتحدة على أنقاض موتمر مدريد الذي رعاه الجمهوريين (اتفاق اوسلو).

هنا ردت ايران الصفعة للولايات المتحدة عندما أعلنت بصراحة رفضها للاتفاق وانضم اليها ليبيا وسوريا .

فرضت واشنطن اول عقوبات على طهران بسبب هذا الموقف .

كان الرفض الإيراني وتبني وجه نظر حماس في تعريف القضية الفلسطينية اول منصة للمواجهة بين إيران والولايات المتحدة .

الى عام ٢٠٠٩ عندما بدأت اول المفاوضات المباشرة بين البلدين بعد قطيعة استمرت ٣٠ عاما .

وانتجت المفاوضات التي استمرت ٦ سنوات (الأتفاق النووي) لكن الأتفاق لم يصمد سوى ٣ سنوات بعد ان انسحب ترامب في عام ٢٠١٨ واعتبر ان الأتفاق ناقص وان إيران تاخذ اكثر مما تعطي .

ما تزال فكرة (فك الأشتباك) قائمة ومعلقة في الذهن السياسي لدى الطرفين . لكنها تحتاج الى قرار سياسي قوي جدا يتجاوز العوائق التي وضعتها تعقيدات السياسة في الشرق الأوسط .

تغير الواقع الجيوسياسي بعد السابع من اكتوبر لكن ليس لصالح إيران .

واصبح الأمن القومي الإيراني مكشوفا امام الولايات المتحدة .

في المقابل تلوح الأخيرة بالحوار المباشر والجلوس على طاولة واحدة ويمكن ان يخرج البلدين باتفاق قوي جدا مادام رغبتهما متشابه الى حد قريب جدا، لكن هذا بعيد عن افق العلاقة المضطربة.

قررت احداث المنطقة صناعة مسار واحد بين واشنطن وطهران وهو (فك الأشتباك) لانها سوف تحقق مزيدا من الأستقرار وتجلب الأمن للجميع .

صرح الرئيس ترامب ان الأتفاق مع إيران سيكون احتفالا كبيرا في الشرق الأوسط .

بالمقابل فإن شيئا ايراتيا لم يلوح في الأفق، بيد أن الرئيس بزشكيان استعداده للحوار المتكافيء المباشر مع الأدارة الأمريكية، مع فهم لوجود نوايا امريكية مسبقة ضد إيران.