كان “حسن” وحده..ولكننا لم نكن وحدنا به..!
ضياء ابو معارج الدراجي ||
في زمن تكالبت فيه قوى الشر، واختلطت أوراق الخيانة بالذل، كان الشهيد (حسن) هو الصوت الوحيد الذي لم يخفت، كان الصرخة الأخيرة في وجه المستكبرين، الصرخة التي لم تهتز بالخوف ولم تساوم على كرامة الأمة التي تدّعي العروبة، ولكنها – ويا لخيبتها – ارتضت أن تغرق في مستنقع الخزي والعار، تبيع تاريخها بثمن بخس، وتراهن على بقايا فتات موائد الطغاة.
كان (حسن) وحده، لكنه لم يكن ضعيفًا، كان الأمة التي تخلت عن نفسها، كان الحلم الذي رفض أن ينكسر، كان الامتداد الطبيعي لأولئك الذين قالوا ذات يوم: “هيهات منا الذلة” ولم يحنوا رؤوسهم إلا لله. مضى وهو يعلم أن طريقه لن يكون مفروشًا بالورود، لكنه سار فيه ثابت الخطى، وترك خلفه نارًا لن تخمد، تضيء درب الأحرار وتحرق وجوه الخونة والمنافقين.
نحن على فراقك متألمون يا سيد، لكننا لا ننوح ولا نبكي كالضعفاء، بل نقسم بدمائك الطاهرة، التي سقت تراب هذه الأرض، أن نبقى على العهد، أن نحمل الراية التي رفعتها، أن لا نسمح للأعداء أن يهنؤوا بجرائمهم، وأن يعرفوا جيدًا أن دمك لم يُسفك عبثًا.
نحن أبناء المحور الشريف، نحن الذين علمتنا الشهادة أن لا نهزم، علمتنا القبور أنها ليست نهاية الأبطال، بل بداية لعصر جديد يكتبه من يرفضون الذل، من يرفضون أن يكونوا أرقامًا صامتة في قوائم الموت المجاني.
نحن لا ننسى… ولا نغفر… ولا نهادن…
عهدا علينا يا (حسن)، أن يكون مشوارك طريقنا، وقضيتك معركتنا، ودمك الطاهر قسمًا لا رجوع فيه…
إنها حرب لم تنتهِ بعد، وإن غدًا لناظره قريب.