الثلاثاء - 25 مارس 2025
منذ شهر واحد
الثلاثاء - 25 مارس 2025

الخبير عباس الزيدي ||


أصل الصراع _الشيعة والظرف الصعب
اولا_ في أصل الاشكاليات
يرى البعض ان احداث الحادي عشر من سبتمبر انتهت بهجوم على المذهب السني
في حين اسفر طوفان الاقصى عن هجوم غير مسبوق على الشيعة
والحقيقة تكمن لا في هذا ولا في ذاك بل في النيات المبيتة لاستهداف الاسلام المحمدي الاصيل بمذاهبه وفروعه وعقائده واصوله كمشروع يقود الحياة▪︎
الحديث عن الظرف الصعب والازمة والهجوم غير المسبوق على الامة المستضعفة ( الشيعة )
هو موضوع لايخضع للفلسفة بقدر ماهو يحتاج الى الفهم العقائدي وقراءة لتاريخ التشيع او الرفض ان صح التعبير منذ اللحظة الاولى بعد استشهاد الرسول الاكرم صل الله عليه واله وسلم والقضية حسب فهمي لا تتعلق بمذهب معين بل في القصة الكاملة للبحث عن عصا موسى عليه السلام والهجمات اليهودية التي طالت جميع الانبياء والرسل وماتبقى من عصارة وخلاصة الاديان التي انتهت بالرسول الاكرم و وارثيه من اهل بيت النبوة وبالتالي منقذ البشرية الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف الذي نعيش هذه الأيام ذكرى ولادته المباركة
وهنا يتوضح ان جل مايحصل في العالم من صراع ليس صراعا أيديولوجيا وفكريا يقدر ماهو صراع ديني بحت وان حاول البعض بتأطيره بإطار مدني حضاري ورمى بسهامه نحو الاسلام واتهامه بالتعصب او نشر الاسلام فوبيا.
والخلاصة في حروب الاديان تكمن في العقائد والقيم التي تطال كل التفاصيل الدقيقة وهنا تبرز معركة الوعي كأحد اسس المواجهة و واحدة من خطوط الصد الكبرى سواء كانت الدفاعيةاو الهجومية▪︎
علما لكل دين او ملة منقذ سواء كانت هذه الملة موحدة او غير موحدة ويبقى المنقذ او المخلص واحد ليس اكثر •
وبالعودة الى موضوع ازمة الشيعة فلابد من ملاحظة التالي
1_ تم توجيه السهام للتشيع منذ اللحظة الاولى لاستشهاد الرسول عندما كانت الهجمة تستهدف التشيع ممثلا بامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وخاصته الغر المنتجبين من الرهط الاول عمار واباذر وسلمان الفارسي والمقداد وغيرهم
بمعنى ان التشيع عاش الازمة والظرف الصعب منذ ذلك اليوم حتى هذه اللحظة وحتى يقضي الله امرا كان مفعولا
2_عند متابعة سيرة الائمة المعصومين من ال محمد صلوات الله عليهم اجمعين مع اختلاف العصور والدهور والحكام والطواغيت والجبابرة نرى وبوضوح تام دون لبس ان سفرهم الخالد ينسجم مع كل مرحلةدون تقاطع على قاعدة تعدد الادوار مع وحدة الهدف
3_ من اكبر الادلة على ماتقدم هو اخراج المنظومة الفكرية والعقدية للتشيع دون تناقض او اختلاف على مستوى النص او الحديث او الرواية بل حتى على مستوى تواتر سيرة المعصومين كلا بحسبه وظرفه وزمانه
4_ اللطيف في ذلك ومنذ الغيبة الكبرى ومنذ اخر سفير للامام وتوالي العلماء والفقهاء والمجتهدين من ولاة الامر ومراجع التقلبد ايضا لم تشهد تقاطعا او اختلافا جذريا او رايا مخالفا والاهم يكمن في المواقف حيال الازمات والظروف العصيبة بالقدر الذي اصبحت في سيرة الامام المعصوم عليه السلام منهاجا عمليا للعلماء والعرفاء في التعامل والسلوك السياسي بإطاره الفقهي الفتوائي وايضا كلا بحسب الدهر والعصر والظرف الزمكاني الي عاشه الفقيه او الولي او مرجع التقليد
5_الامة المستضعفة..؟؟
الواقع يقول ان الشيعة هم الامة المستضعفة بلحاظ الاية الكريمة ) ونريد ان نمن على الذينةاستضعفوا في الارض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين ) وبكل تجرد ونكران ذات سنرى جميع الباطل والشر في العالم تخندق واصطف لمحاربة التشيع فأين ما وجد الشيعة وجدت الحروب والاستهدافات والحصار والقرارات الجائرة بالضد منهم •
الخلااصة ان التشيع او رفض الباطل من الطبيعي ان يعيش الازمة بسبب مواقفه ضد الاستكبار والطواغيت والجبابرة ومن الطبيعي أن يدفع ضريبة ذلك من تضحيات ودماء وقادة التي هي عطاءا ثرآ يؤتي باكله ولو بعد حين ▪︎
6_ كان ولازال اللطف الإلهي والايادي الجميلة ترعى التشيع وهذا البعد الغيبي لايدركه الاعداء بل حتى بعض الشيعة في العالم
7_ الامل _ هو الباعث والوازع الذي تخطت فيه الشيعة ازماتها وتجاوزت فيه شتى انواع الحروب والاستهدافات على مرور الزمن
هذا الامل ورغم التضحيات الجسام كان دافعا للتصدي والصمود والإصرار والثبات وهو ليس امل طوبائي بل مستخلص من الشربعة و العقائد الحقة وهنا لابد من المرور على قضية الانتظار والاستعداد لها لكي تتحول الامة المستضعفة الى امة قادرة مقتدرة بكل الامكانيات والقدرات المطلوبة للمواجهة طيلة سنوات التمهيد والانتظار وهنا يصبح الامل باعث كبير يقفز من درجة خبر اليقين الى حق اليقين

8_ المرونة
لولا حنكة وحكمة المعصوم عليه السلام وعمق التكتيك الذي استخدمه لما صمدت استراتيجية التشيع حتى هذه اللحظة التي امتازت بالمرونة والمصداقية العالية
ثانيا_ في المطلوب
1_ من خلال ماتقدم على النخب الشيعية المثقفة ان تكتب في هذا المجال بالدرجة التي تنفتح فيها على الاخرين وتستشرف الاحداث وتضع حلول استباقية تمكنها من النفاذ دون الوقوع التشيع في زاوية حرجة او مكان صعب
2_ نحن بحاجة ماسة الى ترجمة كثير من المفاهيم و العقائد ونشر ثقافة اهل للبيت عليهم السلام العقائدية والفكرية وحتى الفقهية لكي نؤثر في بيئة الاخرين
فمثلا (على سبيل المثال لا للحصر ) فيما يخص عصرنا الراهن في موضوعة الملف النووي للجمهورية الإسلامية وفتوى السيد الولي اعلى الله مقامه حول السلاح النووي فان العالم الغربي وحتى العربي لايفهم هذه الفتوى ويذهب الراي العام العالمي مخدوعا بمجرد سماع مفردة ايران والنووي لذلك علينا توضيح ذلك
ولاباس لنا في توضيح علل الشرائع حتى يفهمنا العالم خصوصا الراي العام العالمي وماذا تعني فتوى السيد الولي الققيه او مرجع التقليد ▪︎
في مسالة الحقوق هل ترجمنا كشيعة رسالة الحقوق للامام زين العابدين عليه السلام او نفذنا مشاريع تعبوية ومهرجانات وندوات تربوية وثقافية ؟؟؟؟
من المؤكد اننا لن لم نقوم بذلك سوف تهاجم
والامر ينطبق على نظرة الاسلام المشرقة للمرأة التي لا زالت غائبة عن الرأي العام العالمي ▪︎
والامر ايضا ينسحب على المقاومة وشرعيتها الوضعية والسماوية ▪︎
3_ من يحرك من .. ؟؟
الاليات لازالت ضعيفة في توجيه وتحقيق الانفتاح وكشف الحقائق
هل هي النخب ام القواعد الشعبية التي تدفع وتضغط على النخب وبالتالي تنامي عملية استثمار الوعي ورص الصفوف وفي ذات الوقت الولوج الى عمق المعسكرات الاخرى ليطلع أبنائها على حقيقة التشيع المتنور والحضاري وبالتالي الاسلام الاصيل كرائد وقائد للحياة
4_ الاعلام …!!!؟؟؟
وهنا أضع الالاف من علامات التعجب والاستفهام
حيث فقداننا للاعلام النوعي الهادف للذي ينشر ويكشف حقيقة المعركة والحرب التي يشنها الاستكبار على اصل الاسلام المحمدي وهذا الامر ينسحب ايضا على مراكز البحوث والدراسات التي تتحمل مسؤولية كبرى في هذه المعركة
5_ الخلاصة اننا بحاجة ماسة وقصوى لاعادة النظر في إليات عمل جميع مؤسساتنا 6_ ان معركتنا ليست عسكرية وأمنية فقط بل لها اذرعها ومدياتها و جوانبها الاخرى مثل الاقتصادية والثقافية والسياسية . الخ
وهناولحشر من العدو في هذه الفترة يحاول تصفيرنا سياسيا وحعلنا على الهامش
والله الله في المحافظة على حاكمة التشيع كلا من نوقعة ولابد من مؤازرة جمهورية ايران الاسلام بكل ما اوتينا من قوة لان موقعها كالقلب من بقية الجسد الشيعي وان الدفاع عنها واجب الوجوب وهي الراية الوحيدة الان في العالم ابتي تنطق وتعلن عن حاكمية التشيع وفق القران وسيرة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام قي الحاكمية •
ولله الحمد نحن لازلنا في عز صمودنا وثقلنا الميداني المؤثر في العدو وبيئته
ثالثا_ في حسابات النصر والهزيمة ▪︎
ماسطره ابناء امة حزب الله في محور المقاومة بحاجة الى منصف يرى الامور بالمجمل بنكران ذات بل حتى على مستوى الموازين المهنية بلحاظ الفارق في الامكانيات والقدرات بيننا وبين العدو والعدة والعديد
وحتى على مستوى النتائج وعلى مستوى البيئة سيجد اننا منتصرون رغم كل الدعاية والصخب والكذب والخداع للآلة الاعلامية وخبراء الحرب النفسية •
ومع ذلك نحن بحاجة الى اعادة النظر في كثير من القضايا والاليات والخطط والبرامجيات لاننا نطمح للافضل واصحاب رسالة قبل ان نكون اصحاب قضية او حقوق
نحن امة لن تموت
نصرتا قادم
موقفنا ثابت
قرارنا مقاومة