الثلاثاء - 25 مارس 2025

قراءة في كتاب” حكايتي مع الإمام المهدي” ـ الورقة الثانية..!

منذ شهر واحد
الثلاثاء - 25 مارس 2025

د. أمل الأسدي ||

هكذا وجد المؤلف نفسه مولعا بالبحث والتقصي وتفحص النصوص، ويقول: إنه قد وجد في كتاب الشهيد السيد محمد باقر الصدر ما يلبي رغبته البحثية لأنه قائم علی المنهج العلمي،

الكتاب الموسوم” بحث حول الإمام المهدي” ويقول: إن الكتاب تكفّل بالرد علی المشككين من التيارات العلمانية والوضعية والماركسية، وكذلك يرد علی إشكالات المذاهب الإسلامية الأخری حول ولادة الإمام المهدي وطول عمره.

يقول: ثم أعجبني بحثٌ للشيخ محمد باقر الإيرواني بعنوان”الإمام المهدي بين التواتر وحساب الاحتمال” وهو في الأصل محاضرة علمية حول ولادة الإمام المهدي، حيث وقف عند حديث الرسول (صلی الله عليه وآله): ( إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، أحدهما أكبر من الآخر ولن يفترقا حتی يردا عليّ الحوض) فإن الحديث المتواتر يقدم تلازمية بين القرآن الكريم والعترة الطاهرة حتی يوم القيامة،

ومن مقتضيات هذه التلازمية أن لاتكون هناك فترة انقطاع أو فراغ للأرض من وجود الأئمة(عليه السلام)، فهذا التلازم يعني الحضور المستمر، وهذه فكرة مقنعة للرد علی المشككين بولادة الإمام المهدي، لأنهم بذلك يكذّبون حديث الرسول الأعظم.

ـ منظومة العقيدة المهدوية
بالمحصلة فإن المسلمين جميعا يتفقون علی الحقيقة المهدوية، وسيظهر الإمام المخلِّص ويغير العالم وينشر راية العدل والحق فبحسب رأي المؤلف أن الفارق بسيط بين السنة والشيعة، ولاجدوی من الوقوف الطويل عند النقطة التأريخية المتعلقة بولادته أو المتعلقة بظروف ما قبل الظهور، فالقضية المهدوية حاضرة لدی المذاهب الإسلامية الأخری وحتی الديانات الأخری!

لكن سرعان ما وقف المؤلف مرةً أخری عند قضية الانتظار، إذ رأی أن الشيعة يعيشون فكرة الانتظار بشكل مختلف تماما عن غيرهم، فالمذاهب الأخری ينظرون الی الإمام علی أنه الرجل الذي سيولد في آخر الزمان ويؤدي مهمته في نشر العدل، بينما الشيعة تربطهم بالإمام المهدي عقيدة راسخة ومشاعر حيّة وعاطفة جياشة، فهم يرونه حاضرا مطلعا علی أعمالهم، وهذا هو الفرق، الفرق بين التعامل مع الإمام المهدي علی أنه حاضر وشاهد، والتعامل معه كفكرة مستقبلية، التعامل معه علی أنه سيولد في آخر الزمان لينشر العدل!

وهذا يقودنا إلی أن قضية الإمام المهدي منظومة عقائدية متكاملة غير قابلة للتفكيك والتجزئة!

ويقول المؤلف: بناءً علی ذلك تبين أن الفرق كبير في تناول القضية المهدوية بين الشيعة والسنة وليس بسيطا كما كنت أظن في البداية، فما مقدار الترابط العاطفي والانتماء الی شخصٍ سيولد في يومٍ من الأيام حتی وإن كان من أصلابنا؟!

بينما التعامل مع الإمام علی أنه موجود ومطلع علی تفاصيل حياتنا يجعل الارتباط وثيقا وقويا ومستمرا، فالمهدي في الحالة الشيعية كالمسافر الذي ينتظرون عودته ويتحرقون شوقا لرؤيته، إنه الفرق بين الانشداد المسؤول والتراخي اللامسؤول!

🔴 للحديث بقية