الخميس - 13 مارس 2025

معمارنا” الأول محاط بالقلق”النفطي”..!

الخميس - 13 مارس 2025

عمار محمد طيب العراقي ||

يبدو لبعضنا أن معمارنا السياسي، يتحرك بطريقة مرتبكة مضطربة، فالمعمار ينطوي على ترتيبات اكبر من معقدة، وأن معمارنا هو هذا “المرتبك” لمدة طويلة، ونبحث في أنفسنا، ونكتشف أن بعضنا، يعتقد أن الساسة قد “تعبوا” من الشد والجذب ولعبة السياسة، وأنهم سلموها الى قوي مقتدر، هو الطاغية الأمريكي.. نعم ولكن الى حين.!

معمارنا السياسي مرتبك معقد، كارتباك ادواته وفواعيله ومفاعيله، والفاعل مرفوع بالضمة، والمفعول به مكسور الى حين..وثمة توافقات ترتب بعض معمارنا هنا وهناك، لكنها توافقات من يبحث عن قوت يومه..التوافقات مريضة جدا، وهي منوطة بأعطني واعطيك، أو حتى لا أعطيك..وبيننا كثير ممن يعمل على تعطيل تلك التوافقات، أو يتحين الفرص، ويتصيد العثرات، كي يضرب ضربته، لأن الذين أزيحوا عن السلطة بعملية تغيير قيصرية، لم تتم إزاحتهم نهائيا، بل كل ما في الأمر، أنهم انتقلوا من أعشاش الى أوكار!

قوى العمارة الحسنة، هي الأخرى اكثر اضطرابا منا، وهي ونتيجة لاضطراب الموقف، لا تعرف ما تريد، والمستقبل مقلق حد صداع الرأس المضطرب، لأن قوى التغيير، قد ضعفت مفاعيلها أو ارتبكت، وبدت أنها لم تتوصل الى حد تفكير مقبول..وهذا ما قد يدفعنا، للسير على طريق وعر ملىء بالتفرعات، والتعرجات والرمال المتحركة التي تؤثر سلبا على عمارتنا..

في هذا المعمار المضطرب، ليس لدينا أكثر من “النفط”، مصدرا للرزق والتفكير وضمانة الى بعض الغد، وهذا “النفط” مسروق من جميع أنحاء دائرة تداوله، بعضنا “الكرام” وهم عدد مهم مؤثر، اكتشفوا أن نعمة “النفط” نقمة، ولولاه ما سرقونا ولكنا في حسن ختام.

الصاحين منا كانت صحوتهم “نفطية”..تتغير بتغير أسعاره وموارده ومثاباته، والى أي جيب مع صحوتنا من النشوة “النفطية”، ونكتشف أننا فقراء “نفطيين” جدا، ومع هذا، سالت ثروات عمارتنا بين أيدينا، لم نحسن استثمارها لأولادنا، وسيضربوننا بالأحذية القديمة إن أدركونا..فالثروات والأموال التي جرت بين أيدينا، اكبر حتى من تفكيرنا.

الحصيلة، كل تلك الثروات غريبة عنا، لا نعرف عنها شيئا، ونكتشف أن الأمة ومعمارها، في وضع لا تحسد عليه، فقد وجدت نفسها تسير مرغمة، في طريق وعر مليء بالألغام..!

إنه القلق سادتي..القلق ثم القلق، وبعده القلق الكبير، الذي ضيع الخيط والعصفور..!

معمارنا تحول الى مجازفة أو مجاعة، لأننا نفكر بيومنا ونتغابى عن غدنا، وليتنا ما تملكت ارضنا “نفطا”، فقد كان وما يزال مصدرا “ملهما” لقلقنا الدائم، الذي تحول الى صفة رسمية، ترافق من في ارضهم “نفط”..هم لا يمتلكون من “نفطهم” إلا تكاليف استخراجه، وبعضا من العجلات الفارهة، والتجار السمان، وأملاك وأطيان لا قيمة حقيقية لها، لكنهم مثلنا لا يمتلكون العقول..!

“غدا” المضطرب، هي نفسها “غدا” لدى أي غبي مترع بالجنون الفارغ، وهي تكبر كلما كبرت دورة المال القذرة، وتناسقت حركتها المضطربة المنهكة.

عدم فهمنا لحركة الثروة، وتغاضينا عن مخرجاتها الذكية، جعلنا عبيد لها، لا أن تكون هي في خدمتنا، وعدم فهمنا لمتطلبات “باجر”..لأن هذا الـ”باجر” غائب عن عقولنا، أو غيبه الساسة الجشعين عنا..لقد بات “باجر” معتما، عندنا وعند غيرنا من اغبياء “النفط”، الذين يمتلكون ارضا تحتوي “نفطا” لغيرهم.!

مركب الغباء “النفطي” سحقنا سحقا، وصار عنوان حفلنا الدائم، وخيوط سراويل الفاشسينستات، التي حولناها الى اربطة عنق نتمنطق بها، قبل هذا الغباء، تحولنا الى مصفقين في جوقتهن، نتلمظ فرحا بأفيائهن، ونسكب الأموال بعار وشنار، تحت اقدامهن الجامحة نحو الرذيلة..رافق غبائنا “النفطي” ترابط غريب، بين الأمن والاقتصاد وفوضى السياسات المالية، وإتخام الدولة بالموظفين، وتردي الوضع المجتمعي والقيمي، وما نجم عنه من تفشى الفوضى، على نحو غير مسبوق.

لقد بدت الصورة وكأن دولة ما بعد القهر الصدامي، قد عجزت عن بناء “مؤسسات” رصينة، على نحو زاد من الاعتقاد، بأن كل ذلك مدبر ومقصود، وأن وراء ذلك مخطط خبيث، يعمل على تنفيذه تحالف شرير، من بعض العناصر فى أجهزة الدولة، وفلول النظام السابق، وبين من زرعهم النمر الأمريكي.

مقابل هذا القلق المخيف، ثمة من يرى أن “القلق”، يمكن أن يوفر إمكانية حقيقية مشرفة، تعد بانتقال قسري، إلى نظام سياسي واجتماعي، يلبي التطلعات الشعبية إلى رغيف خبز، مدعم بمفردات الحرية والتنمية والعدل والكرامة، في بلد يصنف بأنه من البلدان الواعدة ثراءا، ليس بالنفط وحده، ولكن بثرواته الأخرى الوفيرة.

في طليعة تك الثروات، أنسان عراقي أصيل، يحتاج الى هزة عنيفة تصلحه، وها هو في مركز الهزة!

إذا لم يكن لديك هدف؛ فاجعل هدفك الأول إيجاد هدف..!
شكرا
13/2/2025