وقفةٌ وسموٌ روحي مع زيارةِ عاشوراء..!
الباحث والاكاديمي صلاح الاركوازي ||
عندما يريد الانسان الذي يبحثُ عن السمو والارتقاء الروحي والتقرب الى الله خالقه وخالق كل الوجود، فان في أدعية ومناجاة الرسول وال بيته الاطهار ما يوصلك الى ذلك السموم ويحلق بك في سماء العرفان والتجرد، ونزع الثوب الدنيا وملذاتها وان تنقل دارك في الدنيا الى دارك الاخروي ،وهذا لم ولن يتم الا بالتمسكِ بالحبل الالهي الممدود بين السماء والارض وهم محمد واهل بيته الاطهار.
إن الشيعة الموالين المنصفين والذين هم من المدوامين لا بل من المُدمنين على قراءة زيارة عاشوراء فأنهم سوف يجدون العديد من المحطاتِ التي تُجبر القارىء أن يتوقف ويتأمل فيها طويلاً لا بل يذرفُ الدم بدل الدموع.
عندما تقرأ زيارة عاشوراء المباركة وتتنقل بين مضامينها متأملاً مُتدبراً وتغوص بكل جوارحك وأحاسيسُكَ ومشاعِركُ، لانك حتماً سوف تمر على قول إمامنا الباقر(ع) فيها (( ولعن الله بني أمية قاطبة )) بتلك المحطات الروحية ،
كما لا يخفى أن من يقرأ لفظة (( قاطبة )) فانه قطعاً وبدون أدنى شكٌ فأنه سوف يفهم الشمول والعموم ، لكل من أنطبق وسينطبقُ عليه عنوان بني أمية وانتسب إليهم ، لا فرق بين أي منهم ، فهم كلهم مشمولين باللعن الوارد في فقرة الزيارة سابقا واليوم والى أن تقوم الساعةِ،
تلك اللعنة التي شملت ايضا ال مروان وال زياد لا بل انه شمل كل من أسس وساند وشارك وسكت على الظلم الذي لحق بحق الرسول ص واله وبٱل بيت الرسول عليهم السلام على طول التاريخ والى أن تقوم الساعة ، …
اليوم مازال الموالين لنهج محمد وٱل محمد الصحيح ما زالوا يُذبّحون ويُسبون ويُهجرون ويُحاربون من قبل احفاد بني أمية عليهم لعائن الله وملائكتهِ ورسله، بل أن هذه الماسي سوف تبقى الى الظهور الشريف لصاحب الامر والزمان عج ، والذي سيصادف يوم غدا ذكرى ولادة الميموًنةٍ والذي به سيملأ الله الارض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً ، وعلى يدية يتم الانتقام من كل من كان له دور في مأساة اجدادة واباءه ومواليه عليهم السلام .
فيا سيدي ويا مولاي نحن سلم لمن سالمكم وعدو لمن عاداكم وعادا مواليكم وشيعتكم والسلام عليكم يوم اُستشهدتم ويوم مُتم انتم ومواليكم وشيعتكم ويوم تبعثون حيا ، فنحن على العهد باقون ما دامت السماوات والارض وسيعلم الذين ظلموا محمد وال محمد اي منقلب ينقلبون والعاقبه للمتقين.