الإمام الحاضر غير الغائب إمام العالمين..!
هشام عبد القادر ||
الحق غير غائب ورحمة الله الواسعة ليست غائبة وإمام العالمين حجة الله في الوجود ليس غائب.
نحن الغائبين عن معرفة انفسنا أولا وضميرنا المستتر تقديره هو.
غائبين عن أنفسنا الملهمة الزكية البصيرة المطمئنة.
غائبين عن السعي نحو الكمال وتجسيد صفات الله واسماءه الحسنى في أنفسنا.
غائبين عن وحدتنا وتراحمنا وحبنا وثقتنا الكاملة بالحق.
نحن غائبين عن معرفة آية الولاية وهي العصمة والكمال والتمام لن تكون إلا لله ورسوله والمؤمنين خط واحد نور كامل متصل بابه حجج الله الكاملة من عندهم علم الكتاب علم الأولين والأخرين وحق التصرف والتشريع.
نحن غائبين عن معرفة الأولى والأخرى.
غائبين عن معرفة الروح الفاتحة والخاتمة.
غائبين عن معرفة الرحمة الواسعة الشاملة الكاملة الوسيلة.
غائبين عن بيت النبوة والدخول من أبواب رحمة الله.
سلكنا مذاهب وأحزاب وطوائف ومدحنا رؤساء وحكام ليسوا حجج الله وليس لهم نص تشريع من الله.
نحن غائبين عن معرفة دولة الباطن في أنفسنا ولم تعكس دولة الباطن على دولة الظاهر في أنفسنا.
وعاء قلوبنا لم يفيض بالنور.
مشكاة قلوبنا مكنونها مخزون مكنون في ذات أنفسنا لم نصل إلية بالسعي في انفسنا.
لم نرتقي ونعرج من قلوبنا نحو سموات العقل لنعرف كرسي الملك وسدرة منتهى حقيقتنا إلى من نصل ونرجع ونسكن ونبقى ونحيى حياة ابدية.
لم نشهد ونشاهد لإننا لم نبدأ بالشريعة في أنفسنا ولم نسلك الطريقة ولم نشرب ماء غدقا علم صافي يسقي شجرة قلوبنا.
لم نغرس شجرة المودة في قلوبنا في أرض قلوبنا ونسقيها بالوصل والشوق لنقطف ثمرات جهدنا..
لم نجاهد في انفسنا لنعرف سبل شجرة القلب التي تصعد نحو سموات العقل.
لم ننفي عن وجودنا كل شبهة وكل المياة الملوثة التي تسبب تلويث شجرة النخل ذات الاكمام ولم نهز جذع النخل الطالعة الباهرة لنتناول ثمار طيبة.
لم يولد في كعبة قلوبنا سر السر.
الفطرة السليمة بسبب انحنائنا لغير الحق.
سجود السجود بمسجد فطرة القلوب تكريما لروح الكمال أصل الوجود لم نعرف الغاية.
لم نقرع ابواب سموات العقل ولم ننفي كل الاشياء عنا ليكون في قلوبنا نقطة الأحدية الواحدية.
لم نبدأ بالاعداد ونصل إلى رقم تسعة ونعرف كواكب ابصارنا حول من تدور.
نحن لم نطوف حول حجة الله. ولم نناديه ولم نناجيه.
ولم نشكي إليه.
بل نناشد امم خالية.
نناشد حكام ظالمة.
ندور حول افلاك مذاهب وطوائف مخترعة.
لم نصل إلى الأصل بالأصل.
لم نعرف تذوق الشجرة الطيبة لننبت في قلوبنا اشجار طيبة.
لم نصعد سفينة الإصلاح والتغيير في أنفسنا ونعرف الرياح الروحية التي تسوقنا إلى الشجرة الكاملة.
لم نوقد في قلوبنا حرارة تهوي إلى الزيارة الجامعة.
لم نذبح هواء انفسنا ولم نخلع نعلي هوانا.
لم نكسر اصنام الشرك في أنفسنا.
عبدنا هوانا وعبدنا المادة ولم نعرف الروح.
عبدنا الهوى وسلكنا الصفات السلبية.
ونقول غاب عنا حجة الله. وعروة الله الوثقى وحبل الله وكتاب الله.
إذا نحن الغائبين وليس هو غائب.
هو الضمير المستتر تقديره هو باب الوصل والحقيقة. باب المعراج إلى سدرة منتهى البقاء وحقيقة الحقائق.
ارتقبوا انتظروا لم نصدق تلك الكلمات. لم نؤمن بوعد الله حق الإيمان إني أعلم ما لا تعلمون.
لم نعرف معنى الفتح الأعظم.
لم ننصره في أنفسنا.
ونقول حطة.
لم نحط في قلوبنا الاسماء التي سماها الله.
لم ننقش بقلم العقل على لوح القلب كلمة التوحيد الأعظم.
لم نطوف حولها.
لم نعرج إلى سدرة المنتهى ونكون قاب قوسين من الفاتحة للوجود.
لم نحاكي من هو اقرب من حبل الوريد..
لم نعرف الذبح العظيم.
إنه مذبوح فينا.
وفي أنفسنا لأجلنا.
لذالك نقول الحق هو الحق لن يغيب غبنا عن من هو اولى بنا من أنفسنا.
يرونه بعيدا ونراه قريبا
والحمد لله رب العالمين