الثلاثاء - 25 مارس 2025
منذ شهر واحد
الثلاثاء - 25 مارس 2025

أمين السكافي ـ صيدا ـ لبنان ||

هذه المقولة الرائعة هي للإمام المغيب السيد موسى الصدر هذه الأيقونة العملاقة التي تركت إنعطافة تاريخية لطائفة بأكملها ،

وإذا أردنا أن نسمي واضع حجر الأساس للمقاومة فلا بد أن نتوقف عند هذا المعمم المبارك، الذي جاء كهبة إلهية لإيقاظ طائفة بأكملها من سباتها العميق وإخراجها من نير الإقطاع والإستعباد ،لتتحول بعد فترة إلى واحدة من أهم الطوائف ليس في لبنان فقط بل ليكون لها رأي في كل ما يحصل في المنطقة .

لقد أحسن السيد عبد الحسين شرف الدين وذلك بتوجيه إلهي غير مباشر حينما أختار الأمام المغيب ليخلفه كرجل الدين الأول في جبل عامل، هذا الفتى اللبناني الأصل الإيراني المولد و النجفي الثقافة حينما هبطت الطائرة التي كان يستقلها في مطار بيروت لم يكن الصدر ليعلم حجم التحديات التي تنتظره ،

وهي كثيرة على شخص قادم من بلاد أخرى ومنها توزع الطائفة بين فلاحين مستعبدين لدى العائلات الإقطاعية وقتها وبين شباب إختاروا الأحزاب اليسارية هربا من الظلم الذي كان يحيق بأهلهم وبعضهم ممن إلتحق بما كان يدعى وقتها بالفدائيين سعيا لدعم مسيرة تحرير الأراضي المحتلة.

كانت الوظائف في الدولة أو خارجها في أسفل السلم الوظيفي للطائفة الشيعية ،وكانت الهجرة إلى ما أصطلح على تسميته بضاحية بيروت الجنوبية تجري على قدم وساق إما هربا من الإعتداءات الإسرائيلية التي كانت الخبز اليومي للجنوبيين، أو سعيا وراء لقمة العيش وليتكون ما سمي وقتها بحزام البؤس في محيط بيروت ،رو لتتحول مع تلامذة الصدر لاحقا وبجدارة إلى عاصمة المقاومة في المنطقة ولتزف الشهيد تلو الشهيد على مذبح التحرير والمقاومة .

طبعا كان هنالك جزء من الشباب إتخذوا طريقهم للهجرة ما بين أفريقيا وأميركا اللاتينية وبعضهم إلى أميركا وأستراليا هذا ما كان عليه وضع الطائفة التي كلف الصدر بها، وكانت التحديات كبيرة ولكنه كان أكبر من التحدي كان لا يهدأ في حركة دائمة لا يكل ولا يمل ،

كان يصل الليل بالنهار في حركة مكوكية إن في الداخل اللبناني أو خارجه كانت حرب الإقطاعيين مفتوحة عليه، ولكنه بقي شامخا طويل البال ساعيا لتحصل طائفته على حقوقها المسلوبة ،

كان أعداءه ثلاثة رفع الغبن والحرمان عن طائفته والعداء للكيان وموقفه الذي كان ضد الحرب الأهلية في لبنان .

كان لديه جاذبية خاصة من طلته لكلامه لتصرفاته، أسس أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) بالتعاون مع الشهيد مصطفى شمران لتكون نواة، ينطلق منها لقتال العدو الإسرائيلي ولردع عدوانه المستمر على جنوب لبنان ،

في هذا الوقت كان هنالك طفل يبلغ العاشرة من العمر يتأمل لفترات صورة الإمام الصدر المعلقة في دكان والده ،في حي من أفقر أحياء بيروت يسمى الشرشبوك ويتمنى لو تمنحه الأيام أن يسير على خطى هذا القائد، متخذا إياه مثلا أعلى له ومن تدابير المولى أنه في الوقت الذي غيب به الإمام قسرا كانت حكاية جديدة أرادها الله لفتى يدعى حسن نصرالله،

سيتحول إلى قائد آخذا بيد طائفته في طرق المجد والعلا من إنتصار لإنتصار حتى إرتقى شهيدا ،بعد أن وضع حزبه في مصاف الدول التي لها الحق في أن تقرر مسار ومصير المنطقة ،وأعطى وطنه لبنان عزا وفخرا على سائر العرب والمسلمين بأنه هو وحزبه من قهر وأذل الجيش الذي لا يقهر ،

ولكن هذا قدر العظماء أن يغيبوا في ذروة المجد ولكن من يعلم أي فتى يهيئه الله أو هيئه ليستلم الراية وليلتحق بركب الأبطال العظام الذين سبقوه فالأرض وهذا أمر الله لا تخلو من حجة أبدا،

ومن هيأ لها السيد عبد الحسين شرف الدين وبعده الإمام المغيب وبعده القائد الفذ الشهيد فلا بد أن هنالك في مكان ما بطل ينتظر دوره ليأخذ دوره على مسرح الحياة وفي ساحة المواجهة والبطولة والمجد وليحيط طائفته بعناية الله وبعدها عنايته .