الثلاثاء - 25 مارس 2025
منذ 3 أسابيع
الثلاثاء - 25 مارس 2025

الخبير بالشأن الأمني والسياسي طه حسن الأركوازي ||

اليوم وبناءاً على المُتغيرات التي تُحيط بنا أصبح لزاماً على الطبقة السياسية والحكومة ان تكثف جهودها من أجل الإسراع بتنفيذ إصلاحات سياسية حقيقية ، مع توحيد وحدة الصف والكلمة لإنقاذ البلاد من المخاطر التي يوماً بعد يوم بدأت تقترب .
العراق يمر اليوم بمرحلة معقدة من التغيرات السياسية ، الاقتصادية ، الأمنية ، وكُلها تترابط بشكل مباشر مع المتغيرات الإقليمية والدولية ، فوفقاً للمعطيات الجديدة ، فأن هناك عدة سيناريوهات يمكن أن تواجه البلاد في المستقبل القريب :

1- الأستقرار السياسي المشروط :
هناك محاولات لترسيخ حكومة قوية ، وتحقيق توافق سياسي ، لكن أستمرار الخلافات بين القوى السياسية قد يؤثر على هذا المسار ، فالعلاقة بين بغداد وأربيل لا تزال تشكل تحدياً رئيسياً ، خاصة فيما يتعلق بملفات ( النفط والموازنة ) .

2- الوضع الأمني والمخاطر المحتملة :
رغم التحسن الملحوظ للأوضاع الأمنية مقارنة بالسنوات السابقة ، إلا أن خطر الإرهاب ما زال قائماً ، مع تلويح أمريكا بهذه الورقة خير دليل على ذلك مع أحتمالية ظهور جماعات مسلحة جديدة ، بالإضافة الى التوتر بين الفصائل المسلحة والوجود العسكري الأمريكي قد يؤدي إلى تصعيد عسكري مفاجئ ، وهذا يعني وجود خطر حقيقي يُحيط بالبلاد .

3- التحديات الاقتصادية :
إصرار الحكومات المُتعاقبة على أتباع ذات السياسة الريعية البائسة للنفط مع تذبذب الأسعار في السوق ، بموجب ذلك قد تواجه البلاد أزمة مالية حقيقية وصعبه تُهدد الحياة اليومية للمواطن ، وبالتحديد شريحة ( الموظفين والمتقاعدين ) وهم الشريحة الأكبر بالعراق ، فكان الأجدر بتلك الحكومات التي تعاقبت على حكُم البلاد العمل على تنويع الموارد وتطوير قطاعات النفط ، والصناعة ، والزراعة ، والتجارة ، والسياحة بشقية ( الديني و التراثي ) مما يدعم الموازنة العامه للبلاد ، لگن بغياب الإراده الحقيقية ، وغياب رؤية بناء دولة ، وأستراتيجية وبرامج حكومية واضحة ومدروسه ، وبوجود ( المحاصصة ) وتفشي الفساد المالي والإداري كُل هذه الأمور قد أعاقت التقدم والتطور والنمو على كافة الأصعده .

4- العلاقات الخارجية والتأثيرات الإقليمية :
يسعى العراق للحفاظ على أتباع سياسة متوازنة بين المحاور الإقليمية والدولية ، لكنه في ذات الوقت يواجه ضغوطاً أقليمية ودولية تعمل على أنجراره لمحور على حساب المحاور الأخرى .

نحن أمام تحديات كبيرة لكن الحكومة الحالية تمتلك مجموعة من المقومات وفرص للنهوض إذا ما أستطاعت حكومة السيد محمد شياع السوداني إدارتها بحكمة وعقلانية عبر تحقيق توازن داخلي وخارجي سيضمن ذلك أستقرار البلاد ونموه الاقتصادي وتطوره ، مع قناعتنا بقُدرته وحكمته وحُسن إدارته والدلائل تُشير الى ذلك ، فكُل الوزارات التي أدارها نجح ونال رضى الجميع وقبلها الشارع العراقي ، حيثُ لم يُسجل بحقة أي مؤشر سوء إدارة أو فساد ضمن القائمه الطويله للفساد …!