ما حصل اليوم في سوريا مؤجل منذ 14 عام..!
عبد محمد حسين الصافي ||
ما يحصل اليوم من مذابح للعلويين في سوريا، كان مؤكد الحصول قبل ١٤ عاما عندما انطلق المشروع الامريكي الخليجي التركي في صناعة الإرهاب وتأهيله ودعمه الواسع (اعلاميا وسياسيا ولوجستيا وماليا)،
حتى بلغ الدعم حدا أن تُطرد سوريا من الجامعة العربية، وأن تتولى كل من السعودية والإمارات وقطر إنشاء صندوق دعم إبتدأب٢٠٠ مليار دولار وقابل للزيادة..
تدخلت ايران وحز ب الله والفصائل العراقية وخاضت حروبا ضارية للحيلولة دون سقوط سوريا في يد الإر هاب، ولمّا تفاقمت الأمور وتعقد الموقف، وكاد المخطط أن يحقق أهدافه، تكفّل حينها الشهيد سليماني بزيارة مفاجئة الى موسكو وعقد اجتماع طارئ مع بوتين لإقناعه بخطورة الموقف وضرورة ان تتدخل روسيا للمساعدة في دحر المشروع الأمريكي التركي الخليجي، نجح سليماني في إقناع بوتين وتدخلت روسيا، ورجحت كفة التحالف الأيراني الروسي..
لتحوّل بعدها أمريكا وحلفاؤها منهجها، وتستبدل إسلوب الحرب المباشرة الى إسلوب آخر يبدو بطيئا في الوصول الى الأهداف الى انه مضمون النتائج،
الا وهو الحرب الإقتصادية القاسية وفرض الحصار المطبق وضرب العملة السورية، مما انتج إفقارا مدمرا، أتى على صبر وتحمل السوريين فإبتلعه، وأطاح بالمعنويات وعبّد الطريق سالكا ليعود المشروع ذاته لتحقيق أهدافه بسلاسة وأريحية إستثنائية، أطاحت ببشار وأتت بالجولاني..
بمعنى؛
إن المتغير الحاد الذي حصل، ليس بالضرورة مرتبط بأحداث ٧ إكتوبر وتداعياتها، بقدر إرتباطه بتداعي بُنى الدولة وإنهيار معنويات الفرد السوري.
على هامش هذا التداعي، وأحداث الساحل السوري في الأربع وعشرين ساعة الماضية، وحما مات الد م المخطط لها وذات الأسباب المفتعلة، نضع هذا التساؤل أمام الذين صبوا جام عتبهم وربما غضبهم على إيران متهمينها بالتقصير،
نقول ألستم أنتم من كنتم تظهرون إحتجاجكم على إيران يوم كانت تقاتل في سوريا، بدعوى “التدخل في شؤون الدول وخلق المحاور وتأزيم أوضاع المنطقة من أجل مصالحها القومية”؟!!!