الحشد الشعبي قوة عراقية وطنية شاء من شاء وأبى من أبى .!
الخبير بالشأن الأمني والسياسي ( طه حسن الأركوازي ||
رغم أني ليبرالي علماني ، وأحمد الله بأني لا أنتمي لا لحزب ولا لأي جهة سوى أنتمائي الوحيد (( للعراق )) ، لكن هُناك حقائق على الأنسان الحُر والوطني عدم نُكرانها ، أو أغفالها فواحده من هذه الحقائق هي ( الحشد الشعبي ) ، وما قدمه هذا الحشد المقُدس للعراق في وقت تخلى عنهم كُل العالم بأستثناء الأوفياء الصادقين من الأصدقاء ، ولا ينكُر ذلك إلا حاقدٌ ولئيم .؟
يُعد الحشد الشعبي وإحده من التشكيلات القتالية الوطنية ، وهي قوات نظامية ، وجزء من المؤسسة الأمنية العراقية ، حيث تشكلت في منتصف حزيران من عام 2014 ، في أعقاب أحتلال تنظيم داعش الأرهابي لمساحات واسعة من أرض العراق ، تأسس الحشد الشعبي بناءاً على فتوى صدرت من المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني ( دام ظله ) ،
وقد عُرفت بأسم (( فتوى الجهاد الكفائي )) أستجابةً لتحديات أمنية وسياسية خطيرة هددت العراق في تلك الفترة السوداء من تأريخة ، بعد أن تكالبت عليه قوى الظلام والحاقدين .؟
كان للحشد الشعبي دوراً حاسماً في مواجهة تنظيم داعش الأرهابي ، حيث كان في طليعة القوات الأمنية التي شاركت في تحرير كامل الأرض وقد قدم قوافل من الشهداء فداءاً لتراب هذا الوطن وقد أختلطت دمائهم بدماء أخوانهم بالمؤسسات الأمنية أخرى ، وكان في مقدمة هذه الكوكبة قادة النصر ( قدس ) ، فبهذه الدماء الطاهره قد عززت مكانتهم گقوة وطنية ذات تأثير كبير .
يتكون الحشد الشعبي من قُرابت ال ( 67 ) فصيل ، بالإضافة الى متطوعين من مُختلف أطياف المجتمع العراقي ، مما جعلها قوة عسكرية ذات طابع وطني ، ولاحقاً تم إضفاء الطابع الشرعي والقانوني عليه بموجب تشريع قانونه الذي صدر عن البرلمان العراقي عام 2016 ، حيث أصبح جزءاً لا يتجزء من المنظومة الأمنية العراقية ، وتأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة ويسري عليها ما يسري على باقي المؤسسات الأمنية .
بعد أنتهاء المعارك وتحرير كامل الأرض العراقية من تنظيم داعش الأرهابي ، تحول دور الحشد الشعبي إلى قوة مُسانده ومُرابطة على طول الشريط الحدودي للعراق مع باقي القطعات الأمنية ، ومازال يُشارك في جهود إعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق المحررة ، كما ويُساهم في عمليات الإغاثة الإنسانية وإعادة إعمار المناطق التي دمرها الأرهاب الداعشي الأعمى ، مما يعكس تحوله من قوة قتالية إلى مؤسسة خدمية ذات أدوار متعددة .
التحديات التي تواجه الحشد الشعبي .. رغم الإنجازات التي حققها على الأرض ، لكنه يواجه تحديات داخلية وخارجية منها تلك الحملات المُمنهجة للإساءة والتشوية ، متناسين حجم التضحيات التي قدمته هذه المؤسسة الوطنية في سبيل أخوانهم في الدين والوطن أو كما وصفهم علمائنا ( أنفسنا ) ،
بالإضافة الى حجم الضغوطات السياسية عِبر دعوات لحلّه أو دمجه في القوات المسلحة والتي صدرت عن بعض الأصوات النشاز من المحسوبين على السياسة أو تلك القنوات الصفراء بمشاركة بعض الأقلام المأجوره مدفوعة الثمن من المؤدلجين والطائفيين والحاقدين ، لكن الحشدُ باقٍ شاء من شاء وأبى من أبى .؟
تتعرض وحدات من الحشد المُرابطة على طول الشريط الحدودي بين الحين والآخر لضربات عسكرية معادية بهدف إضعاف وتحييد من قوة هذه المؤسسة الوطنية والأدوار الذي تَضطلع به .
أيام صعبة عاشها العراقيين في مطلع شهر حزيران من عام 2014 الماضي عندما أحتلت عصابات داعش الارهابية مساحات واسعة من أرض العراق منها ( الموصل وصلاح الدين والأنبار وأجزاء من كركوك والطرق الخارجية الرابطة بين شمال وغرب البلاد ) ، بالتزامن مع حرب نفسية وإعلامية قذرة شنتها جهات داعمة ومُحركة لهذا التنظيم الأرهابي المتطرف ، فما إن جاءت فتوى الجهاد الكفائي حتى هبّ الملايين من العراقيين مُلبين نداء المرجعية الرشيدة للدفاع عن أرض وسيادة العراق ،
لگن أگثر ما يحز في نفوس العراقيين ، وأثار في قلوبهم الآلم تلك الهجمة الشرسة التي أستهدفت هذه المؤسسة التي أفشلت المخطط الارهابي الخطير ، لكن إرادة الله كانت أكبر من كُل قوى الظلام ، فرغُم أنوف الحاقدين والطائفيين سيظل الحشد الشعبي قوة عراقية حاضره للدفاع عن الأرض والمقدسات متى ما أقتضت الضروره لذلك .؟
لقد أثبت الحشد وبلدليل أن قُدراته القتالية وفاعليته بالدفاع عن البلاد في أصعب الظروف هو المعيار الحقيقي لوطنيتهم وولائهم لبلدهم ، ومع أستمرار التحديات الأمنية والسياسية ، يبقى دوره محورياً في الحفاظ على النظام السياسي وعلى أمن وسيادة البلاد ، فهو بحق صمام أمان العراق ونظامه السياسي من أي مخاطر مُحتملة ، وقطعاً لا خوف على العراق بوجودهم …!