بالنسبة لبكرا شوا ؟.. (٣) (لبنان)..!
أمين السكافي ـ صيدا ||
لبنان نعم إنه لبنان مجددا هذا البلد الصغير بمساحته الكبير بتعقيداته ومشاكله وإرتباطاته الخارجية، التي تتوزع من أقصى اليمين حتى أقاصي اليسار وما بينهما، حقا أنه من أغرب البلدان التي كلما حاولت فهمه فإن الضياع سيفتك بقدرتك على الفهم والتحليل ،
فأصلا اللبناني نفسه لا يعرف ماذا يريد ولذلك فهو في أغلب الأحيان يترك للخارج أن يقرر له أسلوب حياته السياسية والإقتصادية، وهكذا يكون قد خرج من دائرة المسؤولية عن القرارات المتخذة .
لم يعد خافيا على أحد بأن الأوراق قد أختلطت من بعد طوفان الأقصى، والذي أدخل بتبعاته عدة عوامل مؤثرة على المنطقة وخاصة فلسطين وسوريا وبالطبع لبنان ،كلنا كان يعلم بإن إنتخاب عون لرئاسة الجمهورية هو مطلب أميركي سعودي و من يدور في هذا الفلك من بلدان المنطقة،
فإسم جوزيف عون طرح كأحد شروط وقف إطلاق النار كرئيس للجمهورية ،وهو لم يخفي هذا وبالطبع من طرحوه أيضا لم يخفوا تمسكهم به وبصراحة نحن لا نعرف عنه الكثير كقائد للجيش ،فقد كان بعيدا عن السياسة أما الآن فقد أصبح التعرف عليه أسهل من خلال مواقفه وتصريحاته، وكيف سيتعامل مع الملفات الحساسة المطروحة على طاولة النقاش .
أما بالنسبة للقاضي نواف سلام فقد هبط إسمه كوحي دنيوي من عاصمة القرار وهي الرياض ،وقد تم الإلتزام به والسير بتسميته وبعدها ليؤلف حكومة تستحوذ على ثقة المجلس النيابي وهو سابقا كان أحد الأسماء التي يتم التداول بها عادة ولكن للمزايدة فقط أما الآن فطرحه كان جديا ،
ولذلك إستتبت له الأمور لا أعلم لما يخالجني هذا الشعور بأننا أمام توأم للرئيس السنيورة ،ولكن تم تجديده ليناسب العصر الذي نتواجد به وكما أن معلوماتنا عن رئيس الجمهورية نادرة فمعلوماتنا عن رئيس وزرائه أيضا نادرة، ولكن لكي يكون قاضيا في المحكمة الدولية فبالطبع يجب أن يكون من الأسماء المرضي عنها غربيا
وقد بدأنا بالتعرف عليه وعلى طريقته في معالجة المسائل السياسية .
للحقيقة وكمواطن لبناني أنتمي لفكر المقاومة التي يحرر الأرض المحتلة ويرفع الغبن والظلم عن المستضعفين ويردع العدوان عن شعوبنا المضطهدة، فأنا لست مرتاحا لإنتخاب الرئيسين لأنني لا أعرف مدى المونة الأميركية والخليجية عليهما وما هي نظرتهم وكيف سيعالجوا الخروقات والإغتيالات والإحتلال لجزء من أرض الجنوب اللبناني ،وما ستكون أوامرهم للجيش في حال خرق العدو السيادة هل ستكون بالتصدي له أم سنعود لنغمة قوة لبنان في ضعفه،
وكيف سيستفيدون من ورقة رابحة بيد لبنان وهي المقاومة وسلاحها وتراكم خبراتها هل سيستعملوها للضغط على العدو كما فعل الرئيس لحود عند ترسيم ٢٠٠٠ ،أم سيسعوا للتخلص منها لراحة بال العدو من هذا الخنجر الحاد المغروز في خاصرته . مع عدم إطمئناني للحكم الذي ولد بعد عدوان العدو على لبنان طيلة شهرين وتم إسقاطه ليأخذ موقعه في التركيبة السياسية اللبنانية ،وخشيتي أن يكون وراء الأكمة ما ورائها وأن مجيئهم له أهداف معلنة وأخرى مستترة فهن
ا ما نستطيعه أن نبقى وراء القيادة للثنائي الوطني، فهم عندما أعطوا الصوت أولا لرئيس الجمهورية وبعدها الثقة للحكومة فمن المفروض أنهم يعلمون ما يفعلون، وأن خطواتهم السياسية موزونة بميزان الصائغ وأن هواجسنا من ضمن حساباتهم ويأخذونها بعين الإعتبار ،الظن عندي أنهم يمشون بحذر مع الحكم في طريق السياسة ومراقبته في نفس الوقت علنا نصل لبر الأمان أو نصل لا قدر الله لقلب الطاولة على الجميع . هنالك موضوع آخر ليس على جانب من الأهمية ولذلك لم أرد أن أكتب عنه مقالة وسأكتفي بهذا المقطع الملحق،
وهو له علاقة بحزبي الكتائب والقوات وبضعة شخصيات ولدت مسيرتها السياسية في غفلة من الزمن كأشرف ريفي وأشباهه، وهم رغم أنهم أقزام أمام عمالقة المقاومة وشهدائها فإن شغلهم الشاغل التشويش على المقاومة والسعي بغباء للنيل من رموزها وسلاحها، ولا يخفى على أحد تعاملهم المباشر والغير مباشر مع أميركا والخليج والكيان ،
الذي بدأ التعامل معه من قبل حزب الكتائب منذ العام ١٩٥١ عندما طلبت الكتائب مساعدة مالية تحضيرا للإنتخابات النيابية، فقدم لهم وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه شاريت مبلغ 3000$واليوم وبعد ٧٥ عاما لا أظن أن الإتصالات إنقطعت ولذلك وبناء عليه سأقول لهم ما قالته زينب الحوراء في مجلس يزيد ،
وهذا عليهم لكثير كد كيدك وأجهد جهدك فإنك لا تدرك أمدنا ولا تبلغ غايتنا ولا تمحو ذكرنا وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد وبالله المستعان .