بعيداً عن السياسة.. الوطن والمواطن..!
قاسم الغراوي ||كاتب وصحفي || مركز انكيدو للدراسات
الخبز معجون بالسياسة ، والزيت مطبوخ بالسياسة ، والحروب مرتبطة بالسياسة ، والجوع له علاقة بالسياسة ، والظلم تابع للسياسة ، والاقتصاد ذراع السياسة ، وكل ماحولنا حتى القصائد التي نكتبها هي من قهر السياسة .
عذرا فانا انام واستيقظ يوميا على اخبار السياسة ، زيادة الاسعار وطوابير الناس باالانتظار للحصول على مبتغاهم مرتبط بالسياسة ، والكهرباء والماء والنفط ، وراحة وسعادة الشعوب وقهرها له علاقة بالسياسة .
الخوف والامن والاستقرار وسعر الدولار وقيمة ماموجود في البلاد تتحكم فيها السياسة . الحرب والسلام والاعمار والدمار مرتبط بقرار السياسة .
سيداتي آنساتي سادتي ؛ هل في ذهنكم شيء ما نسيته لم يرتبط من قريب او بعيد في حياتنا بالسياسة ، وهل تتفقون معي ان هجرة عقولنا الى الخارج هي بفعل السياسة وانتم هناك في المهجر اينما كنتم تركتم البلاد بفعل انتكاسات السياسة في بلدانكم ، نعم ؛
حينما تمتلك الدول الثروات وتحافظ عليها وتحاول ان تسعد شعبها مرتبط بسياسة ذلك البلد المتزنة ، وحينما تخطط الدول وتدير عجلة الاقتصاد بنهج صحيح ومدروس يحتاج الى سياسة ، وعندما تمتلك الدول قرارا خاطئا وتشن حرباً فان ذلك يرتبط بقرار رجال السياسة ، وحينما يموت الناس في البلاد بفعل الحروب هو بسبب اخطاء السياسة .
الزيت والخبز والطاقة وزيادة الاسعار والافلاس في البلاد والظلام والضياء هو بفعل عامل السياسة التي يتحكم فيه السياسي ويخطا ويصيب في سلطته السياسية .
في غالبية بلداننا العربية والاسلامية وماتمر به من ازمات وديون وتراجع وتبعية هو غياب التخطيط الاستراتيجي والادارة الصحيحة للبلاد ، وعدم هدر المال العام ومحاربة الفساد والنزاهة ، وتطبيق القانون والاهتمام بالتعليم وصحة المواطن كلها تصدر من رجل سياسي يقود البلاد لينهض بها او يدمرها .
غنية البلاد كانت سيهوي بها الى القاع ، او فقيرة يصعد بها للقمة رغم اختلاف الموارد وقلتها وانعدامها ولكم في دول صورة واضحة ناطقة .
وكل المواضيع التي اكتبها الان او مستقبلا بعيداً عن السياسة ولكنها للاسف تدور في فلك السياسة.
دمتم بسلام وبعيدا عن صداع السياسة .