الثلاثاء - 25 مارس 2025

التغيير بسوريا..اخطاء قادت الى( الدماء)..!

منذ أسبوعين
الثلاثاء - 25 مارس 2025

محمود الهاشمي ||

كنت قد كتبت مقالا نشرته على هذا المنبر اكدت فيه ان قرار التغيير في سوريا جاء(متعجلا ) بسبب قرب موعد استلام الرئيس الاميركي الجديد (ترامب)والخشية من خلط الاوراق على جهات عديدة ..

هذه (العجالة )تسببت في تكليف فصيل مسلح مصنف لدى جميع الدول بانه (ارهابي)
وانه لايملك خبرة في ادارة (دولة )ازماتها بحجم خارطتها وان كان زعيم هذا الفصيل قد
لبس ثوبا جديدا فان (هيئة احرار الشام تشكلت من اكثر من ١٦ فصيلا مسلحا وهؤلاء عقائدهم مختلفة وتوجهاتهم شتى )

كان واضحا ان الرجل (الشرع ) لم يتزود باسس بناء الدولة والقدرة على مواجهة التحديات الكبيرة التي تعاني منها سوريا ،

ويبدو انه عبر عن وجهة نظره وليس وجهة نظر (باني دولة ) حيث في اول ايام استلامه ادارة البلد صرح بما هو ات :-

١-(لسنا في عداء مع اسرائيل) وهذه جملة استفزت الشارع العربي والاسلامي والسوري بشكل خاص حيث ان ثقافته بالعداء لاسرائيل ونصرة المقاومة .

٢-(جئنا من اجل القضاء على النفوذ الايراني )متناسيا ان ايران دولة كبيرة ومؤثرة ولها عمق استراتيحي بالمنطقة وليس من الصلاح الاجهار بالخلاف معها .

٣-(لسنا من دعاة اللطم والعويل )وهذه الشعائر معلوم من يؤديها وهم (الشيعة )وهؤلاء ينتشرون في سوريا والعراق ولبنان وتركيا (اي الدول المحيطة بسوريا ) وهذا اعلان مباشر في العداء منها والتبروء من شعائرها وطقوسها وحتما ذلك يصنع له عداء مسبقا وخشية لدى الشيعة ان الرجل جاء بتعاليم (داعش)،او جاء للانتقام منهم .

٤-(جئنا للقضاء على نفوذ حزب الله )وهذا عداء معلن لفصيل مقاوم اسند المقاومة بغزة على مدى عام ،وضحى بالاعز من قياداته من اجل ذلك فماسر العداء المسبق له ،خاصة وان وجوده وانصاره جوار سوريا .

٥-الاعلان عن تاريخه التفصيلي بانه عمل مع المنظمات الارهابية بالعراق واعطى البيعة لكبار قادة الارهاب وانه تسنم مناصب عليا في عمله مع الارهاب ثم يعلن (ندمه )وهذا لايكفي لتبرئته امام العالم .

قد تكون هذه بعض التصريحات للرئيس الجديد لسوريا وحتما هناك اخرى ولكن دعنا نقف على الاداء العام للاشهر الاولى من ادارة السلطة ..

١-سمح لاسرائيل ان تجهز على اسلحة الجيش السوري وابقى دولته (بلااسنان )مما وفر فرصة كافية لاسرائيل ان تحتل مناطق جديدة دون رد يذكر .

٢-قام بحل الجيش السوري وتركهم دون رواتب ..ترى كيف سيسدون حاجات اسرهم ؟

٣-قام بطرد افراد المؤسسات الامنية

٤-قام بطرد ٦٠٪؜ من موظفي الدولة ..فكيف سيعيش هؤلاء ومامصير اسرهم ؟..

٥-الى الان لم تسلم رواتب للمتقاعدين ..

٦-التحشيد الطائفي اشعل الشارع السوري دون ثقافة تتحدث عن التعايش والبدء بصفحة جديدة .

٧-عدم اشراك ايا من الشخصيات السياسية (المعارضة )والتي حضرت المؤتمرات بالضد من الحكومة البائدة ..

٨-منح عناصر مسلحة احنبية مناصب ورتب عسكرية كبيرة وظهورهم بلباس افغاني وبتاريخ ارهابي معلوم افقد التغيير هويته وجعله كانه نسخة من (داعش).!

٩-استدعاء هذا العدد الكبير من الشعب السوري المهاجر بالعودة دون فرص عمل وسبل معيشة اشاع الفقر والتذمر .

١٠-لم تحل مشكلة الاكراد حيث حتى لو ارادت الحكومة الجديدة ان تمنح الاكراد اقليما وحكما ذاتيا فذلك خارج رضا تركيا لذا تزداد الازمة سوء ..

١١-التحشيد الطائفي ضد الشيعة اثار (الدروز )الذين هم يدينون للاسماعيلية والى الدولة الفاطمية (الشيعية )بمصر .

١٢-لم تستطع الحكومة ااجديدة ان تقدم هويتها المدنية كي تساعدها الدول الاخرى فمازالت امامهم ليس باكثر من (فصيل مسلح )

١٣-تصدي تركيا لحدث التغيير بسوريا وظهور وزير الخارحية التركي يتجول بالسيارة مع الجولاني اثار ازعاج الدول الاخرى فتركيا لها هويتها الاخوانية التي تزعج مصر والاردن والسعودية والامارات لذا صعّب المشهد اكثر بسوريا .

١٤-حين تحركت جهات شعرت بالخطر مثل المناطق العلوية او الدروز وحتى الاكراد وكذلك انضم لهم الجيش(المنحل )وافواج الفقراء لم يستطع امن الدولة معالجتها بمهنية بسبب تعدد عقائد رجال الامن وقلة عددهم فانخرطت معهم اعداد كبيرة من الشباب المعبأ طائفيا فاصبحت المواجهة (القتل على الهوية) وليس اشاعة الامن فاريقت الدماء.

١٦-لم توفر الحكومة الجديدة لنفسها غطاء اعلاميا بل تركوا (الحبل على الغارب) تتصادم الارادات وتتصاعد الاصوات الطائفية ..

1٧-عدم انسحام اسرائيل والولايات المتحدة مع التحول الجديد بسوريا صعّب على الدول الصديقة لامريكا بدعم الحكومة الجديدة .. باختصار ان ماحدث بسوريا سيخلق لنا ازمة بالمنطقة عموما ويدخلنا في اتون صراع طائفي عرقي وتدخلات خارجية
المستفيد منها اسرائيل بتحقيق حلمها بالتمدد اكثر فيما ليس هنالك بسوريا من تتحدث معه فهو بلد بلا مال ولا سلاح ولا هوية واذا كانت تركيا وراء الحدث فستكون الخاسر الاكبر لاسباب اسلفنا الكتابة عنها ..وستضطر تركيا لدخول جيوشها سوريا
وتضطر دول جوار سوريا مثل الاردن ان تتدخل بشكل او اخر

حفاظا على حدودها من الفوضى ،ومما يؤسف عليه ان حجم الادانات لدى العديد من الدول العربية لجرائم القتل على الهوية بسوريا (متواضع)مما سهل المزيد من اعمال القتل

ربما هي (الشماتة)، وان اجتماع (عمّان )لدول جوار سوريا الذي انهى وقائعه اليوم بحضور العراق لم يظهر منه ماينفع كثيرا لتعدد وجهات النظر اولا ولمحاولة تركيا ان تكون (الممثل الوحيد )للحكومة الانتقالية السورية الجديدة ،لكن الاعلام السعودي اليوم لمح الى ان النظام الجديد بسوريا جاء بوجهه الداعشي وليس بوجهه المدني بسبب احداث الساحل السوري ..

بصراحة الملف السوري يحتاج الى عقل رشيد وهذا غائب الان في بلداننا .