إِنَّكَ تَدْعُونِي فَأُوَلِّي عَنْكَ..!

✍📜 الشيخ الدكتور عبد الرضا البهادلي ||
١١/ ٣/ ٢٠٢٥

شرح دعاء الافتتاح…
الفقرة الثامنة …..

إِنَّكَ تَدْعُونِي فَأُوَلِّي عَنْكَ، وَتَتَحَبَّبُ إِلَيَّ فَأَتَبَغَّضُ إِلَيْكَ، وَتَتَوَدَّدُ إِلَيَّ فَلا أَقْبَلُ مِنْكَ، كَأَنَ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لِي وَالاِحْسانِ إِلَيَّ، وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَأرْحَمْ عَبْدَكَ الجاهِلَ، وَجُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ إِحْسانِكَ إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ.؟

نحن امام مقطع من دعاء الافتتاح يجب على الانسان المؤمن عندما يقرأه يستحي ويطاطا رأسه خجلا من الله تعالى…..

📍١. “إِنَّكَ تَدْعُونِي فَأُوَلِّي عَنْكَ”
الله تعالى يدعو عباده إلى عبادته وطاعته والالتزام باحكامه وقوانينه لكن العباد كثيرا ما يهملون هذا النداء وينشغلون بالدنيا….

ولذلك يقول تعالى “وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ” أي أن الله يدعو عباده إلى الجنة، لكن البعض لا يستجيب …
في حياتنا الكثير من الناس يسمعون النداء إلى الصلاة وهم جيران المسجد لكنهم لا يستجيبون إلى الحضور والصلاة…

📍”وَتَتَحَبَّبُ إِلَيَّ فَأَتَبَغَّضُ إِلَيْكَ”
الله يحبب نفسه إلينا بالنعم ، مثل الصحة، الرزق، الأمن، الاولاد ، وغيرها من النعم ،وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها، ولكن العبد يرد ذلك بالذنوب والمعاصي بل ويستخدم نعم الله تعالى في معاصي الله بدل شكرها ،ولذلك فكانه يعادي الله خالقه ….

📍”فَلَمْ يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لِي وَالاِحْسَانِ إِلَيَّ”
رغم كل تقصير العبد ومعصيته وذنوبه واستخدام نعم الله تعالى في معصيته ، فإن الله لا يمنع العبد من رزقه ولا نعمته، ولا يعامله بمثل أفعاله. لذلك نرى الكافر رغم جحود الله، إلا أن الله لا يمنع عنه الهواء والماء والطعام وهكذا الفاسق والظالم حتى آخر لحظة في حياتهم.

📍”فَأرْحَمْ عَبْدَكَ الجاهِلَ، وَجُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ إِحْسانِكَ إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ”.
بعض العباد يعترفون بجهلهم وضعفهم ولذلك يرجعون إلى الله تعالى ويطلبون من الله تعالى أن يعاملهم بكرمه وليس بعدله ولسان حالهم “رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.

🤲اللهم نبهنا من نومة الغافلين ، واجعلني مع عبادك الصالحين المخلصين العاملين بحق محمد وال محمد صلواتك عليهم اجمعين…