الثلاثاء - 25 مارس 2025
منذ أسبوعين
الثلاثاء - 25 مارس 2025

زمزم العمران ||

قال تعالى في كتابه الكريم : ( والذين آووا ونصروا اولئك هم المؤمنون حقا)

في اليوم العاشر من رمضان على مدار التاريخ، وقعت عدة أحداث مهمة أبرزها وفاة السيدة خديجة بنت خويلد عام 3 قبل الهجرة، وهي السيّدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وتلتقي مع زوجها الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) عند الجد الأكبر (قصي) ،

والدتها «فاطمة» بنت زائدة بن أصمّ بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر، كانت سيّدة جليلة مشهود لها بالفضل والبرّ.

كانت السيدة خديجة (رضوان الله عليها) في الجاهلية تسمى “الطاهرة”وسميت بالطاهرة لشدّة عفافها ، وتسمى سيدة نساء قريش، وقد أقامت مع رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) أربعاً وعشرين سنة وشهراً ، ولم يتزوّج عليها غيرها، إلاّ بعد أن توفيت (عليها السلام) ،

وانها من النساء المختارات عند الله تعالى ،فعن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الله اختار من النساء أربعاً: مريم وآسية وخديجة وفاطمة»

كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في حق زوجته خديجة بنت خويلد (رضوان الله عليها ): “رُزقتُ حبَّها” ، والحبُّ هو انجذاب قلب الحبيب بسبب كمالات في المحبوب، وهو انجذاب ينطلق من الفطرة التي أودعها الله في الإنسان تشدُّه نحو الكمال،

لذا عبّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حبّه للسيدة خديجة عليها السلام بقوله “رُزقت حبَّها” فما هي تلك الكمالات التي جذبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى خديجة الكبرى؟

مكانة السيدة خديجة عند الله تعالى
وردت أحاديث عديدة تبيّن مقام السيدة خديجة عند الله عز وجل منها:
ورد أنّه “نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسأله عن خديجة عليها السلام، فلم يجدها،

فقال: إذا جاءت فأخبرها أنَّ ربّها يقرئها السلام”وورد أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لابنته فاطمة عليها السلام يواسيها برحيل أمّها: “إنّ جبرئيل عليه السلام عهد إليّ أنّ بيت أمّك خديجة في الجنّة بين بيت مريم ابنة عمران، وبين بيت آسية امرأة فرعون، من لؤلؤ جوفاء، لا صخب فيه ولا نصب”

مكانة السيدة خديجة عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
كان النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يتحدث عن السيدة خديجة عليها السلام بافتخار أمام المسلمين، فقد ورد أنّه صلى الله عليه وآله وسلم قال في المسجد: “يا معشر الناس، ألا أدلّكم على خير الناس جدّاً وجدّة؟

قالوا: بلى يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: “الحسن والحسين عليهما السلام، فإنّ جدّهما محمد، وجدتهما خديجةُ بنت خويلد”.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يهتم بمن كان له علاقة بالسيدة خديجة عليها السلام، فقد ورد أنَّ عجوزاً دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فألطفها، فلما خرجت سألته عائشة من هذه؟

فأجاب صلى الله عليه وآله وسلم: “إنها كانت تأتينا زمن خديجة عليها السلام، وإنّ حسن العهد من الإيمان”.

مكانة السيدة خديجة عند أهل البيت عليهم السلام
كانت السيدة خديجة محلّ افتخارٍ للأئمة عليهم السلام في انتسابهم إليها، ففي كربلاء وقف الإمام الحسين عليه السلام يخاطب القوم:
“هل تعلمون أنَّ جدتي خديجة بنت خويلد أوَّلُ نساء هذه الأمة إسلاماً؟

وفي زيارتنا للإمام الحسين عليه السلام علّمنا أهل البيت عليهم السلام أن نسلم عليه قائلين: “السلام عليك يا بن خديجة الكبرى”

وأن نقول له: “أشهد أنّك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة”،
كما ورد في زيارة القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف عن الشيخ سعيد بن القسم بن روح: “تسلِّم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى أمير المؤمنين عليه السلام بعده، وعلى خديجة الكبرى عليها السلام وعلى فاطمة الزهراء عليها السلام وعلى الحسن والحسين عليهما السلام وعلى الأئمة عليهم السلام واحداً واحداً إلى صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف”.

من العوامل الأساسية التي ثبتت دعائم الإسلام هي أموال السيدة خديجة ، فمنذ اليوم الأوّل لزواجها المبارك من النبي صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله وقفت السيدة خديجة بجنب زوجها العظيم صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله موقف المدافع والمحامي ، فكانت مثالاً للزوجة المخلصة الصالحة ، والمرأة الرزينة العاقلة ،

لا توجد شبيهة لها في نساء النبي على الاطلاق حيث عقلها الكبير ، وشخصيتها العظيمة،الصفات إذا اجتمعت ـ وقلّما تجتمع ـ فانها تضفي على المرأة ألوانا من السمو والرفعة ، وفي مُجتمعٍ جاهليّ متحلّل من قيم الدين والمبادئ الإسلاميّة..كانت السّيدة خديجة تُلقَّب بـ”الطّاهرة”؛ لشدّةِ عفافِها ،لم يكنْ فساد البيئة يومًا عذرًا لارتكابِ الخطأ والانجراف تحت مُسمىٰ “الكُلُّ يفعلُه”.

ايها المسلمون احب أن اذكركم، قال رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) قام الاسلام بـ(مال خديجة)، وسيف علي بن أبي طالب) صدق رسول الله ايها المسلمون إن السيدة خديجة لها فضل علينا لولا ما وضعت كل أموالها في تصرّفه لنصرة الرسالة المحمديّة لما كنا مسلمون علينا أن نحزن بــ مصاب رسول الله ورحيل أم المؤمنين ،

وأعظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى وفاة السيدة الطاهرة أم المؤمنين خديجة الكبرى (عليها السلام).