سيدة العفاف في الجاهلية والاسلام..!
■ الشيخ محمد الربيعي ||
من الالقاب التي امتازت بها السيدة خديجة ( ع ) زوجة الرسول الخاتم محمد ( ص ) في عصر الجاهلية ، هو لقب ( العفيفة ) ….
ومن الملفت للنظر ان تلقب امرأة بهذا اللقب في ذلك الزمن ، حيث زمن الا حدود في الاقوال و الافعال ، في زمن تكون فيه المحرمات من المباحات ، وخصوصا انها امراة ذات شخصية ليست طبيعية بل من الشخصيات الخاصة التي كان يمكن لها ان تفعل كل شيء دون رادع او محاسب .
هذا العفاف الذي اشتهرت به لم يكن عفافا عاديا بل كان عفافا خاصة جدا بحيث جعل هو رمز لمدحها و صفة لمعرفة شخصيتها هو عفاف المادي و المعنوي في ذات الوقت….
معنى انك بالجاهلية و تكون عفيفا ، هذا يعكس على مجاهدتها ومقاومتها يعكس على رجحان عقلها ، وفطرتها السليمة التي تمتلكها ، والتي جعلت بها مدعمه ربانيا لتكون تلك المستقيمة السلوك التي تليق بخاتم الانبياء لتكون زوجة له .
محل الشاهد :
اذن كانت السيدة خديجة (رضوان الله عليها) في الجاهلية تسمى الطاهرة. وسميت بالطاهرة لشدّة عفافها. وتسمى سيدة نساء قريش. وكانت تكنى بأم هند. وقد أقامت مع رسول الله (ص) أربعاً وعشرين سنة وشهراً. ولم يتزوّج عليها غيرها، إلاّ بعد أن توفيت (عليها السلام).
وانها من النساء المختارات عند الله تعالى، فعن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الله اختار من النساء أربعاً: مريم وآسية وخديجة وفاطمة». وعن أبي سعيد الخدري: (إنّ رسول الله (ص) قال: إنّ جبرئيل (عليه السلام) قال لي ليلة اُسري بي حين رجعت وقلت: يا جبرئيل هل لك من حاجة؟
قال: حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومنّي السلام.
وحدّثنا عند ذلك أنّها قالت حين لقيها نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لها الذي قال جبرئيل، قالت: إنّ الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام وعلى جبرئيل السلام).
نعم قد امتدحها رسول الله بمواقف عدة حيث رويت عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أحاديث كثيرة في مناقب السيّدة خديجة عليها السلام، نسلّط الضوء على بعضاً منها:
۱. يا خديجة إنّ الله عزّوجلّ ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مرارا.
۲. والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدَّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس، ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس.
۳. خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله.
٤. خير نساء الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون).
٥. خديجة سبقت جميع نساء العالمين بالإيمان بالله وبرسوله.
٦. أحببتها من أعماق فؤادي.
۷. أحبّ من يحبّ خديجة.
۸. لم يرزقني الله زوجة أفضل من خديجة أبداً.
۹. لقد اصطفى الله عليّاً والحسن والحسين وحمزة وجعفر وفاطمة وخديجة على العالمين.
۱۰. وقال صلى الله عليه وآله يخاطب عائشة: لا تتحدّثي عنها هكذا، لقد كانت أوّل من آمن بي، لقد أنجبت لي وحُرِمتِ .
نحن في ختام ندعوا المؤمنات الثبات على الدين و العفة بالملبس و الاخلاق و الفكر و الثقافة وان شاب و انتشر معالم مخالفة للدين او اصبح سواد الامة الانحراف و الخروج عن جادة الدين ، فهنا يبرز الايمان يوم يبرز الكفر و الشرك و الظلال …..
عليكم الاقتداء بالام خديجة ( عليها السلام ) حيث التزم العفة يوم لاعفة اصلا ، بل التزمتها يوم كانت العفة شيء غريب ومستنكر ….
نوصيهم ان يكون اختيار شريك الحياة و الوقوف بجانبة مثلما اختارت الام خديجة ( عليها السلام ) حيث اختارت الدين والخلق النبيل وترك الطبقية ومفاخر الحياة الوقتية التي لن تدوم ومايدوم الا الخلق النبيل و الثبات على الدين ……
اللهم انصر الاسلام واهله
اللهم انصر العراق و شعبه