الثلاثاء - 25 مارس 2025
منذ أسبوعين
الثلاثاء - 25 مارس 2025

حمزة مصطفى ||


في الطريق الى مدينة النجف الأشرف لحضور حفل تكريم الدكتور عبد الحسين شعبان من قبل آل سميسم قرر الدكتور كاظم المقدادي أحد رفاق الرحلة التي تتكون أيضاً من ” الأستاذ زيد الحلي, الدكتور طه جزاع,

الأستاذ محمد خليل التميمي, وسائقنا الورد أبو إدريس” أن يهدينا كتابه الجديد الصادر حديثاً بقلم الدكتورة فاطمة سلومي تحت عنوان “كاظم المقدادي ..

إنشغالات الفكر في البحث عن المعنى”. ولأننا كنا نبحث عن أية طريقة لنزجي بها الوقت على أمل الوصول قبيل مدفع الإفطار الى مضيفينا والمحتفين بأبن مدينتهم البار الكاتب والمفكر والسياسي الدكتور عبد الحسين شعبان فقد إتخذ الدكتور طه جزاع قراراً بأن يصور الأهداءات التي كتبها لنا المقدادي جاعلاً منها خبراً نشره على صفحته بالفيس بوك.

ولأن الشمس التي كنا نغالبها بوصفنا صياماً كانت تختفي بين الغيوم الكثيفة التي كانت تزخ المزيد من المطر على الشارع المبلط الجميل الى النجف إكتشفنا عند وصولنا المدينة والى مضيف آل سميسم أن مستوى مشاهدات الخبر الذي نشره الدكتور طه على صفحته قد بلغ مئات المشاهدات.

حين وصلنا مدينة النجف كان تطبيق “ويز” دليلنا على مضيف مضيفينا حيث وصلنا قبيل مدفع الإفطار بنحو عشر دقائق لنجد أهالي النجف قد حضروا من كل الفئات والطبقات والمشارب حفل تكريم أحد أبرز أبناء مدينتهم الذين طبقت شهرتهم الآفاق علماً ومعرفة وفكراً وسياسة وإنشغالات في مختلف هموم الفكر والحياة.

تكريم شعبان الذي ربما هو من بين قلة من الكتاب والمفكرين العراقيين ممن نالهم التكريم شرقاً وغرباً نظراً لكثرة ما قدمه على مستويات الفكر والأبداع في مختلف الميادين فضلاً عن سعة إشتغالاته وتنوعها جاء من قبل أبناء مدينته عبر أحد الأسر النجفية العريقة أسرة آل سميسم,

الذين إستقبلونا بكل الحفاوة والتكريم المعروف عن أهالي هذه المدينة التي تفتخر بأن أرضها تضم مرقد أمير البلاغة والكلام والعدل والإنسانية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

كان الحفل يليق بالمكرم ومن هو قائم على التكريم نظراً للحضور الكثيف من كل أهالي النجف في قاعة كبيرة غصت بالمئات ممن جاءوا لحضور تكريم أحد قامات مدينتهم التي غادرها شاباً وعاد اليها مع عمر الثمانين وثمانين مؤلفاً ومئات الشهادات والإنشغالات والأوسمة والجوائز.

لا ينطبق على شعبان ماقاله عوف بن ملحم الخزاعي ” إن الثمانين وقد بلغتها .. قد احوجت سمعي الى ترجمان”. كما لاينطبق عليه ما قاله زهبر بن أبي سلمى الشاعر الجاهلي المعروف القائل ” سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش .. ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ”.

لا حاج زهير ولا صديقنا عوف الخزاعي .. قولوا غيرها .. ربما أنتما أحوجتكما الحياة الى ترجمان وحل بكما السأم. بالنسبة لمفكرنا الدكتور عبد الحسين شعبان بدأ تواً بعد الثمانين حياة عطاء وإبداع جديدة.

مقالي في جريدة ” الزوراء” الاربعاء