الثلاثاء - 25 مارس 2025
منذ أسبوعين
الثلاثاء - 25 مارس 2025

علي عنبر السعدي ||


مثل يضرب لمن يرون الواقع بشكل احادي الجانب ،في انه لايرى الشط (النهر ) بكل بساتينه و نخيله ومائه ، لأنه عينه عوراء من جانب النهر – فعلاً او مجازاً – لكنه يرى شجيرة الشوك في جانب عينه الاخرى ، اي يرى كل ماهو قبيح الاشواك ،لكنه يتجاهل جمال الانهر .

بعض المثقفين ،ينطبق عليهم المثل أعلاه ،فتطفح انسانيتهم للدفاع عما هو قبيح ونافر كالشوك ،ومن أمثلة ذلك ::

1- مثقفون من مرتبة مفكرين وفلاسفة واكاديميين بألقاب ثقيلة – حين أعلن موظف في ((العراقية)) بتغريدة فاقعة ، ان الجولاني انجز في عشرين يوماً ،ماعجز عنه العراق في عرشين سنة ،دافعوا بشراسة عن تصريح المذكور ،واعلنوا تضامنهم معه ، ودليلهم انه وحدّ القيادة ، وكأن صدام وكل الطغاة لم يفعلوها قبله .

2- قبل أيام ،وبعد مجازر الساحل السوري المروعة ، طفح في مواقع الفيسبوك ،عمال سوريون يشيدون بالجولاني وابداء تأييدهم لما فعله وشماتة بالضحايا ،مع المشاركة بتهديد العراقيين والسخرية من رموزهم وسلوكياتهم وعقائدهم .

3- عندها ظهرت ردود افعال لهذا الاستفزازالصارخ ،من سوريين يفترض انهم يبحثون عن رزقهم ،وعليهم احترام البلد ،كما يحصل في كل بلدان العالم .

4- طالب البعض بترحيلهم من قبل السلطات العراقية ،وقدموا أدلة على ما يقوم به بعض السوريين الوافدين للعمل من تأييدهم للارهاب – بل وتبين ان بعضهم كان فعلا من مقاتلي داعش –

5- تحركات قوات الامن العراقية لاعتقال البعض ممن توفرت الادلة على ما فعله (()) .

6- الى الان والامور طبيعية ، لكن فجأة ،نبزت اصوات مثقفين عراقيين منادين بالويل والثبور ،والنحلة والدبور : لاتتحركوا ضد الاخوة السوريين ،فهم لايشكلون خطراً ،والتحرك ضدهم أمر مستنكر ومدان ،وتهاطلت المنشورات الغارقة في الدفاع عن السوريين والادانة القاطعة للمطالبين بتنظيم اوضاعهم القانونية والزامهم باحترام خصوصيات البلد – كما يفعل غيرهم من العمال العرب كالمصريين والسودانيين واليمنيين –وغيرهم – من يثبت تأييده للإرهاب ،يتم ترحيله ،كما فعلت هولندا مع تلك السورية التي ظهرت وهي تطالب بقتل العلويين والقاء جثثهم في البحر ، فحكم عليها بالسجن سبعة اشهر وابعادها من البلاد – حسب مانشرته وكالات الانباء – .

تلك نماذج من ادعاءات واستعراضات ((المثقف )) العراقي ،التي تظهر في كل مناسبة .

() يذكر هنا مافعلته أمريكا في الحرب مع اليابان ،حيث وضعت كل الامريكيين من أصول يابانية ،داخل معسكرات خاصة بحراسة مشددة ،كاجراء احترازي .

– كما يذكر المظاهرات التي جرت في جرمانا ضد العراقيين قبل سقوط النظام بأسابيع ،لأنهم افسدوا الفتيات السوريات – كما ادعوا-