العراق: من التحديات إلى النهضة..رحلة التنمية والاستثمار نحو المستقبل..!
رياض الفرطوسي ||
في قلب العراق، حيث تتشابك خيوط التاريخ مع طموحات المستقبل، تقف البلاد اليوم عند مفترق طرق اقتصادي يرسم ملامح غدها. فبينما يتردد في الشارع العراقي صدى حديث الناس عن تحديات المعيشة، تسعى الحكومة بقيادة محمد شياع السوداني، التي تعتمد على سياسة الوسطية والتوازن والاعتدال، إلى إعادة صياغة المشهد الاقتصادي برؤية تجمع بين الإرث الحضاري العريق ومتطلبات العصر الحديث.
لقد شكلت السنوات الأخيرة اختباراً حقيقياً لقدرة العراق على مواجهة العقبات، ورغم التحديات، بدأت تتبلور ملامح نهضة اقتصادية تسعى لاستثمار ثروات الوطن في قطاعات حيوية كالزراعة، التنمية، والسياحة. فالعراق ليس مجرد أرض النفط، بل هو وادٍ خصيب يمتلك القدرة على إطعام شعبه والمنطقة بأسرها، إذا ما أُحسن استغلال أراضيه الزراعية وأُعيد إحياء هذا القطاع العريق.
وفي عالم يتسارع بخطى مذهلة نحو التقدم في مجالات البناء والتنمية، تبرز السياحة كقطاع لا يقل أهمية عن النفط والزراعة. فالعراق، مهد الحضارات الأولى، يزخر بكنوز أثرية ومعالم دينية تجذب الزوار من كل أنحاء العالم. لكن ازدهار هذا القطاع يتطلب الأمن والاستقرار كمفتاح أساسي، إلى جانب استثمارات جادة في البنية التحتية السياحية لتحويل العراق إلى وجهة عالمية تلبي شغف الباحثين عن التاريخ والأصالة. ولن يتحقق ذلك إلا بتكامل جهود التخطيط والتنفيذ، مع ترسيخ بيئة قانونية واقتصادية تضمن للسائح تجربة آمنة وممتعة.
أما التنمية، فهي العمود الفقري للاقتصاد، إذ لا يمكن تصور ازدهار دون بنية تحتية قوية، ولا مستقبل دون استثمارات جادة تدفع عجلة النمو. وقد أدركت الحكومة الحالية أن التنمية الحقيقية تتطلب شمولية تمتد من المدن الكبرى إلى القرى النائية، ومن المشاريع العملاقة إلى المبادرات الصغيرة، مع ضمان بيئة مستقرة تحفز المستثمرين على ضخ أموالهم بثقة تامة.
بهذه الرؤية المتكاملة، يمضي العراق نحو مستقبل يتداخل فيه الأمل بالعمل الدؤوب، حيث لا يعتمد على قطاع واحد، بل تتحرك عجلة اقتصاده في مسارات متعددة، مما يعزز استدامة النمو ويحقق العدالة الاجتماعية. وإذا استمرت هذه الجهود لأربع سنوات إضافية، فقد يشهد العراق نهضة اقتصادية غير مسبوقة، تحول البلاد من حالة البحث عن الاستقرار إلى نموذج يُحتذى به في التنمية والاستثمار.
إن مسيرة البناء ليست شعارات تُطلق في الهواء، بل حلم يتشكل على أرض الواقع بخطوات متسارعة تتناسب مع متطلبات العصر. ففي عالم يتقدم بوتيرة متلاحقة، يصبح التسارع في التنمية ضرورة حتمية، لا تتحقق إلا عبر تكامل التخطيط والتنفيذ.
فالماضي، بجراحه، لم يعد عائقاً، والمستقبل يرحب بمن يؤمنون بإمكانية التغيير.
العراق، بتاريخه العظيم وإمكاناته الهائلة، قادر على النهوض كقوة اقتصادية مؤثرة، شريطة دعم مشاريع البناء والتنمية والاستثمار في مختلف القطاعات. هذا ليس خياراً فحسب، بل هو السبيل الوحيد لاستعادة مكانته المستحقة بين الأمم، كعراق مزدهر يواكب العصر ويصنع مستقبله بثقة وجرأة.