من أنا؟!
قاسم العجرش ||
هذه رسالة ربما لن يقرأها أحد، ولكنها مرسلة الى بضعة أحد..وفي طليعة هؤلاء البضعة “أحد” هو أنا..
فمن أنا؟!
من بين كل البشر، من أول الخلق الى هذه اللحظة، ثمة “واحد” يعرف من أنا، طبعا عدا من يعرف خائنة الأنفس وما تخفي الصدور، هذا الـ”واحد” هو أنا، أنا وحدي عرفت حقيقة “أنا”، وسأخبر “أنا” عن حقيقة من هو “أنا”..
سؤال من أنا واحد من أعقد الأسئلة وأصعبها، وجميع من سألوه أو تسائلوه خابوا سعيا، إلا أنا، فأنا لم أعد خائبا، لكني وفي رحلة السؤال أضعت (من) وبقيت أنا ..أنا وحدي..!
سيتفاجأ “أنا” بكم ما اعرفه أنا..لكن ليس بين كل ما اعرفه عن “أنا” ما يخجله أو يخجلني..!
لا أتذكر اني كنت يوما طفلا، لكني منذ ذلك الوقت كنت أسأل: كم تحبني؟!، هذا السؤال الذي سألته أمي، فأجابتني: بكَد البحر، وكانت إجابتها مخيبة لأملي! فلقد كنت أحبها أكثر..!
اليوم ما زلت أسأل جميع من يعنيني أمرهم؛ كم تحبوني، واُصاب بالخيبة الدائمة، فلا أحد يحب أحدي مثلي..وأكتشفت أني كائن من حب، بل الحب أنا وأنا الحب..أليس هذا ما تعرفه يا “أنا” عن “أنا”؟!
“أناي” أنا تعبر عن هويتي، وعن فهمي لأسباب وجودي، وما هو دوري، ولماذا أنا في هذا الكون، وما علي من واجبات؟!..
وفي طريقي للأجابة على هذه الأسئلة التي يجدها كثير من البشر ليست ضرورية، أكتشف أني لست عبئا على نفسي، كما أني لست عبئا على أحد، فأنا وحدي من حمل أعبائي!
أما غير أنا؛ فقد كنت عطاءا لهم، وبالكاد أخذت منهم، سوى أشياءا صغيرة جدا..جدا
تحياتي وقبلاتي لأنا..ريما سأودع “أنا” قريبا، ربما سيودعني “أنا”..ليتركني وحدي مع “أنا”..
هي فلسفة العقل، وهو حديث مع “أنا” بلغة الأنا، وهي البحث عن شيء لا يعرفه غيري قط، لكنني اعرفه بعمق، هو عمقي أنا..!