الضربة الأمريكية على اليمن وتداعياتها على المنطقة..!
كاظم الطائي ||
في ظل تصاعد التوتر في منطقة البحر الأحمر واستمرار العمليات العسكرية، شنت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات جوية استهدفت مواقع تابعة لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن.
وتأتي هذه الضربات ضمن سلسلة من العمليات التي تهدف إلى وقف هجمات الحوثيين على السفن الامريكية في الممرات المائية الاستراتيجية، إلا أن هذا التصعيد ينذر بتداعيات خطيرة على أمن المنطقة واستقرارها.
تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة اعتمدت على طائرات استراتيجية بعيدة المدى لتنفيذ الضربات على أهداف يمنية، وهو ما استلزم المرور عبر الأجواء الإقليمية، بما في ذلك المجال الجوي السعودي. هذا التطور أثار حفيظة جماعة “أنصار الله”، التي اعتبرت استخدام الأجواء السعودية عملاً عدائياً يستوجب الرد.
وقد أصدرت الجماعة تحذيرات واضحة إلى السعودية والدول التي تسمح باستخدام أجوائها لتنفيذ الضربات الأمريكية، مشيرة إلى أن استمرار هذا الدعم اللوجستي سيجعل من هذه الدول أهدافاً مشروعة للرد العسكري.
ويأتي هذا الموقف في إطار استراتيجية الحوثيين التي تربط بين التصعيد الأمريكي واستجابة مباشرة ضد أي طرف يساهم في هذه العمليات.
في حال تجاهلت السعودية والدول الأخرى تحذيرات “أنصار الله”، فإن المنطقة قد تشهد تطورات أكثر خطورة تشمل استهداف المصالح السعودية، حيث قد تلجأ الجماعة إلى شن هجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة على المنشآت الحيوية السعودية، بما في ذلك حقول النفط والموانئ والمطارات.
وقد تمتد الهجمات لتشمل دولاً خليجية أخرى تُستخدم أجواؤها أو قواعدها العسكرية لدعم العمليات الأمريكية. كما أن استمرار التصعيد قد يفاقم أزمة النقل البحري العالمي، ما يؤثر على إمدادات الطاقة وحركة التجارة الدولية.
أدى استهداف قائد القوات الصاروخية التابع لجماعة “أنصار الله” إلى رفع مستوى التوتر بشكل كبير. وتعتبر هذه العملية تحولًا نوعياً في المواجهة، ما قد يدفع الحوثيين إلى ردود فعل أكثر شدة وشمولية.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا التصعيد إلى سلسلة من الهجمات الانتقامية التي قد تطال أهدافاً استراتيجية في السعودية والإمارات، وربما تصل إلى القواعد الأمريكية في المنطقة.
قد يؤدي استمرار الضربات الأمريكية وردود “أنصار الله” إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار في منطقة الخليج والبحر الأحمر. كما تتضاءل فرص الحل السياسي مع كل تصعيد عسكري، مما يجعل الجهود الدولية لإحلال السلام أكثر صعوبة.
وقد تنخرط أطراف إقليمية أخرى في المواجهة، ما يزيد من احتمال اندلاع مواجهة أوسع تشمل عدة دول.
إن الضربات الأمريكية على اليمن وما يترتب عليها من تحذيرات وتهديدات متبادلة تنذر بتصعيد خطير قد يغير موازين القوى في المنطقة.
وبينما تسعى الولايات المتحدة لحماية مصالحها وحلفائها، يبدو أن “أنصار الله” عازمون على توسيع دائرة المواجهة في حال استمرار التدخلات العسكرية، مما يجعل المستقبل القريب محفوفًا بالمخاطر والتوترات المتزايدة.