السياسيون بين الماضي والحاضر: من سيف ابن ملجم إلى سيوف السياسة العالمية..!
الحسين الشمري ||
في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام)
الخيانةُ عبر التاريخ لم تكن مجرد فعل فردي، بل كانت نهجًا يتكرر بأشكال مختلفة، من ضرب الإمام علي (عليه السلام) على يد ابن ملجم، إلى ضرب الشعوب والأمم بسيوف السياسة الحديثة.
اليوم، لم تعد الخيانة مقتصرة على الداخل، بل امتدت لتصبح لعبة دولية تمارسها القوى الكبرى باسم الحرية والسلام، بينما في الخفاء تُحاك المؤامرات لتمزيق الأوطان وتشويه الإسلام.
الماضي: ابن ملجم وسيف الغدر
عندما أقدم عبد الرحمن بن ملجم على ضرب الإمام علي (عليه السلام)، لم يكن يحمل مجرد سيف في يده، بل كان يحمل فكرًا منحرفًا يتستر بالدين لتحقيق مآربه. ابن ملجم لم يقتل رجلًا فقط، بل اغتال رمزًا للعدل والحق، وفتح الباب أمام مرحلة من الفتنة والانقسام ضربت الأمة الإسلامية في صميمها. سيف لم يكن موجهًا لشخص الإمام وحده، بل كان ضربة في قلب الإسلام، وضربة لكل قيم العدالة والمساواة التي نادى بها.
الحاضر: سيوف السياسة العالمية
اليوم، نرى المشهد يتكرر بأدوات مختلفة. القوى الكبرى، وعلى رأسها أمريكا الصهيونية، تتدخل في شؤون الدول الإسلامية بذريعة نشر الديمقراطية أو محاربة الإرهاب، لكنها في الحقيقة تمارس ذات الخيانة التي فعلها ابن ملجم. تشعل الحروب، وتدعم الانقسامات، وتزرع الفتن بين الشعوب، ثم تدّعي أنها جاءت لتنقذهم.
أمريكا في سياساتها الخارجية لا تختلف كثيرًا عن ابن ملجم، فهي تحمل شعارات الحرية وحقوق الإنسان في يد، بينما تطعن الاستقرار والأمن في اليد الأخرى. تسلّح جماعات هنا، وتسقط أنظمة هناك، كل ذلك تحت ستار “نشر السلام”، لكنه سلام مُلطّخ بدماء الأبرياء وخراب الأوطان.
تشويه الإسلام: الوجه الآخر للخيانة
وكما فعل ابن ملجم بتشويه صورة الإسلام من خلال جريمته النكراء، تتعمد القوى الكبرى اليوم تشويه هذا الدين العظيم، فتربط بين الإسلام والإرهاب، وتُضخم أصوات المتطرفين لتجعلها تمثل الأمة بأكملها. الإعلام الغربي يتقن لعبة الخداع، فيظهر الإسلام على أنه دين عنف وتخلف، بينما يتجاهل القيم الإنسانية العظيمة التي نادى بها هذا الدين.
الخاتمة: التاريخ لا ينسى
الخيانة واحدة، سواء جاءت من فرد يحمل سيفًا مسمومًا أو من دولة تحمل شعارات زائفة. من سيف ابن ملجم الذي ضرب الإمام علي (عليه السلام)، إلى سيوف السياسة العالمية التي تمزّق جسد الأمة الإسلامية، يظل التاريخ شاهدًا على أن الخائن مهما تلثّم بالأقنعة، سيبقى ملعونًا في ذاكرة الشعوب، وستبقى الحقيقة ناصعة مهما حاولوا طمسها.
https://t.me/alhosen_alshmare