خواطر محاكاة لدعاء كميل..الرابعة..مولاي، ذنوبي كثبان رملٍ في صحراء قلبي..!
جليل هاشم البكاء ||
خواطر محاكاة لدعاء كميل..الرابعة..مولاي، ذنوبي كثبان رملٍ في صحراء قلبي..!
فكلما حاولتُ أن أخطو نحوك، غاصت قدماي في أثقال ما اقترفتُه، وكأن ذنوبي رمالٌ متحركةٌ تبتلعني كلما سعيتُ للخلاص. كم من مرة هممتُ بالفرار إليك، فشدّتني قيود غفلتي، وكم من ليلة عزمتُ فيها أن أفتح صفحةً جديدةً، فطغت عليّ ظلمة الأمس!
لكني أعلم، يا كريم الصفح، أنك الغيث الذي يبعث الحياة في قاحل الروح، وأنك النور الذي يمحو ظلمة القلب، وأن قطرةً واحدةً من عفوك كفيلةٌ بأن تغسل جبال خطاياي.
إلهي، إن كنتُ قد جئتك مثقلًا، فقد جئتك مؤمنًا أنك لن تردّني. وإن كنتُ قد أذنبتُ، فقد علمتُ أنك غافر الذنب، قابل التوب، واسع المغفرة. يا من يحيي الأرض بعد موتها، أحيِ قلبي بعد قسوته، واغسلني بماء عفوك حتى أعود كما خلقتني، طاهرًا لا يحمل إلا حبك.
مولاي، إن كانت الدنيا قد خدعتني، فقد أتيتك الآن صادقًا، وإن كان هواي قد غلبني، فأنت القادر على كسْرِه، وإن كانت نفسي قد قادتني بعيدًا عنك، فبيدك أن تردّها إليك ردًّا جميلًا.
إلهي، اجعلني ممن إذا دعاك أجبته، وإذا استغفرك غفرتَ له، ولا تجعلني من أولئك الذين أعرضوا عنك حتى أعرضتَ عنهم. فإني، وإن أذنبت، ما زلتُ أحبك، وإن غفلتُ، ما زلتُ أرجوك، وإن أبعدتني ذنوبي، فإن رحمتك أقرب إليّ من نفسي.