حديث الإثنين: عشرة أعوام عدوان وحصار..!
احمد ناصر الشريف || صحيفة 26سبتمبر العدد2402 ـ 24 آذار 2025
يصادف الأربعاء الموافق 26 مارس 2025م اليوم ،المكمل لمرور عشرة أعوام عدوان وحصار على يمن الإيمان والحكمة، وخلال هذه الفترة الطويلة من عمر العدوان على اليمن، الذي شاركت فيه ما يقارب عشرين دولة، تمثل تحالف دولي بقيادة رأس الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وأدواتهم في المنطقة السعودية والإمارات.
تمكن الشعب اليمني العظيم ممثلا في قيادته الثورية الحكيمة، وقواته المسلحة البطلة، بمختلف أفرعها..أن يواجه تحالف العدوان باقتدار؛ منذ تم إعلانه يوم 26 مارس عام 2015م من واشنطن، وجعله يوما للصمود الوطني.
كما أستطاع اليمن أن يحقق بقدراته الذاتية والمحدودة؛ مقارنة بما يمتلكه تحالف العدوان؛ من قدرات وإمكانيات عسكرية ومادية .. انتصارات عظيمة أذهلت العدو قبل الصديق.
لقدتم دحره في كل الجبهات؛ وهي انتصارات جعلت دول تحالف العدوان؛ تفقد صوابها.. وتيأس تماما من تحقيق أهدافها المعلنة، التي اتخذت منها مبررا؛ لشن العدوان على اليمن، لاسيما بعد مرور عشرة أعوام ؛من الصمود الوطني والتصدي له ومقاومته ،
بالإضافة إلى أن اليمن تحول في ظل هذا العدوان الظالم؛ إلى دولة إقليمية مهمة في المنطقةـ وأصبح يشكل رقما صعبا يحسب له ألف حساب، في الوقت الذي كان فيه تحالف العدوان؛ ينتظر استسلامه وانهياره..
لقد أثبتت قيادته الحكيمة؛ وقواته المسلحة الشجاعةـأنها قادرة؛ على مواجهة وتحدي قوى عظمى.. وتجلى هذا التحدي الكبير، من خلال وقوف اليمن شعبا وقيادة وقوات مسلحة، إلى جانب الأشقاء من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، طيلة ستة عشر شهرا، حقق اليمن خلالها المعجزات، وهو مالم تقم به أية دولة أخرى، لا عربية ولا إسلامية ،
الحملة الإعلامية التي يشارك فيها هذه الأيام ؛بعض المتطفلين من الداخل مع الأسف الشديد، للتشكيك في قدرات اليمنيين.. الخروج منتصرين على تحالف دول العدوان.
في محاولة أيضا لشيطنة مكون انصار الل، الذي يتصدر المشهد الوطني، دفاعا عن اليمن وسيادة قراره، وتحميله مسؤولية الأوضاع المعقدة، التي يعيشها الشعب اليمني، بسبب العدوان عليه.. إلا تعبيرا عن خوف من تحقيق نصر كبير قريب بإذن الله تعالى، وفي نفس الوقت نتيجة لما وصلت اليه دول تحالف العدوان؛ من فشل بعد رهانها على تحقيق أهدافها ، وهو ما انعكس سلباً على عملائها ومرتزقتها، الذين يتقاتلون مع بعضهم، في أكثر من جبهة في المحافظات الجنوبية .
وعليه فقد قرر اليمنيون التخلص نهائياً؛ من محنتهم من خلال تفعيل حوار ميدان المواجهة، مع رأس الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، والذي سيقود حتماً إلى تحقيق النصر المؤزر؛ الذي سيتمخض عنه نشوء دولة جديدة تشمل اليمن بأكمله ،
دولة تجلب الوئام والسلام للجميع؛ من خلال وضع الأسس الحديثة للدولة، التي ستخلق في المواطن اليمني، ولاء سليما يمكنه من الدفاع عن كل المكتسبات المتحققة، وفي مقدمتها الثورة الشعبية 21 سبتمبر، التي جاءت مصححة لمسار ما سبقها من ثورات، والمحافظة على الوحدة الوطنية، وخضوع المسؤولين الكبار والصغار لطاعة القانون بدون استثناء، والتركيز على تقوية مؤسسات الدولة؛ بحيث يتم البناء عليها بشكل سليم، والقضاء نهائيا على ثقافة الحقد والكراهية والفيد والفساد الموروثة من العهود السابقة، التي وقفت حائلا دون الوصول إلى بناء الدولة القوية العادلة.
على المرتبطين بالعدوان أن يعتبروا بآلاف الشهداء والجرحى؛ المدنيين الذين استشهدوا وأصيبوا بشكل مباشر وبصورة متعمدة،من آلة حرب العدوان.. ناهيك عن أولئك الذين ماتوا؛ بسبب منع وصول الدواء والغذاء والمشتقات النفطية وكافة المستلزمات الضرورية للحياة، وتدمير الآلاف؛ من مشاريع البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية التنموية والخدمية والاستثمارية،
والتي ضررها بكل تأكيد، يعم كافة أبناء الشعب اليمني، بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية ،
الأهم والأكثر وضوحا؛ هو تسليم تحالف العدوان محافظات بالكامل للتنظيمات الإرهابية، وإذلال أبنائها، والتحكم في مصائرهم، وارتكابهم لمجازر وحشية وبشعة، بحق ابناء هذه المحافظات المحتلة، واحتلال جزر يمنية؛ وتحويلها إلى قواعد عسكرية، وطرد أبنائها منها، بل وإلحاقها بدول الاحتلال كما حدث لجزيرة سقطرى ،
لم يكتفوا بذلك فحسب؛ وإنما ذهب تحالف العدوان لاستجلاب؛ المزيد من المرتزقة من عدة دول في صورة وحدات عسكرية، بينما هم عناصر إرهابية، من أولئك الذين امتهنوا القتل مقابل المال، مع افتعال الفتنة المناطقية والطائفية والمذهبية ،
صب المزيد من الزيت لتأجيج نيرانها بين اليمنيين، لتحرق الأخضر واليابس، والدفع باليمن، وطنا وشعبا إلى الفوضى الكارثية، أو كما تسميها أمريكا بالخلاقة.. التي تمكنهم من الوصول إلى بغيتهم، في تمزيق اليمن والاستيلاء على ما يريدون من الثروات، والسيطرة الكاملة على الموقع الجيوسياسي والعسكري، الذي تتطلبه مصالح الهيمنة الاستعمارية الغربية – الصهيونية.. ليس في اليمن فحسب وإنما في المنطقة العربية عموما،
لقد بدأ تنفيذ هذا السيناريو المعد والمخطط له سلفا، بسقوط سوريا في أيدي المتطرفين، والضغط على لبنان واليمن والعراق، ومحاولة تهجير الفلسطينيين من أرضهم، بدعم معلن وواضح من الحكام العرب؛ المطبعين مع العدو الصهيوني، والخانعين الواقعين في الحضن الأمريكي ،
مع ذلك نجد في اوساطنا؛ ومن المحسوبين حتى على التحالف الوطني ظاهريا في الداخل اليمني، يدافعون عن العدوان بكتاباتهم، ويقدمون له مادة دسمة، يستطيع من خلالها شق الصف الوطني، وهو هدف عجز عن تحقيقه تحالف العدوان، بالعمل العسكري والسياسي والاقتصادي، وأكبر دليل وبرهان على ذلك؛ ما كشفه جهاز الأمن والمخابرات عن خلايا تجسسية تم القبض عليها، وأعترف عناصرها بأنهم كانوا مجندين من قبل تحالف العدوان ويعملون لصالحه.